لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    نقابة الصحفيين تدعو إلى سرعة إطلاق الصحفي المياحي وتحمل المليشيا مسؤولية حياته    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    السوبرمان اليهودي الذي ينقذ البشرية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المتحف الوطني .. حضارات يمنية تتحدث
نشر في سبأنت يوم 01 - 11 - 2004


يقال إن اليمن متحف طبيعي مفتوح ، حيثما ذهبت
وجدت التأريخ يتكلم ، وقدحاولت العديد من الجهات الآثارية اليمنية والأجنبية تتبع ورصد المواقع الأثريةفي اليمن ، إلا أن ما هو موجود ومتناثر،جعل من الصعوبة بمكان جرد ما تمتلكه البلاد من معالم أثرية .
خلال الفترة الأخيرة تحولت أعمال ترميم مباني المتحف الوطني الواقع في ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء إلى أعمال تنقيب عن آثار جديدة بعد العثورعلى صور من الأرشيف العثماني توثق للمباني التي بنيت أبان التواجد العثماني
في اليمن ، قبل اكثر من قرن ، بالإضافة إلى صور خاصة لمبنى مجمع المتحف الوطني نفسه ، الذي يتكون من عدة مبان تشكل شبه دائرة تتميز بتنوع الطراز المعماري ، حيث تجمع تلك المباني بين الطابعين العثماني والصنعاني .
وخلال الحفريات الإنشائية التي جرت في ساحة المتحف عثر على صور مباني المتحف في الفترة العثمانية وأبرزت وجود مدخل أمام أحد مباني المتحف يبدو أنها أزيلت فيما مضى ، وجرى تنفيذ حفرية أخرى لتكشف عن بقايا أساسيات المدخل والأعمدة ، ما دفع الأثريين إلى تحويل الحفريات الإنشائية إلى عملية تنقيب ليتم العثور فيها على أساسات قديمة ، وحوض مبنى وعليه مادة القضاض .
وأضافت تلك الاكتشافات إلى فريق الأثريين اليمني والهولندي الذي يعمل في ترميم مباني المتحف مهمة تنفيذ المزيد من الحفريات الأثرية ، وإجراء الدراسات العلمية على الآثارو المعالم المكتشفة في ساحة المتحف ، وفاجأت أعضاء الفريق من الجانبين بأنهم لا يعرفون الكثير عن المباني التي يحتفظون بداخلها بمايقرب من 20 ألف قطعة أثرية تحكي قصة الحضارات اليمنية في مراحلها التاريخية
المختلفة.
المباني الجديدة:
بعض مباني المتحف الوطني يعود إلى عهد الإمام المتوكل علي القاسم بن الحسين الذي حكم خلال الفترة 1716 - 1727 ولا يزال قابعاً في ضريح بجوار المسجد ، الملحق بمباني المتحف ، وسميت المنطقة والمسجد بإسم الإمام المتوكل ، وجاء
العثمانيون واتخذوا من نفس المكان موقعاً لهم وأسسوا فيه المستشفى العسكري ، ثم بنى فيه الإمام يحي العام 1922 " دار السعادة " ، وبعد ثورة سبتمبر( أيلول ) العام 1962 استخدمت تلك المباني كمقرات لعدد من الوزارات والهيئات الحكومية ، حتى تأسس المتحف الوطني العام 1970 ، حيث كان في بداية الأمر
في قصر " الشكر " ليصبح العام 1991 متحفاً للموروث الشعبي بعد أن اختير "
دار السعادة أو المستشفى التركي " ليكون متحفاً وطنياً .
الزائر إلى المتحف الوطني يدخل من 3 بوابات حيث تقف إلى جانب بوابته الكبرى
عربتي خيل إيطاليتين قديمتين تعودان إلى عشرينيات القرن المنصرم ، وقد كان
الإمام يحي بن حميد الدين يستخدمهما في تنقلاته القليلة والمحدودة .
