على وقع المؤتمر الباريسي الذي يعقد اليوم في اطار التحضيرات الجارية لتشكيل تحالف دولي ضد "داعش"، تشهد المنطقة حركة لافتة ومكثفة للمسؤولين الغربيين، فلم يكد وزير الخارجية الاميركية جون كيري ينهي زيارته ولقاءاته في جدة حتى حط وزير الدفاع الفرنسي في الامارات قبل ان يتوجه الى مصر لشرح دور بلاده في التحالف المزمع انشاؤه ضد تنظيم "داعش". وفي التفاصيل، استضافت باريس اليوم الاثنين 15 سبتمبر/أيلول مؤتمراً دولياً لاستكمال توزيع الأدوار في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، تحت شعار "السلام والأمن في العراق". وافتتح الرئيسان الفرنسي فرانسوا هولاند والعراقي فؤاد معصوم المؤتمر الذي سيناقش كيفية إدارة الحرب على تنظيم "داعش"، ومن سيوجه الضربات الجوية وعلى أي المناطق، ومن سيقوم بالتسليح ويوفر الدعم اللوجستي والتمويل. وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن هدف المؤتمر الرئيسي هو منح العراق الدعم في التصدي لخطر هذا تنظيم "داعش". وأكد هولاند أن "خطراً بالغ الأهمية يلقي بظلاله على العراق والمنطقة والعالم بأسره، ولا يمكن أن نضيع الوقت"، مضيفا ان "مساعدة العراق يجب أن تكون انسانية أولا اذ تعرض حوالي مليوني شخص الى التهجير". وأضاف: "يجب أن نكون فاعلين في تحركنا، ومن أهداف المؤتمر أيضاً هو جمع الأموال من الدول المشاركة لتأمين وصول المساعدات الانسانية". وأكد الرئيس الفرنسي أن "العراق بحاجة أيضاً الى دعم عسكري، ولا بد لأصدقاء العراق أن ينسقوا جهودهم لتلبية طلب السلطات العراقية في مساعدتها" مشيراً إلى أن "فرنسا ستحتل مكانها في هذا التحالف". ولفت هولاند إلى أن "العراق ليس المعني الوحيد في هذا التهديد،اذ أنه موجود أيضاً في سورية أي بالشرق الأوسط كاملاً، كما أنه يجند مقاتلين من كافة أنحاء العالم بما فيها فرنسا، لذا فأنا معني بالأمر أيضاً، ويجب بذل قصارى الجهد لمكافحة انتشار هذه العقيدة في صفوف شبابنا، ويجب القضاء على هذه الشبكات الإرهابية ونمنع عن تنظيم الدولة موارده ونعاقب كل من ينضم إليه". كما شدد فرانسوا هولاند على أهمية "إيجاد حل دائم ومستدام حيث ولد التنظيم، أي في سورية، فالفوضى أرض خصبة للارهاب"، داعيا الى "دعم المعارضة المعتدلة".