أكتشفت السلطات الأمنية بمطار محافظة أرخبيل سقطرى، شحنة أشجار غريبة وذو رئحة كريهة ، كانت مغلفة بشعار "مؤسسة خليفة بن زايد"، استقدمت على متن طائرة إماراتية، إلى المحافظة المعروفة بتنوعها ونقائها البيئي، في خطوة جديدة لتسميم أجواء وبيئة سقطرى، انتقاما من ابنائها الذين رفضوا احتلال الإمارات لمحافظتهم. وقال مصدر مسئول، في تصريح صحفي، مساء اليوم، إن الأجهزة الأمنية بمحافظة أرخبيل سقطرى أوقفت دخول شحنة أشجار دخيلة وذات رائحة تخنق النفوس وتزكم الأنوف ، بعد أن وصلت إلى مطار حديبو، على متن طائرة إماراتية، كانت تنوي إدخالها إلى المحافظة بطريقة سرية على أنها شحنة مواد غذائية تابعة ل"مؤسسة خليفة بن زايد" الإماراتية. وأكد المصدر، أن أمن المطار أوقف الطائرة التي قامت بشحن الاشجار، بعد أن انبعثت منها رائحة كريهة في أنحاء المطار، وتم أحتجاز الأشجار الدخيلة في المطار. وأضاف المصدر بأن شحنة الاشجار احيلت إلى الجهات المختصة في الصحة والبيئة وقد باشرة تلك عملية فحص الشحنة . مشيراً إلى أنه عقب الانتهاء من الفحص سيتم اتخاذ الإجراء اللازم بحقها. وفي السياق أوضح مصدر طبي بأن الشحنة تحمل نوع من الأشجار الخطيرة على حياة الناس وعلى كل الكائنات الحية . لافتاً إلى أن هذا النوع من الأشجار لا يوجد سوى في أدغال أفريقيا، ويحظر على الناس ارتياد تلك الادغال البعيدة عن التجمعات السكانية ، لخطورتها على حياتهم. وأكد المصدر أن النتائج الأولية للفحص تشير إلى وجود مواد سامة في الشجرة المستقدمة على متن شحنة عبر طائرة إماراتية إلى سقطرى. محذرا المواطنين وضباط وأفراد الأمن والجيش من البقاء بجوار تلك الشحنة الممتلئة بالشجرة التي يطلق عليها " الخبيثة". ولم يستبعد المصدر، أن تكون الامالام مصدر شحنة الشجرة إلى أفريقيا. وتعتبر محافظة أرخبيل سقطرى أكبر الجزر العربية واليمنية، وتستمد أهمية كبيرة من موقعها الجغرافي الإستثنائي الذي يمنحها تنوعا بيئيا فريدا ونادرا، حيث تحوي أكبر تنوع نباتي ونسبة من الأنواع المستوطنة.. وبحسب منظمة اليونسكو، التي صنفت الجزيرة كأحد مواقع التراث العالمي عام 2008، هناك "73% من أنواع النباتات، من أصل 528 نوعاً، و 09 % من أنواع الزواحف، و 59% من أنواع الحلزونيات البرية المتواجدة في الأرخبيل، غير موجودة في أي مناطق أخرى من العالم". واتهمت منظمات دولية مهتمة بالبيئة، دولة الامارات بالنهب والسرقة والعبث بالتنوع الحيواني والبيئي للأرخبيل عبر خطوات ممنهجة ومدروسة، مستغلة مشاركتها- كعضو رئيسي- في التحالف العربي، الذي تدخل في اليمن بقيادة المملكة السعودية، بهدف إعادة الحكومة الشرعية إلى السلطة، على إثر الإنقلاب الحوثي عليها في سبتمبر 2014. ودخلت الإمارات الجزيرة في وقت مبكر من تدخلها في اليمن، عن طريق مؤسسة خليفة بن زايد، بحجة المساعدات الإنسانية. وفي وقت لاحق نشرت أبو ظبي قوات عسكرية في الجزيرة، وأثارات العديد من المشاكل والتدخلات المتعارضة مع السيادة اليمنية. والأسبوع الماضي، قالت منظمة «Bird Life International» البريطانية إن "الملاذ الآمن الذي وفرته جزيرة أرخبيل سقطرى للحياة البرية لآلاف السنين أصبح الآن تحت التهديدات، التي قد تؤدي إلى تعطيل النظم الإيكولوجية الفريدة في سقطرى، وموقعها ضمن التراث العالمي لليونسكو".