أرجأ وزراء التجارة في دول الاتحاد الأوروبي الجمعة في براتيسلافا، موعد إنجاز اتفاق التبادل الحر مع الولاياتالمتحدة مؤكدين في الوقت ذاته عدم تعليق المفاوضات مع الجانب الأمريكي حول هذا الشأن. وأكد وزير الاقتصاد السلوفاكي بيتر زيغا الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أن الإرجاء يرجع إلى الصعوبات التي تواجه المفاوضين، قائلا "هذا غير واقعي". من جهتها قالت المفوضة التجارية الأوروبية سيسيليا مالمستروم التي قادت المفاوضات "يبدو هذا غير مرجح على نحو متزايد". والهدف كان التوصل إلى اتفاق قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي يناير عام 2017. وأضافت إن المفاوضات لم يتم تعليقها رغم تردد دول أعضاء مثل فرنسا والنمسا. وأوضحت مالمستروم إن الأمر "سيستغرق خمسة أو ستة أشهر بالنسبة للإدارة الأمريكية الجديدة لكي ترسخ حضورها ما سيؤدي في الواقع إلى تعليق المفاوضات". وتابعت متسائلة "متى يمكننا أن نستأنف؟ من السابق لأوانه التكهن، ما دمنا لا نعرف ماذا ستكون عليه الإدارة الجديدة. وخلال جولة من المحادثات صباح الجمعة، أعرب ما "لا يقل عن عشرين" من وزراء التجارة دعمهم استمرار المفاوضات، وفقا لمصدر أوروبي. وسبق أن أعلنت 12 دولة أوروبية، ضمنها إيطاليا وأسبانيا وبريطانيا، دعمها في رسالة مفتوحة قبل القمة. وقال وزير الدولة الفرنسي لشؤون التجارة ماتياس فيكل في تصريح له "إنها المرة الأولى التي تعلن فيها نحو نصف الدول الأعضاء إنه في ظل الأوضاع الحالية للأمور، فإن المفاوضات لن تؤدي إلى نتيجة ويجب البدء وفقا لأسس جديدة مع الإدارة الأمريكية الجديدة". ويهدف اتفاق الشراكة الأطلسية (تافتا) إلى إزالة الحواجز التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، ومنها الرسوم الجمركية والقيود القانونية التي تعيق الوصول إلى الأسواق. غير أن معارضيه يعتبرون أنه يشكل "خطرا" على الديمقراطية والأمن الغذائي، وكذلك المعايير الاجتماعية والبيئية.