عند التأمل قليلاً في البوابة الخارجية لدار السعادة نجد شعار القوات التركية، وهو عبارة عن نجمة سباعية ، مرسوم بالحجر على جانبي المبنى ، وعند دخول الزائر الصالة الأرضية للمتحف يلفت انتباهه الباب الخشبي القديم الذي تغطيه المسامير الحديدية ، وتظهر على حافته العليا الزخارف الزهرية ، وبارتفاع
يقابل عيني الزائر في منتصف الجزء العلوي على قاعدة خشبية تشاهد المطرقة" المدقة " المصنوعة من الحديد بزخرفتها المتشابكة.
الصالة الأرضية خصصت لعرض القطع الأصلية لتمثالي ذمار علي يهر وابنة ثاران يهنعم ملكا سبأ وذوريدان وحضرموت ، وهما التمثالان اللذان عثر عليهما العام1931 في منطقة النخلة الحمراء أثر تنقيب أول بعثة أثرية ألمانية عن الآثارفي اليمن حيث بدأت البعثة أعمال التنقيب العام 1928 ، في مناطق " غيمان "، النخلة الحمراء والحقة " وغيرها من المواقع السبئية ، وقد شارك التمثالان في معهد ماينز بألمانيا ورمما هناك ، وأعيدا إلى اليمن في مارس ( آذار )من العام 1983 بعد أن أعيدت صياغتهما بطريقة الجبس وقوالب السيليكون ، ويعرف
من النشرة التوضيحية التي وضعت على الحائط أن التمثالين صورتان طبق الأصل في المتحف الروماني الجرماني بمدينة "ماينز" لألمانية .
في الدور الثاني الذي خصص لعرض مجموعة من آثار الحضارات اليمنية القديمة التي سبقت الإسلام في 6 حجرات ضيقة جداً ، حيث وزعت تلك الحجرات التي لا تتسع الواحدة منها لأكثر من 5 أشخاص إلى قاعة لآثار ما قبل التاريخ وهي الآثار التي جمعت من نتائج الحفريات التي قامت بها البعثة الإيطالية العاملة في اليمن وحجرة لعرض نماذج من النقوش والخط اليمني القديم ، وأخرى لآثار مأرب ، العاصمة السبئية المشهورة في التاريخ .
بالإضافة إلى ذلك كانت هناك حجرات لعرض آثار ممالك معين ، سبأ وحمير ، وبين الحجرات صالة طويلة وضع بها آثار من مختلف الحضارات اليمنية ، إضافة إلى مجموعة أهداها الرئيس علي عبدالله صالح للمتحف والتي أشتملت على لوحة من المرمر تصور الموسيقى في اليمن القديم ، ولوحة أيضاً من المرمر عليها شكل ثور ، وتمثال آخر لثور يقف على قاعدة مستطيلة من عدة مستويات ، وقطعة صغيرة نحت عليها شكل طائر ، وخصص جزء منها لعرض بعض الآثار التي عثر عليها من حفريات معبد "رصفم" بمنطقة السوداء بمحافظة الجوف.
أثار الممالك القديمة
في الحجرة التي وضع فيها الآثار التي تعود لمملكة سبأ توجد مكيال من البرونزعليه طفرات من جهة وكتابة بالخط المسند على الجهة الأخرى ونصها اسم "عودذو حسكن" ، بها مقبضان مختلفان في الوضع ، وهما من منطقة غيمان ، إضافة إلى يدين من البرونز إحداهما لسيدة حيث يظهر بوضوح سوار في معصم اليد ، مجموعة
من الأواني الفخارية المصغرة والتي يعتقد أنها كانت تدفن مع الموتى ومجموعةمن لوحات ونقوش الجير والرخام عليها أشكال آدمية وكتابة بالخط المسند ، وأوان منزلية من الفخار والرخام ، وأغلب تلك الآثار جمعت من محافظة مأرب بإستثناء إناء من الفخار وجد أثناء الحفريات الألمانية في منطقة همدان بمحافظة صنعاء في الثلاثينيات من القرن الماضي .
