كنا نتمنى ان يترك لنا نظام ال سعود مساحة للثقة او على الأقل للتعاطي مع ما يقولونه بعقلانية وموضوعية فهم فجرة بكبرهم وعنجهيتهم وصلفهم وخبثهم المتخلف الجاهل الاحمق وهم في نفس الوقت يمكن ان يتذللوا الى حد الخضوع والامتهان مع من صنعهم ويحميهم ومن هو اقوى منهم وهكذا كانوا مع بريطانيا عندما كانت امبراطورية استعمارية لا تغيب عنها الشمس وانتقل كل هذا بعد الحرب العالمية الثانية الى أمريكا وما زالوا هم كذلك حتى اليوم والذي فيه تبرز مخاوف انسحاب أمريكا من المنطقة تحت وقع انتصارات تحالف المقاومة لشعوب امته العربية والإسلامية وتحاول تحت هذا الظرف السعودية وبعض دول الخليج الارتماء في أحضان الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين ولمقدسات الامة المباركة فيها . في مقابلة مرتبة ومخطط لها مسبقاً في اطار مساعي محمد بن سلمان وابيه الى إعادة تسويق صورته الاجرامية اعلامياً ليكون تدشين هذا التوجه الجديد بأجراء تلك المقابلة الطويلة والتي حاول ان يقدم نفسه كرجل اقتصاد وتطور وتقدم وسياسة وتسامح وسلام وهذا مالم يكن ولن يكون في كل ملوك بني سعود فما بالنا بهذا الصبي الغر الذي على ما يبدوا قبل ان يظهر على الشاشات هناك من يحضره جيداً وهؤلاء المحضرين بينهم رجال استخبارات وخبراء علاقات عامة وعلماء نفس وربما مع جرعة من النوع الجيد الذي واضح انه مدمن عليه "ولا داعي للذهاب ابعد" والا كيف نفسر كل ما قام به وارتكبه من جرائم ضد الشعب اليمني طوال اكثر من ست سنوات وتجاه أبناء نجد والحجاز وسوريا والعراق وليبيا وغيرهم من بلاد العرب والمسلمين . صحيح انه في المقابلة التي بثتها فضائيات الاعلام السعودي والاعلام المحسوب عليهم والمتحالف معهم ومنهم قناة الجزيرة مباشر التي يبدو لي ان الكثير من معدين ومقدمين برامجها شعروا بالاسى أمس لان موقف قطر تحول من النقيض الى النقيض. طبعاً تكلم بن سلمان في مواضيع وقضايا اكبر من وعيه ومن قدرة عقلة على استيعابها ولكن كله عمل البتردولار الذي به دمروا ويدمر ال سعود اليمن واستباحوا دماء اطفاله ونساءه وشيوخه بدون وجه حق وهكذا عملوا ويعملوا بأفغانستان والعراق وسوريا والصومال وكل الشعوب العربية والإسلامية التي كانت تفكر بالخروج او ابداء التذمر من الهيمنة الامريكية. اجمالاً يمكننا القول ان ما تحدث به ابن سعود حول اليمن كان يمكن ان يكون له وقت لو لم يكون قدر الجغرافيا ومعرفتنا بهذا النظام الوهابي التكفيري المجرم اكثر مما يعرفون هم عن انفسهم ومع ذلك المقياس لدينا الذي نعاير به مواقفنا ومواقف اعدائنا هو تحول الاقوال الى أفعال وهكذا نحن خاطبنا اسياد ابن سعود الامريكان حول ما يتحدثون عنه من حرص انساني على الشعب اليمني ودعوات للسلام والتي بتنا نعرف ان ما يقوله الامريكان استهلاك اعلامي يراد به تشويه الحقائق وفبركة الوقائع وإظهار ان أمريكا تريد السلام وان الشعب اليمني والمدافعين عنه لا يريدون الحل السياسي والسلام والعكس هو الصحيح والمتابع منذ اعلان السفير السعودي السابق الحل من واشنطن والذي اصبح لاحقاً وزيراً للخارجية واليوم هو بين بين عادل الجبير . عموماً اذا كان بن سلمان يريد الحل السياسي والسلام لليمن والسعودية والمنطقة عليه فقط ان يقوم بخطوة بسيطة جداً وهي وقف العدوان ورفع الحصار ان كان يملك قراره وان كان لا يملك فعلى أسياده الامريكان والبريطانيين والصهاينة والا لا خيار امامنا الا الدفاع عن انفسنا وتحرير ارضنا والاخذ بحقنا ممن اعتدى علينا وظلمنا.. وعلى أمريكا والنظام السعودي والاماراتي والبريطاني والإسرائيلي ان يستوعبوا الدرس ويدركوا حقيقة ان كل ما طال عدوانهم على هذا الشعب العظيم كلما كبرت الكلفة والثمن الذي ربما في النهاية لن يقدرون على دفعه الا بسقوط تلك الأنظمة الاجرامية الوحشية .