قال المجل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان الأوضاع اليوم في اليمن خاصة في المحافظات الجنوبية والشرقية ينذر بكارثة اقتصادية لا مثيل لها نتيجة الانهيار المتواصل لقيمة الريال اليمني الذي تجاوز 2000 ريال لأول مرة نتيجة التخبط القائم في منظومة الحكم التي اوجدها المحتلين الجدد. وأضاف البروفيسور الترب الكل يعلم ان دولتا الاحتلال السعودي الإماراتي اوجدتا في المحافظات الجنوبية والشرقية فوضى عارمة وواقعاً سياسياً وعسكرياً يتسم بالتوتر والاضطراب من خلال إنشاء العديد من التكتلات السياسية والمليشيات المسلحة ومعه يتم العبث بكل مقدرات الشعب ونهب ثرواته لصالح حفنة من المنتفعين اللذين لا هم لهم سوى انفسهم. وأشار البروفيسور الترب الى ان هذا الواقع المأساوي والمرير يأتي لإحكام السيطرة على المحافظات الجنوبية والشرقية وثرواتها، وهي سياسة استعمارية قديمة كانت تتبعها بريطانيا وغيرها من الدول الاستعمارية عبر ما تسمى بسياسة فرق تسد والتي تسهل لها إحكام سيطرتها وديمومة بقائها. واكد البروفيسور الترب ان الفرصة اليوم سانحة لاحياء أكتوبر جديد للحفاظ على ما تبقى وذلك ببلورة مشروع وطني وحدوي تشارك فيه كل القوى الوطنية المخلصة وذلك بعد ان برزت بوضوح الأهداف الحقيقية للتواجد السعودي الإماراتي في الجنوب والمنطقة الشرقية والمتمثل في نهب الثروات الطبيعية التي تزخر بها تلك المحافظات، ولكي تستطيع تنفيذ أهدافها الخبيثة عملت جاهدة على إيجاد واقع سياسي يتسم بالقلق والتوتر والاضطراب، وأوجدت لأجل ذلك نوعية من البشر أشبه ما تكون بكائنات حية غرائزية تنفذ ما يُملى عليها بدون شعور أو حس وطني لديها، تسعى وراء المال أياً كان مصدره ولو على حساب الوطن ومصالحه العليا. وتابع البوفيسور الترب ان الواقع اليوم يحتم على كل القوى الخيرة والمخلصة نبذ الخلافات مهما كانت والدعوة لحوار وطني جامع فالعالم كله يعرف اليوم حقيقة الأوضاع المأساوية التي يعيشها اليمن جراء الاحتلال السعودي الإماراتي لكنه يقف موقف المتفرج خاصة وأننا نعيش في عصر الانهيار القيمي والأخلاقي وباتت المبادئ تباع وتشترى بالدولار وبرهنت الأحداث أن السعودية والإمارات كانتا تحرصان منذ سنوات على إيجاد موطئ قدم لهما في اليمن بهدف السيطرة على ثرواته وموقعه المهم، ولم تعد مقبولة أية حجج كاذبة توردها هاتان الدولتان عن سبب تواجدهما في اليمن وعلى الجميع اليوم العمل على بتر اليد التي تعبث باليمن وتوحيد الصفوف لتخليص الوطن من المحتلين وازلامهم من المرتزقة وهذا لن يكون الا بمؤتمر وطني جامع تشارك كل القوى المخلصة.