ويعتبر الثور ركناً أساسياً في الآثار اليمنية القديمة ، لأن الثور هو رمزالإلهة ، التي كانت تعرف بإسم ( المقة ) .
في حجرة مملكة حمير تظهر مجموعة أوان زجاجية وأجزاء كبيرة من الحجر الجيري
التي استخدمت في الغالب في بناء المنازل أو المعابد مزخرفة بأشكال حيوانات
وأوراق وعناقيد العنب ، وهناك مجموعة تماثيل آدمية من الحجر الجيري ، لوحة
فخارية عليها شكلان ملتصقان ربما كانا عبارة عن كاهنتين حاملتين في أيديهما
قربان عثر عليها في منطقة ماوية بمحافظة تعز ، وأجزاء من تماثيل حيوانية
من البرونز بينها ذيل أسد ، قدم ، فرس ، وقدم طير ، إضافة إلى تمثال لوعل
واقف على قاعدة مستطيلة ، ومسند كرسي أو عرش ينتهي آخره برأس أسد في الوسط
، وهناك مسرجة من البرونز على شكل قارب مقبضها ملوي على رأسها شكل وعل .
حجرة آثار مملكة معين أحتوت على مجموعة تماثيل آدمية صغيرة من الحجر الجيري
، وتماثيل حيوانية من البرونز والرخام والفخار مختلفة الأحجام والأنواع ،
إضافة إلى مجموعة من الأواني الفخارية البرونزية مختلفة الأشكال والأحجام
يرجع تاريخها إلى فترة دولة معين ، جمعت معظم آثار دولة معين من محافظة الجوف
.
واحتوت الحجرة التي كتب على بابها ( قاعة مأرب ) على مائدة قرابين من الحجر
الجيري وعلى الحافة الخلفية كان هناك بالخط المسند تذكر إسم أقدم القربان
هو "وتر آل "، ومجموعة تماثيل آدمية الفخار ، مجموعة أواني فخارية ، أربعة
أقدام وبقايا تماثيل من البرونز.
وفي الصالة الطويلة هناك تمثال نصفي لإمرأة من الخشب يرجع تاريخه إلى فترة
دولة معين عثر عليه في منطقة البيضاء بالجوف ، وتاج عمود من الحجر الجيري
عليه زخرفة بارزة على شكل مراوح نخيلية ، مجموعة 7 تماثيل لرؤوس آدمية من
الرخام عرفها المختصون بأنها نذور للإلهة ويظهر في 4 منها حفر في العيون
أعد للتطعيم بمادة تعرف بمادة ( أقيم ) ، وكذا مجموعة من عسيب النخيل عليها
كتابة بالخط التحريري الشعبي ، ومباخر تستخدم أثناء الطقوس الدينية عثر عليها
في معبد "رصفم" بمنطقة السوداء بالجوف وكذا مجسم خشبي لمعبد "رصفم" ، وتمثال
لإمرأة أهداه سلطان بيحان للسفير البريطاني ومنه إلى المتحف العام 1974.
الآثار الإسلامية
في الدور الذي خصص للآثار الإسلامية والتي عرضت بحسب النوع مثل المخطوطات
القرآنية والتي ضمت صوراً لأجزاء من مصاحف كتبت بالخط الكوفي والثلث وغيره
من الأنواع ، بالإضافة إلى المسكوكات التي شملت عملات تعود إلى ممالك سبأ
ومعين وحمير ، وأخرى ترجع إلى الدولة الأموية ، العباسية ، والعثمانية وفترة
الحكم الإمامي في اليمن ونشوء الجمهورية بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 ،
بالإضافة إلى كسوة الكعبة وهي جزء من كسوة الكعبة التي تعود إلى بداية الثلاثينات
.
