ما أشد تلك اللحظات المحتشدة بالذكريات ومعها كل التفاصيل وصور الجرائم والمآسي حين بدأت عاصفة الإجرام "الصهيو صليبي" وهي تتراقص على مساحة كبيرة من أشلاء الأطفال والنساء وأطلال المنازل .. كان العالم أشد صمتاً وكانت جميع الكلمات خرساء من هول تلك المشاهد والقتل الهستيري والدمار الشامل ، كل شيء كان محطماً.. ذكريات بالغة القسوة من الجراح العميقة الممزوجة بطعم العلقم كادت الشمس أن تحتجب وتندمل من سواد المشاهد وصور المجاز والمآسي اليومية كان كل شيء مستباحاً "الأرض والعرض والإنسان" وفي لحظة حرجة كلئتنا الرعاية الإلهية وأسمعتنا صرخة الحياة والكرامة والتحدي والصمود كانت لحظة استجابة سريعة لنداء أعلام الهدى مجردة من كل العصبيات والأهواء الخاصة. وحتى لا نضيع في تفاصيل الذكريات علينا نقف وقفة مقارنة بين صور ومواقف كانت حاضرة بعنفوانها وكرامتها وغيرتها وأصالتها وهويتها الإيمانية.. وبين صور ومواقف تنكرت لأصالتها وهويتها وتحولت إلى معاول للهدم والقتل والتشريد جعلت من أحياء المدينة الجميلة أطلال ذكريات ومقابر ومتارس وحكايات من المآسي لا تنتهي " مدينة تعز الحالمة التي كانت حضناً دافئاً لأبناء الوطن" عفواً مدينة تعز هذه هي الذكريات التي لا تكاد تفارقنا. لا سيما اللحظات التي عصفت بها خلالها رياح الشر وضيق الأفق وصراع المصالح ليبدأ فصل جديد معمد بالدماء والدمار الشامل وممارسة القتل على الهوية.. لحظات كانت تتحكم بها فيها يد العدو الخارجي لتجعلها كومة من صور المقابر والمجازر والنفايات والدمار الشامل..لحظات كان علينا أن نبحر فيها للضفة الأخرى اللواء الأخضر بذكريات لا تنسى داعبتنا فيها أصوات التكبيرات وترانيم الصلوات والأدعية والسكينة العامة لحظات لا تكف من التامل فيها ببصيرتها وحكمتها وذروة تفاعلها لينتصر اللواء الأخضر لهويته الإيمانية ببيان العلماء. لحظات أسمعتنا رجفة الضمير تهز جبال اللواء الأخضر لتبتعث منه البراكين من أبنائه الأبطال في جميع الساحات والجبهات ليسطروا ملاحم بطولية من الانتصارات ليشتم منها عبق الحرية ونسيم العزة والكرامة على سفوح الجبال والسهول والوديان .. لحظات لا زالت مشبعة بصور الشهداء وهي تتلالاء في الطرقات والمجالس والمنازل مثل النجوم. أخيراً ونحن في حديث الذكريات يطل علينا السيد القائد - يحفظه الله- من خلال اللقاء الموسع بمشائخ ووجهاء محافظة إب ليكون هذا اللقاء فرصة لجميع المسؤولين والمشرفين بتكثيف الجهود وتحسين الخدمات وحل المشكلات الأساسية التي تعاني منها المحافظة لاسيما بعد سماعهم للتنبيهات والإشارات والتوجيهات الحكيمة للسيد القائد -يحفظه الله- فالمقصود بهذا اللقاء هو العمل بمسؤولية لتنفيذ التوجيهات والمشاريع الحيوية والنزول الميداني فالمرحلة القادمة هي بمثابة اختبار للجميع ولن تغفر للذين يحبون أن يمارسوا مسؤولياتهم وأعمالهم داخل أبراجهم العاجية بعيداً من هموم الناس ومشاكلهم باعتبار المسؤولية زيادة في التكليف ودوراً استراتيجياً في إيجاد الحلول.