رغم الجودة والمذاق المعروف للبن اليمني، وشهرته العالمية التي جعلته يحتل المركز الأول من حيث القيمة والطلب المتزايد عليه.. إلا أن البن اليمني شهد في السنوات الأخيرة إشكالية كبيرة سببها اتجاه بعض التجار إلى استيراد كميات كبيرة من البن الخارجي وإغراق السوق المحلية بتلك الكميات ذات الجودة الرديئة جداً. وفي اتجاه الدولة لحماية البن المنتج محلياً، أصدرت قراراً بمنع التجار من استيراد البن الخارجي، لكن هناك بعض التجار الذين مازالوا يقومون بعمليات تهريب للبن الخارجي، وبكميات تصل تقريباً إلى 1000 طن في الشهر، والأدهى والأمر أنه يتم خلط البن الخارجي بالبن اليمني وبيعه في الأسواق على أنه بن يمني خالص. رغم الجودة والمذاق المعروف للبن اليمني، وشهرته العالمية التي جعلته يحتل المركز الأول من حيث القيمة والطلب المتزايد عليه.. إلا أن البن اليمني شهد في السنوات الأخيرة إشكالية كبيرة سببها اتجاه بعض التجار إلى استيراد كميات كبيرة من البن الخارجي وإغراق السوق المحلية بتلك الكميات ذات الجودة الرديئة جداً. وفي اتجاه الدولة لحماية البن المنتج محلياً، أصدرت قراراً بمنع التجار من استيراد البن الخارجي، لكن هناك بعض التجار الذين مازالوا يقومون بعمليات تهريب للبن الخارجي، وبكميات تصل تقريباً إلى 1000 طن في الشهر، والأدهى والأمر أنه يتم خلط البن الخارجي بالبن اليمني وبيعه في الأسواق على أنه بن يمني خالص. عزوف المزارع وهنا يحدثنا الأخ محمد الرميم- وهو مختص في مؤسسة الجودة لإنتاج وتصدير البن- عن هذه المشكلة بالقول: قضيتنا الرئيسية أو المشكلة التي يعاني منها منتجو ومصدرو البن هو دخول كميات كبيرة من البن الخارجي للسوق المحلية، وأدى ذلك لإرباك السوق المحلية والدولية للبن اليمني كونه أثر على جودة البن وعلى الاقتصاد الوطني. وأضاف : كنا نشتري الكيلو البن من المزارع بخمسة آلاف ريال، الآن هبط سعره إلى أكثر من 50% وهو ما سوف يؤثر مستقبلاً في عزوف المزارع اليمني عن زراعة البن، وكل ذلك بسبب تهريب البن الخارجي لليمن وبيعه بأسعار منخفضة، لأن جودته رديئة جداً ولا يمكن مقارنته بالبن المحلي ذو النكهة والجودة. كما أن بعض ضعفاء النفوس من التجار يقومون بخلط البن اليمني مع كميات من البن الخارجي ويبيعونه على أساس انه بن يمني، وهذه كارثة كبرى تسيء إلى سمعة وجودة البن اليمني داخلياً وفي الأسواق العالمية. مافيا التجار وقال الرميم: من وجهة نظري ان من يقوم بتهريب البن الخارجي والإساءة للبن اليمني، جريمة جسيمة تقوم بها مافيا التجار عديمي الوطنية الذين يجب أن يلقوا جزاءهم الرادع، فهم يضرون باقتصاد اليمن ويسيئون إلى سمعة البن اليمني المعروف منذ قرون طويلة بتصدره المركز الأول عالميا من حيث جودته ومذاقه. إجراءات رادعة أما الأخ فؤاد عبيدل -المدير الإداري لشركة موكا ميل- فقال: رسالتنا بالدرجة الرئيسية إلى الجهات المعنية بدعم المنتج المحلي خصوصاً إنتاج البن الذي يعد محصولاً اقتصادياً مهماً يحظى بالإقبال عليه في الأسواق العالمية نتيجة جودته ونكهته المتميزة. وأشار إلى أن حماية منتج البن يحتاج إلى إجراءات رادعة ضد من يقوم بالتهريب والغش والإساءة والإضرار بسمعة ومكانة البن اليمني. ولفت عبيدل إلى أن