أحتوى الجناح الإسلامي على بعض الألواح الخشبية التي جمعت من بعض المساجد
وعليها زخارف وكتابات إسلامية وصور لعدد من المساجد التاريخية ، والأسلحة
والتي شملت على السيوف المختلفة والخناجر ، الرماح ، الخوذ الواقية للرأس
، والبنادق القديمة ، علبة الذخيرة التي كانت تستخدم لتعبئة البارود .
وهناك مجسمان جصيان لجامع ذي بين وجامع أسناف خولان ، والآثار التي جمعت
من نتائج أعمال البعثة الأثرية الكندية في مدينة زبيد "إلى الغرب من صنعاء
" على شاطئ البحر الأحمر ، إضافة إلى الكثير من المسارج والمباخر والأدوات
النحاسية المزخرفة والمشغولات الفضية.
وفي صالة قسم الآثار الإسلامية عرض بعض الأواني النحاسية الكبيرة وعليها
كتابات وزخرفة إسلامية ، إضافة إلى عدد من مشاهد القبور التي كتبت عليها
إسم المتوفى والتاريخ ، وعدد من البنادق القديمة والدروع الواقية والمصنوعة
من السلاسل الحديدية وبعض التروس ، وتعود غالبية محتويات قسم الآثار الإسلامية
إلى القرنين 13 و 14 هجرية .
ويلاحظ الزائر لقسم الآثار الإسلامية عبث البعض بكتابة بعض العبارات على
الجدران فيما البعض منهم يكتب إسمه على جدران غرف المتحف كنوع من تسجيل الذكريات
.
وخصص الدور الأخير للآثار الشعبية والذي يسجل لبعض العادات والتقاليد من
خلال عرض بعض نماذج الأزياء الشعبية ، والصناعات الحرفية وعرض بعض الأدوات
التي كانت تستخدم في الزراعة وتربية النحل ، وأدوات صيد السمك ومجسم للعشة
التهامية وغيرها ، بالإضافة إلى نماذج من الأزياء النسائية والرجالية ، والمشغولات
الفضية ، مجسمات تصور تقاليد الزواج وأخرى عن الحياكة " اللحف " في تهامة
، بالإضافة إلى ذلك هناك صناعة النجارة ، الفخاريات ، السلال المصنوعة من
أغصان النخيل ، الأواني الحجرية والأدوات النحاسية وغيرها .
وفي الصالة الطويلة تم وضع مجسمات جصية لنماذج من المنازل من مختلف المحافظات
اليمنية ، وتعد محتويات هذا الدور من المتحف أقرب للموروث الشعبي منها للآثار
على الرغم من أن هناك متحفاً منفرداً خصص للموروث الشعبي العام 1991 في دار
الشكر الذي لا يبعد عشرات الأمتار على المتحف الوطني .
التجديدات
ستؤدي أعمال ترميم مباني المتحف وتطويره التي ينفذها حالياً فريق يمني هولندي
والمقرر الإنتهاء منها أواخر العام 2002 إلى أحداث تغييرات جوهرية ليس فقط
في المباني بل في طرق وأساليب العرض التي سيعاد ترتيبها وفقاً لتحديد مواضيع
معينة بدلاً عن اتباع العرض الزمني والنوعي واستحداث معارض مؤقتة إلى جانب
المعرض الدائم .
وأوضح السيناريو الأولي الذي قدمه الفريق للتحديثات الجاري تنفيذها أن الفريق
حدد 16 موضوعاً تتبعها مواضيع فرعية أخرى سيجري تصنيف الآثار اليمنية في
إطارها ، تبدأ بالملكة بلقيس وزيارتها للنبي سليمان مدعوم بعرض سينمائي يحكي
قصة بلقيس على شاشة كمبيوتر يمكن الزائر من الحصول على أية معلومات تتعلق
بالموضوع الذي يريد معرفة معلومات عنه.
