عادة ما يشكي الإنسان من أي رحلة سفر ماعدا تلك الرحلات التي تكون وجهته اللواء الخضراء ,هناك الكثير من صور الطبيعة الخلابة في منظومة إبداعية ربانية طويلة لا تفتا من البوح بأسرارها عن تلك العلاقة المتكاملة غير الملتبسة بينها وبين الأنسان الذي ظفر بشرف الانتماء لأصالته العربية وهويته الايمانية علاقة نموذجية زاخرة بتفاعل والأبداع وملاحم الدفاع المقدس والتي تطرق الفكر الانساني بالاستفسارات والتساؤلات المختلفة أهمها لماذا ظل اللواء الأخضر متفردا بجماله خاليا على مدى تاريخه من الصراعات رغم امتلاكه للكتلة الكبيرة من قيادات الأحزاب والتيارات السياسية وغيرها . هل كان قدر الأخضر أن يبقى متفردا بجماله خاليا من الصراعات منصهرا مع عاصمة العواصمصنعاء الصمود والتحدي والتي أجهضت مشاريع التقسيم والتمزيق للوطن والإنسان اليمني؟ هل كان أبناؤه مدركين بشرف الانتماء لهويتهم الايمانية حتى هانت عليهم التضحيات وهو الخيار الوحيد للحصول على الاستقلال والقادر على استعادة أجزاء الوطن التي تعاني من جرثومة العدوان التي أصابت جنوبنا المحتل والجريح بشعارات التمزق والخوف والجوع والانفلات والقتل والتشرد والضياع ؟ في قناعتي بأن اللواء الأخضر يحتاج الى دراسات معمقة من أجل وضع استراتيجية تحسن من مستوى التعامل معه حسب توجيهات السيد القائد يحفظه الله وتدحض كل الأكاذيب بالحقائق الموضوعية وصور الدفاع عن الهوية الإيمانية ومبدأ التعايش والصمود الوطني حقائق لا تكاد تغيب عن تفكيرنا لاسيما وأنت تتجول في عاصمة المحافظة دعك من ازدحام شوارعها وحاجتها للإصلاحات أو تفاصيل أبراجها ومبانيها الحديثة التي تتناثر كحبات اللؤلؤ على البساط الاخضر المتموج والتي تكفي النظرة الأولى فيها بمحوى صورة جمالية أخرى من الذاكرة علينا أن نتأمل لتلك التحديات التي أحاطت الأخضر من كل جانب ولم يضعف أو يتنكر لهويته الإيمانية حقائق لا مفر من الاعتراف بها والدفاع عنها الأخضر المتعطش اليوم للثقافة القرآنية برؤيتها العالمية وعمقها الوجداني والروحي رغم الأخطاء والتجاوزات التي أثرت على جمال وكمال المشروع القرآني وقدرته على تجاوز الحواجز النفسية والمذهبية وغيرها أقول هذا بكل أسف وأنا متأكد بما أقوله وما نحلم به لمستقبل هذه المحافظة الجميلة التي يعشقها كل من زارها ربما لأنها متفردة بخصائص لا ندركها , لكنها زاخرة بصور البطولات وروضات الشهداء وأصوات المآذن وجمال المساجد وقبب الاولياء وتراتيل القرآن حتى صار الكثير يؤمن بأن محافظة اب قطعة من الجنة . حقائق ومواقف للعلماء عظيمة لاسيما البيانات التاريخية في زمن تتساقط فيه المواقف كالصيد في شباك الاعداء وحدهم العلماء الذين يجيدون تحديد الاتجاهات الصحيحة وحسم الخيارات الصعبة ومن هنا يظهر لنا جمال وكمال ذلك البيان التاريخي الذي وصفه السيد القائد يحفظه الله بالبيان العظيم . كذلك البيان العلمائي المندد بصفقة القرن والتطبيع مع الكيان الصهيوني وهو بيان تاريخي كان وراءه قيادات ميدانية بعزيمة الجندي المجهول وهي من المطالب الملحة لأبناء اللواء الأخضر بالانتصار لهويتهم الايمانية رغم كل التحديات والإغراءات المادية والمعنوية مدركين بأن الانحياز للعدوان هو انحياز للخيانة العظمى للدين والوطن وصور الابادة والدمار الشامل والقتل الهستيري ولعلي قاصر هنا عن شرح وتفصيل تلك البيانات التاريخية التي جعلت الأخضر اليوم بما يمتلكه من مخزون علمي ومقومات روحية ودينية وتضاريس وهضاب وجبال ووديان يشكل لوحة ربانية كأنما كتب عليه منذ القدم بالجمال والانسجام والتعايش والشموخ والهوية الإيمانية لدرجة يعجز الأنسان عن وصفه والتأمل فيه .