نسمع الكثير من عبارات التشاؤم عما يمكن أن تجلبه الايام القادمة ، فالجميع قلق ومحبط ، و لم يعد هناك أمل في الايام القادمة و يدعو لحدوث معجزة ربانية مؤمناً بأن الله وحده يمكنه أن يحقق النجاة لبلد الايمان و الحكمة . نعم هناك جهود ُتبذل و حوار و لكن؟ فقد المواطن البسيط ثقته في كل ما حوله ،،، لأنه لا يرى سوى الاشخاص ذاتهم الذين اوصلوا البلاد إلى هذه الأوضاع المعقدة . هنا يأتى عقل المواطن البسيط ليقول جديد و أى جديد ! أمل و أى أمل تقصدون ؟ فقد سأت الأحوال و ضاق بنا العيش و أصبح متوسطو الدخل فقراء الا من رحم ربي ، فتخيلوا ماذا حل بالفقراء ؟ هل تدركون بأن الانسان روح تتمنى العيش بسلام و كذلك المواطن اليمنى يحلم بأبسط ما يمكن تخيله و هو الأمان والعيش بكرامة ، فقط العيش بأمان وكرامة . أنه لا يتطلع إلى الرفاهية أو ربما لم يعِِ بعد بأنها حق من حقوق أى إنسان و لذا لم يتعدَ سقف مطالبه الخبز و الماء و الكهرباء، أتلاحظون إلى أى مدى هذا الانسان البسيط تطلع! هناك من يتطلعون إلى كراسي الحوار الوطنى باذلين الغالى و النفيس من أجلها يحملون شعارات تدعو لبناء اليمن الجديد و الدولة المدنية التى يحلم بها كل يمنى غيور على تراب أرضه و لكن لي تساؤلات بريئة جداً كمواطنة بسيطة و هى : - هل أدرك هولاء المتطلعون لكراسي الحوار حاجات المواطن اليمنى من أقصى البلاد إلى اقصاها ؟ - هل أولوياتهم هي القضايا التي تهم اليمن الأرض و الانسان ؟ - هل أدرك كل فردٍ تبوء مقعداً في الحوار الوطنى بأنه مسؤول عن الارض و الإنسان اليمنى و أن عليه بحث ما يهم الرعية بعيداً عن التوجهات و التجاذبات الحزبية و المناطقية والقبلية ؟ - و هل سيتخلصون من رواسب وأحقاد الماضي و استلهام عِبَر الامس لمعالجة اخطائه والوصول الى غد أجمل هو هدف الحوار لانقاذ الوطن فيصبح بحق حوارا وطنيا و ليس مجرد استجرار لاخطاء وشوائب الماضى . ما نتمناه من المشاركون في الحوار الوطنى أن يدركوا بأنهم الأمل الذي يعوّل عليه الجميع، و يتطلعون بأن الحكمة اليمانية ستتغلب على الماضي من خلالكم، و بكم يمكن أن تكون اليمن أولاً وفقاً لتطلعات الشعب الذي يريد أن يكون اليمن في أعماق قلب كل مشارك دون مزايدات أو تجاذبات جهوية مخيبة لآمال البسطاء. أخيراً أكررها لكم باسم ملايين البسطاء أنتم بصيص الأمل الذي ينظر إليه المواطن اليمنى بكافة فصائله و شرائحه التى اختلفت في مواقفها وتوحدت في معاناتها و لم تعد قادرة على تحمل المزيد لذا إحرصوا في حواركم على مايريد الشعب لتصبح جلسات ونقاشات الحوار مصدرا للتفاؤل عوضاً عن التشاؤم و منطلقا لغد يمحو الأمس بكل مافيه .