وتخصص القاعة الثانية لعرض موضوع المعابد والقبور اليمنية القديمة والطقوس
الدينية باستخدام شاشة الكمبيوتر الذي يعرض تاريخ المعتقدات الدينية في اليمن
القديم ، ويقدم فيه نماذج لأربعة أنواع من المعابد اليمنية المختلفة في البناء
، وكذا عرض نماذج من التماثيل القربانية التي كانت تقدم للآلهة ، إضافة إلى
أنواع من المقابر اليمنية القديمة ؛ فيما يعرض الموضوع الثالث اليمن الطبيعي
من حيث الموقع ومناظر طبيعية خلابة ، وجغرافية اليمن ، وعرض نماذج جيولوجية
من الصخور والأحجار البركانية في اليمن .
وفي موضوع الزراعة ، اختار الفريق ثلاثة أقاليم زراعية من المدرجات ، الوديان
والسهول وعرض طرق وأساليب الري القديم ، ويأت­ في القاعة الخامسة موضوع التجارة
والذي يخصص بصفة رئيسية لطريق اللبان القديم الذي يرسم على خارطة وعليه قافلة
إلكترونية وتظهر عليها المحطات التي كانت تتوقف عندها القوافل ، ونظام جمع
الضرائب وغيرها ، فيما خصص الموضوع السادس لاستخدام المنتجات التجارية وأهمها
البن ، العنب ، القات والمحاصيل الأخرى ، والتي سيجري عرضها في شكل سوق صغير
.
في قاعة الحياة الإجتماعية تقدم معلومات عن الوراثة ، الزواج والموت مصاحبة
، إذ لن يعرض على شاشة كمبيوتر ، فيما يحكي الموضوع الثامن الكتابة في اليمن
القديم من خلال نقش صخري شهير تظهر على شاشة الكمبيوتر فيه كل سطرين بخط
وإلى جانبه صورة تترجم هذا النقش وتوضح معناه باللغات الأخرى ، ويعرض الموضوع
التاسع الآثار الإسلامية ، وتأتي العمارة اليمنية القديمة في الموضوع العاشر
بعرض نماذج معمارية من كل صنعاء ، مأرب ، حضرموت ، زبيد وعدن ، ويصور فلم
عن مراحل بناء كل نموذج وخريطة توضح موقعه على الطبيعة ، كما يظهر الفيلم
تميز العمارة اليمنية ويحتل موضوع الفنون والحرف القاعة الحادي عشر ويعرض
أنواع الجنابي "الخناجر الرجال " وأنواع من المصنوعات اليمنية ، صناعة العقود
والأدوات المنزلية وفيلم يصور أساليب تلك الصناعات .
وتتميز قاعة موضوع الموسيقى التي ستصمم على هيئة المجلس الشعبي اليمني يجلس
الزائر ويحدد عبر جهاز الكمبيوتر أية آلة موسيقية يريد سماع عزفها أو أية
معلومات عن تاريخ تلك الآلة في اليمن.
في موضوع الهجرات يعرض الفيلم المصاحب له مشهد درامي لسد مأرب وهو يدمر
، ومعظم الهجرات التي حدثت وأثر ذلك على وضع اليمن ، ويقدم الفيلم أحاديث
لبعض المهاجرين اليمنيين ، الذين يعيشون في الخارج ، وتستخدم المؤثرات الصوتية
والضوئية في موضوع السياسة والحروب ، فيما يحكي الموضوع قبل الأخير تاريخ
الغزاة لليمن وأسباب الغزو والمقاومة التي واجهها الغزاة أثناء بقائهم في
اليمن .
وفي موضوع الوحدة اليمنية يظهر الفيلم الذي خصص لهذا الموضوع شخص كبير السن
يجلس تحت شجرة لبان وحوله أحفاده الذين يحكي لهم تاريخ اليمن منذ عهد معد
بن كرب الزبيدي وحتى التاريخ المعاصر وتحقيق الوحدة اليمنية في 22 من مايو
1990 وفكرته الأساسية أن اليمن واحد .