دخول البن الخارجي وتداوله في السوق المحلية، يضر بالمزارع والتاجر والاقتصاد الوطني كسلسلة متصلة ببعضها. طمس هوية البن في حين يرى المهندس عبدالحميد محمد الرداعي- شركة أزكى موكا لتصدير البن- أن سبب زيادة عملية التهريب للبن الخارجي هو استغلال البعض للأوضاع الأمنية التي تمر بها البلاد، ليقوموا بإدخال وتهريب كميات من البن الخارجي للسوق المحلية، ومن ثم خلطه مع كميات من البن اليمني ويباع على أنه بن يمني صافي. وهذا بحد ذاته يمثل طمساً لهوية البن اليمني من حيث تغير في المذاق وفقدان المصدر اليمني والتاجر المحلي لعملائه، بسبب هذا الأسلوب الرخيص. توعية مستمرة وأضاف الرداعي انه وبالتوعية المستمرة للمزارع والتاجر والمستهلك، فإن البن اليمني سيحافظ على مكانته وشهرته وجودته، وهذا يتطلب تكاتف جهود الجهات الرسمية مع القطاع الخاص ووسائل الإعلام للمحافظة على منتجنا الوطني الاقتصادي الذي عرف على مر التاريخ بأفضل أنواع البن وأطيبها. بن خولاني وأضاف الرداعي: بالنسبة للبن الذي نشتهر به وهو بن خولان بن عامر الذي يعتبر من أجود أنواع البن في اليمن، ومع ذلك يواجه مشكلة تتمثل في ترويج السعودية بأنها تنتج هذا النوع من البن، وهو غير صحيح فما تنتجه السعودية من بن في مناطق قريبة من الحدود اليمنية ليس بجودة بن منطقة خولان بن عامر. ثقافة القهوة محمد القاسمي - وحدة البن في اللجنة الزراعية والسكمية العليا - تحدث قائلاً : نظمت وحدة البن في اللجنة الزراعية مؤخراً المهرجان التسويقي الكبير " ثورة البن" بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وبالتزامن مع يوم البن العالمي، وهو مهرجان هدف إلى نشر ثقافة القهوة في اليمن وتسويق البن اليمني محلياً وخارجياً، وإعادة الناس إلى البن اليمني بدلاً من البن الخارجي، بالإضافة إلى تأهيل التجار والمصدرين للمشاركة في المهرجانات الدولية الخاصة بالبن. كميات تهريب وأوضح القاسمي أن قراراً صدر في وقت سابق بمنع استيراد البن الخارجي، لكن هناك من يقومون بعمليات تهريب كبير للبن الخارجي للسوق المحلية، وتقدر كميات التهريب بنحو 1000 طن شهرياً أي 12 ألف طن في السنة، وهو ما يؤدي إلى إغراق السوق المحلي بالكميات المهربة، ويتضرر من ذلك المزارعون بالدرجة الأولى بسبب انخفاض أسعار البن المحلي، بل إن بعض البن المهرب يخلط ويباع على أنه بن يمني، وهذا فيه خلط وغش وإساءة لبلدنا ومنتجنا المعروف بالجودة. مصادرة الكميات وأشار القاسمي إلى أن اللجنة الزراعية والسمكية العليا رفعت للمجلس السياسي الأعلى بمسودة قرار بحظر تداول البن الخارجي في السوق المحلية، وقد تم إحالة مشروع القرار إلى مجلس الوزراء وبإذن الله يتم إقراره في اقرب وقت، وبصدور قرار حظر تداول البن الخارجي سيتم مصادرة أي كميات تكتشف في السوق المحلية واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من يتداول البن المهرب. مطالباً المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني بسرعة إصدار قرار حظر تدول البن الخارج، حماية لمنتج البن اليمني، وحماية لمصدر دخل نحو مليون مزارع، فلا يمكن أن نفضل مصالح عشرات المهربين على مصلحة الوطن، وسلاسل قيمة كبيرة يستفيد منها الاقتصادي الوطني بشكل عام.