توجيهات الأخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية إلى وزارات الإعلام والشباب والرياضة والثقافة وإلى السلطة المحلية في المحافظات وكافة مؤسسات الدولة المعنية للترتيب والإعداد اللائقين لإحياء الاحتفال بالعيد ال24 ليوم ال22من مايو المجيد هي تأكيد على أن هذه المناسبة قيمة تاريخية عظيمة كان صانعها الأول الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه.. وهي في ذات الوقت توجيهات تكتسب أهميتها من كون هذه المناسبة الوطنية العظيمة هذا العام جاءت في ظل النجاحات التي حققها اليمانيون في مؤتمر حوارهم الوطني الذي خرج بحلول جذريةواقعية وموضوعية منصفة لقضاياهم الكبرى وفي صدارتها القضية الجنوبية..إذ تعتبر هذه المخرجات في مضامينهاالأساس القوي والصحيح لبناء الدولةالوطنية اليمنية الاتحادية الحديثة..دولةالنظام والقانون والمواطنة المتساوية والحكم الرشيد.. كما تتعاظم أهمية مباهج أفراح الوطن بهذه المناسبة كونها تأتي متزامنة مع الانتصارات التي يحرزها أبطال قواتنا المسلحة والأمن ورجال اللجان الشعبية الميامين ضد عناصر الإرهاب الإجرامية الدموية, مجترحين أروع المآثر البطولية في محفد أبين,وميفعة وعزان وحوطة شبوة وهم يدكون أوكار تلك العصابة الشيطانية الشريرة الإرهابية, مستمدين عزيمتهم وإصرارهم في القضاء النهائي على تلك النبتة الخبيثة واجتثاثها من جذورها مستندين على إرادة شعبهم الذي بالتفافه ووقوفه صفاً واحداً على امتداد مساحة اليمن- شرقاً وغرباً, شمالاً وجنوباً- قد جسد وحدته الوطنية في أبهى وأعظم صورها, مستوعباً بإيمانه ووعيه الحضاري أن المعركة مع الإرهاب والانتصار فيها انتصار على التطرف والعنف وثقافة الكراهية وهكذا سيتمكنون موحدين من بناء اليمن الجديد الخالي من الحروب والصراعات العبثية العدمية.. ومن الأزمات ليتفرغوا لصنع حاضرهم ومستقبل أجيالهم الآمن المستقر والمزدهر .. إن الانطلاقة صوب آفاق رحبة وفضاءات واسعة من النماء والتقدم والتطور قد هيئت أسبابها وسويت أرضيتها بإنجاز وثيقة الحوار الوطني التي هي صياغة معاصرة مجددة للوحدة اليمنيةتقوم على العدالة والمساواة والإنصاف التي تحققها دولة مبنية على أساس مبادئ الحكم الرشيد, الذي به تزال كافة المظالم ويتحقق العدل ويجبر الضرر وتتحقق الشراكة الوطنية الحقيقية بالثروة والسلطة.. وهكذا يتلازم القضاء على الإرهاب بإنجاز انتقال اليمنيين إلى مرحلة جديدة مؤسسة على الإخاء والتسامح والتصالح والتلاحم ليمضوا معاً نحو التغيير الذي طالما ناضلوا من أجله وقدموا التضحيات ليمثل يوم ال22 من مايو 90م محطة عظيمة في تاريخهم المعاصر رغم الصعوبات والتحديات التي واجهها.. هذا الانجاز شأنه شأن كل عمل كبير في تاريخ الأمم والشعوب, ونحن في السياقات النهائية لتجاوزها والانتصار عليها بالخلاص من ظاهرة الإرهاب التي عانى من ويلات شرها الوطن والشعب التي أزهقت خلالها أرواحاً بريئة,وعلى جنباتهاأريقت دماءً زكية,ملحقة أفدح الأضرار باقتصاده وتنميته.. مسيئة إلى سمعته مشوهةً صورته أمام العالم .. وهاهو الوقت قد حان لشعبنا عبر هذه المواجهة الحاسمة مع عناصر الإرهاب أن يثبت للعالم أنه شعب حضاري عريق يرفض الغلو والتشدد والإرهاب, ولم تكن هذه الآفة إلاَّ ظاهرة طارئة عليه,وهو ما يؤكده اليوم في مواجهة حازمة مفتوحة مع الإرهابيين وهي مواجهة لن تنتهي إلاَّ بتطهير الأرض اليمنية من رجس جرائمهم ليسير موحداً بخطى متسارعة لبناء غده المشرق .