تصاعد مخيف بوتيرة الاغتيالات في تعز، المدينة التي تتنازع فصائل المرتزقة بشقيها الإصلاحي - السلفي للسيطرة عليها، وقد شهدت الجمعة مواجهات بين الطرفين، سببها كما تقول فصائل الإصلاح، المسيطرة على إدارة الأمن، إحباط محاولة اغتيال جديدة كانت تستهدف عناصر الحزب عبر زرع عبوات ناسفة من قبل مجموعة وصفتها ب"الإرهابية"، وهذه المواجهات هي في الأساس امتدادا لأسبوع دامي في المدينة آخرها الخميس حيث اغتال مسلحون اثنين من مجندي الإصلاح في ما يسمى ب" اللواء الخامس واللواء 22 ميكا "، لكن تعز، وإن برزت فيها صورة الصراع واضحة، ليست الوحيدة في قاموس الفوضى التي يغذيها العدوان بين مرتزقته المحليين، فالأنباء القادمة من المحافظات الجنوبية والشرقية الخاضعة لسيطرة الاحتلال تؤكد بأنه لا يكاد يمر أسبوع واحد دون أن تحدث هناك عملية ارهابية أو على الأقل محاولة، وكأن المخرج لهذه الجرائم لا يريد أن تفارق رائحة الدم سماء هذه المدن التي تحولت فجأة إلى جحيم يلاحق اهلها سياسيين وعسكر وإعلاميين وحتى ناشطين صغار. يحصي، جعفر محمد سعد، رئيس رابطة " أسر الاغتيالات في المحافظات الجنوبية والشرقية "، نحو 210 عمليات اغتيال في عدنوحضرموت وأبين فقط، لكن إحصائية أكثر دقة لحكومة الإنقاذ الوطني أعلنها وزير الاعلام ضيف الله الشامي تؤكد بأن حصيلة الأعمال الإرهابية في المناطق المحتلة تجاوزت ال 287 حالة خلال العام 2018 فقط، وهذه العمليات وإن تنوعت بين استهداف مساجد واسواق ودور للعجزة إلا أن الهدف منها كان تحقيق اغتيال بغض النظر عن الضحايا المدنيين المتواجدين في مسرح العمليات. في تعز يتبادل الإصلاح و ما باتت تعر ف ب" كتائب ابو العباس السلفية " المدعومة إماراتيا التهم بشأن الوقوف وراء الاغتيالات، لاسيما وأن هذه المدينة لا تزال تعاني صدمة حقيقية بعد اكتشاف مقابر جماعية لضحايا الطرفين خلال الفترة الماضية، غير أن عودة وتيرة الاغتيالات بصورة أكبر من ذي قبل تشير إلى أن تحالف العدوان الذي عرقل مشروع اتفاق سلام في المدينة تقدم به الوفد الوطني في السويد يعد لحسابات خاصة يكون فيها الإصلاح الذي تسيطر فصائله على المدينة الطرف الاضعف في المعادلة خصوصا وأن العدوان يحاول أخيرا لملمة قيادات من المؤتمر الموالية للعدوان وضمهم إلى معسكر الناصري وأبو العباس لتوجيه ضربة للإصلاح، الخصم اللدود لأبوظبي. على ذات المسار يتجه تحالف العدوان بالوضع في وادي وصحراء حضرموت وبيحان في شبوة ، المناطق التي شهدت أخيرا تصاعد في عمليات الاغتيالات وصولا إلى المواجهات المباشرة بين المرتزقة، على واقع تحركات للعدوان باستبدال مرتزقة النخبة الحضرمية بمرتزقة الإصلاح المنتشرين في هذه المناطق المنتجة لأكثر من ربع مليون برميل نفط يوميا، وهي ليست وحدها التي يسعى تحالف العدوان لإخضاعها لإدارته المباشرة, فتحرك العدوان صوب مأرب، المعقل الاخير للإصلاح، من خلال ايجاد موطئ قدم لمرتزقة الإمارات يؤكد بأن العدوان يحاول الاستئثار بمناطق النفط والغاز على غرار محاولته في المهرة وسقطرى ومناطق أخر يحاول فيها شرعنة وجوده على ظهور هؤلاء المرتزقة بغية الاستفادة من مواقعها الاستراتيجي. منذ اللحظات الأولى لسيطرة الاحتلال على عدن، اعتمد أسلوب الاغتيالات كخيار لإبقاء مرتزقته في صراع دائم وقد استدعى كافة امراض الماضي إلى هذه المحافظات لإثراء الصراعات وتغذية الانقسامات، بينما في الحقيقة وكما تؤكد التقارير الغربية فإن عمليات الاغتيالات التي تبدو في ظاهرها أعمالا فوضوية ناجمة عن صراع المحليين وغياب الدولة هي في الأسس مرتبة جيدا وقد أعد لها تحالف العدوان العدة واستعان بخبراء أجانب لتنفيذ ذات الغرض بحق مرتزقته.