قبل أيام تابعت ردود أفعال الإعلام المصري حول تداعيات سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمد محمود خليل في الدقي للفنان العالمي فان جوخ –تابعت الصحف والمواقع الالكترونية المصرية التي تناولت الموضوع لكني توقفت كثيرا أمام تغطية المذيعة منى الشاذلي للسرقه في برنامج العاشرة مساء والذي اعتبره درس مهني لكل الزملاء في حقل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع قبل أن أتناول طريقة المذيعه منى الشاذلي في تغطيتها الاعلاميه لسرقة هذه اللوحه اعترف أولا بالفارق الشاسع بين الحيويه الذي يتسم به الإعلام المصري بمختلف قطاعاته وبين الجمود والقولبه الذي يتسم به إعلامنا وشخصيا ومنذ طفولتي كنت أهوى متابعة ردود فعل الصحافة المصرية عند خسارة المصري أكثر من مناسبات انتصاراته ولا يذهب بالكم بعيد –فقط ستهويني جرأة الإعلام المصري وحيويته في تغطية الأحداث المذيعه منى الشاذلي ذهبت أولا إلى المتهم في القضية محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية ومن خلف القضبان اتهم شعلان وزير الثقافه المصري فاروق حسني بالإهمال والذي أدي لوصول المتاحف المصرية للحالة المزرية التي تسببت في سرقة لوحة زهرة الخشخاش وقال شعلان إن المبالغ التي تم صرفها علي حملة ترشيح فاروق حسني لليونسكو كانت كفيلة بإصلاح متحف محمود خليل وعدد من المتاحف المصرية، ولكن الوزير لم يهتم بذلك. بعد ذلك توجهت المذيعه منى الشاذلي إلى متحف محمد محمود خليل ومن أمام بوابة المتحف ذكرت المذيعه أن رجال الأمن لم يسمحوا لفريق البرنامج بتصوير المتحف لكنها رصدت تقرير يؤكد ان المتحف سرق في عز الظهر في تمام الساعه الثانيه عشرة من النصف الثاني من شهر رمضان وذكرت ان حوالي 27 كاميرا مراقبة في المتحف كانت تشكو العطب قبل سرقة اللوحة الشهيره ثم توجت عملها المهني باستجواب الوزير فاروق حسني وضعوا اكثر من خط تحت كلمة استجواب فتقديم منى الشاذلي للوزير كان كما يلي (الآن نحاور المسؤول الأول عن سرقة اللوحة الوزير فاورق حسني) والقت عليه عددا من الاسئله المحرجة جدا من بينها ماهية حدود مسؤولية وزير الثقافه في الوضع المزري لبعض المتاحف المصريه؟ ولماذا قال الوزير انه شال عن المتهم شعلان بلاوي ولم يبلغ عنها؟ واستخفافه بالقيمة المادية و الفنية للوحه لتخفيف غضب الشارع المصري؟ ومطالبة المثقفين للوزير بالاستقالة والتي أجاب عنها الوزير إجابات لم تقنع بحسب وجهت نظري الشخصيه كانت الحلقه والتي بثت مساء الأحد الماضي من برنامج العاشره مساء عبارة عن درس مهني مهم لعلاقة الإعلامي بالمسؤول ودور الإعلام في مكافحة الفساد وطريقة صنع الإعلامي لنفسه اسم محترم بين الناس بعيدا عن مغريات المنفعه او الماده @@@@@@@@@ زهرة الخشاش كانت قد تعرضت لعملية سرقة غامضة عام 1978 وأعيدت بعدها بقليل إلى المتحف بطريقة أكثر غموضا وهو ما جعل البعض يقول بأن الغرض من السرقة كان نسخ اللوحة وأن الموجودة هي النسخة المقلدة والأصلية هربت إلى الخارج.