أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور على أهمية المبادرة الخليجية التي يدرك الجميع نبل مقاصدها، فضلا عن ما تمثله من فرصة تاريخية لجميع الأطراف في حلحلة الأزمة السياسية وإرساء السلام والأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة. وقال رئيس مجلس الوزراء في حوار مع صحيفة عكاظ السعودية نشرته في عددها الصادر اليوم الاحد إن القيادة السياسية بزعامة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية أظهرت موقفا واضحا من المبادرة الخليجية ينبني في الأساس على الحرص الكامل على حقن دماء اليمنيين وتأمين جميع ظروف ومتطلبات الانتقال السلس والآمن للسلطة, وهو ما يتطابق بالكامل مع مبادئ وقواعد الدستور. وأضاف : نرحب بالموقف الأخوي لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الحريص على وحدة اليمن وعلى أمنه واستقراره باعتباره جزءا أصيلا ومؤثرا من الجزيرة والخليج مثمنا في ذات الوقت الدور السعودي إزاء حقن الدماء وإرساء الأمن والاستقرار في اليمن، مشيرا إلى أن الدعم السعودي جنب اليمن أزمة اقتصادية خانقة. وقال إن الشعب اليمني يثمن ويعول على جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز باعتباره الأخ الأكبر لجميع اليمنيين، ويدركون حرصه على حاضر ومستقبل اليمن. وشدد رئيس مجلس الوزراء على أهمية مضامين المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية والجهود المبذولة من قبل الأشقاء في دول المجلس لتحقيق التصالح بين الفرقاء بما يكفل أمن اليمن واستقراره بهدف إنجاحها، لما تمثله من مخرج أساس وجوهري لأزمة البلاد الراهنة.. مؤكدا على ضرورة تحديد آليات واضحة للمبادرة الخليجية والتعجيل بالتوقيع عليها ليس فقط للحفاظ على أمن اليمن فحسب، بل حماية لاستقرار وسلام المنطقة . وناشد كافة الأطراف السياسية تغليب مصلحة الوطن على جميع المصالح وأن يعود الجميع إلى الحوار كمخرج أساس من الأزمة. وقال : نجدد الدعوة المخلصة للقاء المشترك لإظهار موقف وطني مسؤول إزاء ما تقتضيه الظروف الحرجة التي تمر بها اليمن، والحرص على المضامين العقلانية التي تتضمنها المبادرة الخليجية كأساس لانتقال السلطة والنأي عن المنطق الثأري والتحريض ودعم الفوضى وحالة عدم الاستقرار، وتأزيم الأوضاع كأداة وحيدة للتغيير. وتابع قائلا:نحن مع التغيير نحو الأفضل وضد الفوضى والتدمير لمؤسسات الدولة والاضطرابات عبر تأجيج مشاعر الشباب في الساحات. واسترسل قائلا: نقول للأخوة في أحزاب المشترك .. إن موجة الحراك التي شهدها ويشهدها الشارع العربي لا يمكن أن تكون بديلا عن الدور الذي ينبغي أن تنهض به النخبة السياسية، وعن دورها ومسؤوليتها إزاء متطلبات الانتقال السلمي للسلطة على أساس مبدأ الشراكة الوطنية الكاملة, وعليها أن تختار إن كان يعنيها أمر هذا البلد وأمنه واستقراره ومعيشة أبنائه.. بين أن تقف أمام موجة الاعتصامات والمظاهرات، أو الوقوف خلفها والتخلي عن دورها المفترض بكل ما سيؤدي إليه موقف ودور سلبي كهذا من مآلات سلبية وبالغة الخطورة. ودعا رئيس الوزراء إلى إجراء قراءة شاملة وموضوعية للأزمة السياسية التي تهيمن على اليمن في هذا الظرف التاريخي بالغ الأهمية قراءة لا تغفل المؤثرات والمعطيات التي تتحكم بمسار هذه الأزمة في سياقها اليمني، وفي بعدها الإقليمي والدولي الشامل بما يفسح المجال لإدراك طبيعة الاستهداف الذي تتعرض له دولنا العربية في سابقة لافتة من حيث توقيتها وأدواتها. وحول الأخطار التي تحدق باليمن، أوضح أنها تتمثل في الحوثيين والقاعدة والدعوات الانفصالية لإعادة تشطير اليمن، مشددا أن اليمن لن يتساهل في هذه القضايا، وسيتعامل معها بجدية وحزم، ولن يسمح لأي قوى كانت بزعزعة استقرار البلاد، مبينا أن خطر القاعدة في اليمن بعد مقتل أسامة بن لادن قد انحسر، وأن السلطات اليمنية لن تسمح للقاعدة بزعزعة الاستقرار في بلاده.