طبيعي ان تصل الامور الى ما وصلت اليه في المحافظاتالمحتلة وابناء شعبنا في هذه المحافظات لايحتاجون الى تكرار تجارب التحركات السابقة التي تتحول الى عملية تنفيس للمعاناة التي كما هو الواقع اليوم تحولت الى كارثة مأساوية . منذ البداية في المحافظات الحرة كان هناك وعي يدرك المشاريع والمخططات والاهداف ومن اجلها شن التحالف الامريكي السعودي البريطاني الصهيوني حربه الاجرامية على الشعب اليمني .. وكنا نعي ان هذه الحرب لاتستهدف فئة او جماعة او حزب انما تستهدف الشعب اليمني كله ، وكان خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يعكس هذا الوعي على نحو واضح ولكن بيع الاوهام والخداع والتضليل قد سيطر على عقول الكثيرين فكان من الصعب اعادة الوعي الى هؤلاء ، اليوم وتحت ضغط الجوع والفوضى وفساد العملاء والمرتزقة بدأ الناس يفهمون ما يعني هذا العدوان وكيف ان قيادات من باعوا انفسهم للشيطان لاهم لها وهي تعيش في الخارج الا ان تراكم ارصدتها الذي اخذته ثمنا لدماء واوجاع وألآم ابناء اليمن . لهذا لاينبغي ان تكون الثورة فقط مظاهرات واعتصامات بدون قيادة وبدون مشروع وهدف وهذا كله يحتاج الى وعي يستوعب الاسباب الحقيقية التي اوصلتهم الى ما وصلوا اليه . المطلوب ان تتعدد اشكال الكفاح والجهاد في مواجهة الغزاة والطغاة والظالمين واداوتهم بوسائل واساليب ترتقي الى مستوى الوضع الذي وصولوا اليه وفي النهاية تحقق الغاية من مواجهتهم لهذا العدوان ومرتزقته ، والمتمثلة في تحرير الذات والعقل من كل الاوهام لتتحرر الارض وينتهي كل هذا البغي والطغيان والتوحش ، ويجب الانتهاء من بقاء هذه المظاهرات والاعتصامات بالمحافظات والمدن المحتلة معزولة عن بعضها البعض ، بل تتوحد ليصبح لها قيادة واحدة وغرفة عمليات واحدة مع الاخذ في الاعتبار خصوصية كل محافظة من تعز الى المهرة. اما اذا بقت في حالتها التي شهدناها بين الحين والاخر في الغيضة والمكلا وزنجبار وعدن وتعز فانها لن تفضى الى شي الا الى المزيد من الاحباط وانتظار الموت ذلا وجوعاً ، وهذا سلوك لاينسجم مع طبيعة الشعب اليمني وحكمته وتراكمه الحضاري في مواجهة الغزاة والمحتلين. وهكذا يستطيعون جعل امريكا وبريطانيا تدرك ان مشاريعهم مهزومة في اليمن وانهم يواجهون شعب كانت ارضه عبر تاريخه مقبرة للغزاة والمحتلين وان شغلهم الذي سبق هذا العدوان بسنوات ان لم يكن بعقود ذهب ادراج الرياح ، وعليهم ان يوقفوا عدوانهم ويرفعوا حصارهم وبكل تاكيد سيجد اليمنيين الطريق الصحيح لحل خلافاتهم وقضاياهم ومشاكلهم بعيداً عن التدخلات والوصاية الخارجية ، اما نظام بنى سعود واولاد زايد فحسابنا مفتوح معاهم الى ان يثوبون الى رشدهم او نرفع الظلم عن اشقائنا في نجد والحجاز وساحل عمان . عرف الشعب اليمني اعدائه وعليه ان يوحد صفوفهم في مواجهتهم ولن نحتاج كشعب يمني واحداً موحد الى وقت طويل لتحقيق نصر عظيم يذهل العالم.