ويقول الخبير الهولندي ، الذي قدم السيناريو ، إن إعادة ترتيب العرض بأساليب
الموضوع يهدف إلى خلق العاطفة بين الزائر ومحتويات المتحف.
وتوضح الخرائط الأولية لمخطط عرض موضوعات المتحف حركة سير الزائر في المتحف
، وستكون قاعات العرض في الطابق الثاني في مبنى دار السعادة والمبنى المجاور
له من الجهة الجنوبية والتي سيجري الربط بينهما بجسر بحيث يدخل الزائر من
المبنى الجنوبي ثم يمر بدار السعادة يغادر قاعة المتحف الدائم إلى قاعة المعرض
المؤقت ثم يمر بسوق المتحف الذي سيقدم فيه بعض المشغولات اليدوية التي ستصنع
في ورش الحرف اليدوية المقرر إضافتها إلى مجمع المتحف ، فيما تم إقرار إضافة
مسجد قبة المتوكل إلى مساحة المتحف ، الذي سيضم عدة مباني يربط بينهما مصعد
كهربائي حديث .
مدير المتحف الوطني عبدالعزيز حمود الجنداري أوضح ل " الخليج "أن المشروع
اليمني الهولندي لتوسيع وتطوير المتحف يشمل على المعارض الدائمة والمؤقتة
، بالإضافة إلى جناح خاص بتحف الطفل ، وورش العمل ومخزن أثري أرضي بمواصفات
حديثة وإبقاء مبنى دار السعادة ( المتحف الحال ي) كجزء من المعرض الدائم
.
وأضاف الجنداري أن أعمال الترميم والصيانة والمعالجة الدقيقة للمباني قد
بدأت بحسب الوظائف المقترحة لها ، ؛ فيما بدأ العمل في إعادة ترميم وصيانة
الأسوار المحيطة بالمجمع والسور الواقع بين المتحف وجامع قبة المتوكل بالطريقة
التقليدية وبإستخدام المواد المحلية القديمة من الزابور والأحجار ، كما أشار
إلى أن الإضافات الجديدة التي ستخصص لخدمات الزوار تشمل على موقف خاص بالسيارات
، مكتبة عامة ، قاعة عرض سينمائي ، كافتيريا ومكاتب للفرق الأثرية والخبراء
.
وأشار الجنداري إلى أن معمل الترميم بالمتحف بدأ في عملية ترميم عدد من
القطع الآثارية في خطوة للإعداد والتحضير للقطع الأثرية المتنوعة التي سيتم
عرضها في القاعات المختلفة ، قائلاً إن عملية الترميم بدأت مع القطع الخشبية
المكونة من عسيب النخيل التي كتب عليها بخط الزبور اليماني ، والذي يعود
تاريخه لفترة ما قبل الإسلام ، وقد تم ترميم ما يقرب من 300 قطعة ، كما تم
ترميم 4 قطع برونزية تمثل لوحات برونزية مكتوبة بالخط المسند وتعود إلى فترة
ما قبل الإسلام ، كما أن المشروع الهولندي لتطوير المتحف يشمل أيضاً تدريب
وتأهيل كادر المتحف على أحدث الأساليب المتحفية .
ويبدو أن المتحف الوطني بحلته الجدية سيجتذب الزوار من مختلف المناطق اليمنية
، بالإضافة إلى الأجانب بسبب التحديثات التي أجريت عليه ، ووسائل العرض الجذابة
، التي تعمد اليمنيون والهولنديون إدخالها ، إذ أن ذلك سيكون مدخلاً للتعرف
على حضارات يمنية تركت بصماتها في تأريخ اليمن قديماً وحديثاً .
سبأنت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.