تصل إلى بيروت اليوم الجمعة بعثة أممية لمراقبة تطبيق القرار1701 والتمهيد لجولة إقليمية للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وذكر مصدر في الأممالمتحدة أن البعثة تضم الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تيري رود لارسن ومستشار أنان الخاص فيجاي نامبيار اللذين سيصلان اليوم إلى بيروت وينتقلان لاحقا إلى تل أبيب. وذكر مصدر لبناني أن جولة أنان ستبدأ ببيروت وتشمل تل أبيب ودمشق وطهران للطلب من الطرفين المباشرين التقيد ببنود القرار ودعوة الأطراف غير المباشرين للإسهام في تذليل العقبات التي تعترض تطبيقه. في هذه الأثناء دافعت باريس عن قرار الرئيس جاك شيراك أمس بإرسال مائتي جندي لدعم قوة اليونيفل في جنوب لبنان. وهو ما خيب آمال مسؤولي الأممالمتحدة الذين توقعوا مشاركة فرنسية أكبر في قوة من 3500 جندي يجري التحضير حاليا لإرسالها. وذكرت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل إليوماري أن باريس لازالت منذ اندلاع الأزمة في "موقع المعالجة والمساهمة المتقدم" وهي لا ترضى بأن يقال ضمنا أنها لا تقوم بواجباتها في الأزمة اللبنانية. وقالت إليوماري في مقابلة مع محطة (A.R.T.L) إن بلادها ستبقي على 1700 جندي كانت قد نشرتهم قبالة سواحل لبنان لإجلاء رعاياها خلال الحرب على أهبة الاستعداد. وفي تلميح إلى قرار صدر أمس مفاده أن تفويض القوة الدولية ليس له طابع هجومي قالت الوزيرة "ليس بإمكانك إرسال جنود إلى هناك وإبلاغهم بأنهم ليس من حقهم الدفاع عن أنفسهم أو إطلاق النار". وتقلت الأممالمتحدة أمس عروضا للمساهمة في القوة خلال اجتماع في نيويورك استمر نحو ثلاث ساعات بين خبراء المنظمة ومندوبي 49 دولة. وأوضح مساعد الأمين العام للأمم المتحدة مارك مالوك براون أن بعض الدول قدمت عروضا محددة بينما طرحت دول أخرى شروطا للمشاركة أما الثلث الأخير فأبدى كثيرا من الحذر. وبحسب المصادر الأممية عرضت بنغلاديش إرسال كتيبتين آليتين ووعدت إندونيسيا بإرسال كتيبة مشاة مدرعة وسرية من سلاح المهندسين بينما عرض كل من ماليزيا ونيبال تقديم كتيبة آليات والدانمارك سفينتين حربيتين. أما إيطاليا وإسبانيا ومصر والمغرب وبلجيكا فأعلنت أنها تدرس الوضع قبل اتخاذ أي تعهد. من جهته أعلن مندوب ألمانيا لدى الأممالمتحدة توماس ماتوسيك استعداد بلاده لإرسال سفن بحرية قادرة على مراقبة كامل السواحل اللبنانية لمنع تهريب الأسلحة. وأكدت مستشارة ألمانيا أنغيلا ميركل في مؤتمر صحفي أمس ببرلين رفض حكومتها المشاركة بقوات برية والاكتفاء بوسائل إمداد وتموين ومهام نقل جوي واستطلاع. وأوضحت أن كل ذلك يبقى مشروطا بتحديد قواعد واضحة للمشاركة وموافقة البرلمان. وتواصل الدول المعنية المشاورات داخل الأممالمتحدة بشأن الضوابط التي ستحكم المشاركة. وأقر مالوك براون بأن هناك الكثير من العمل في الأيام المقبلة لتنفيذ خطة نشر 3500 جندي خلال عشرة أيام. وقال إنها قوة جيدة التجهيز ولكنها غير "هجومية.