العاجز دائما ما يبحث عن شماعة ليعلق عليها فشله في تحقيق أهدافه ومن خلالها يحاول أن يستعيد شيء من التوازن لإقناع نفسه بأنه منتصر ولم يفشل وأنه قادر على مواجهة خصمه، وهذا ما هو حادث حاليا مع دول تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات تحت الإشراف الأمريكي والذين مضى على عدوانهم على اليمن أكثر من عشرة أعوام وهم يبيعون لمن وعدوهم بإعادتهم إلى صنعاء انتصارات وهمية خاصة بعد أن تدخلت الإدارة الأمريكية بقيادة المجرم ترمب بشكل مباشر في مواجهة اليمن شعبا وقيادة وقوات مسلحة ورغم استخدامها للقوة المفرطة وتركيزها على قصف الأعيان المدنية في العديد من المحافظات حاصدة الكثير من الضحايا جلهم من النساء والأطفال مع مرافقة عدوانها حملة إعلامية شرسة تم الإعداد لها سلفا وتبنتها وسائل الإعلام السعودية والإماراتية وأذيالهم من العملاء والمرتزقة مصورين من خلالها أن اليمن قد تم مسحه من على الخارطة الجغرافية وأنه قد تم القضاء على قدراته العسكرية ومراهنين في ظل هذه الحملة العسكرية والإعلامية على أدواتهم الرخيصة من مرتزقة اليمن للدخول إلى صنعاء سلام بسلام مسقطين عليها ما حدث في سوريا، وتعد جريمة قصف أمريكا للمقابر ومنشأة رأس عيسى النفطية جريمة متكاملة الأركان ترتكبها ما يقال عنها أنها أعظم دولة في العالم معبرة بهذه الجريمة النكراء التي ستظل وصمة عار في جبين إدارة المجرم ترمب عن فشلها العسكري والسياسي وعن عجزها في مواجهة دولة صغيرة مقارنة بها وشعبها الفقير المحاصر بمعايير الحرب الأخلاقية فكيف سيكون حالها عندما تواجه دولا عظمى مثل روسيا والصين. وكانت المفاجأة بالنسبة لأمريكا بعد مرور أكثر من شهر على العدوان الأمريكي ضد اليمن هي في قدرة القوات الصاروخية اليمنية والطيران المسير والقوات البحرية على إطلاق الصواريخ والمسيرات إلى عمق الكيان الصهيوني بوتيرة أشد من ذي قبل وإدخال ملايين الصهاينة إلى الملاجئ والدخول في اشتباكات مباشرة مع القطع الحربية الأمريكية في شمال البحر الأحمر بما فيها حاملة الطائرات ترومان وحاملة الطائرات الجديدة فيسون وقطعها الحربية في البحر العربي، وأثبتت قدرتها على منع عبور أي سفينة متوجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني عبر البحرين العربي والأحمر وباب المندب وخليج عدن والتي كانت الإدارة الأمريكية قد وعدت هذا الكيان بفك الحصار عنه فكانت الصدمة جد كبيرة على إدارة ترمب الذي أصبح محرجا ليس أمام شعبه فحسب وإنما أمام العالم بأكمله مما جعله حسب الأخبار المتداولة يلجأ إلى التواصل مع بعض الأطراف للتوسط لدى اليمن لإيقاف الاشتباكات مع القطع الحربية الأمريكية وفك الحصار البحري عن الكيان الصهيوني، وقد صرح ترمب شخصيا قائلا: يوقفون قصف سفننا ونحن نوقف القصف عليهم، لكن اليمن ربط إحلال السلام في البحر الأحمر والعودة إلى التهدئة برفع الحصار عن قطاع غزة وإيقاف العدوان الصهيوني على سكانه وفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية التي أتخذ منها القادة الصهاينة سلاحا للتجويع بعد فشلهم عسكريا في تحقيق أهداف حربهم المعلنة منذ عام ونصف العام. ولأن إدارة المجرم ترمب قد وصلت إلى مرحلة اليأس من أن تحقق أية انتصارات على القوات المسلحة اليمنية وفاء بوعدها للكيان الصهيوني بالدفاع وفك الحصار عنه ومنع وصول الصواريخ اليمنية إلى مدنه إسنادا للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة فقد كثفت قصفها على العاصمة صنعاء والعديد من المحافظاتاليمنية لدرجة أن تعرضت جزيرة كمران بمحافظة الحديدة لعشرات الغارات في وقت واحد ولا يوجد فيها أي هدف عسكري وإنما انتقاما لفشلها الذريع، ومع ذلك لم تحقق إدارة ترمب أي هدف من أهدافها ولا هي حافظت على سمعتها وهيبتها التي جاء كسرها على أيدي أبناء الشعب اليمني المحاصر والمعتدى عليه منذ أكثر من عشرة أعوام فجعلت إدارة ترمب من الحقد والانتقام هدفا لها ضاربة بالقوانين الإنسانية وحتى الأمريكية عرض الحائط وهو ما يؤكد بإن أمريكا عبارة عن شركات تجارية وليست دولة بالمعنى الحقيقي لمفهوم الدولة. وانطلاقا من اليأس والقنوط الذي وصل إليهما ترمب وإدارته في تحقيق أهداف عدوانه على اليمن المعلنة بسبب تضليل وزير دفاعه الغبي له وأنه قادر على تحقيق انتصار في البحر الأحمر وفك الحصار البحري عن الكيان الصهيوني لجأت أدواته الرخيصة عبر وسائل إعلامها إلى استرجاع الماضي مثل ذلك الذي يتعرض للفقر فيبحث في دفاتر دين أبيه عله يجد ما يسليه فبدأت ببث دعايات وشائعات فارغة لا أساس لها من الصحة بهدف تشويه سمعة مكون أنصار الله الذي يتصدر مشهد الدفاع عن سيادة اليمن ومواجهة العدوان عليه كما فعلوا أثناء حروب النظام السابق الستة على صعدة مروجين أن عناصر أنصار الله يسبون الصحابة وقد تسيدت هذه الدعايات المغرضة قناة المستقلة المملوكة للجزائرية زبيدة قمادي والتي يديرها من لندن زوجها الإخواني التونسي محمد الهاشمي الحامدي إضافة إلى تبني صفحته في الفيسبوك التي يشرف عليها بنفسه هذه الدعايات المغرضة وقد تم اختيار هذه القناة تحديدا لأنها قامت بدور كبير في هذا الجانب أثناء حروب النظام السابق على صعدة حيث كانت تستضيف علماء سعوديين ومن حزب الإصلاح في اليمن للدعاية ضد من كانوا وما زالوا يسمونهم الحوثيين وجعلت القناة هذه القضية شغلها الشاغل طيلة ساعات بثها اليومي ليلا ونهارا والمقابل كما هو معروف إغداق عليها الأموال من قبل الجهات المتبنية لهذه الحملة الإعلامية فضلا عن تركيزهم على إيران وربط ما يحدث في اليمن بها وكأن اليمن وكيل لإيران وليس دولة ذات سيادة صاحبة قرار مستقل وتهدف هذه المغالطة وتزييف وعي الآخرين إلى عدم الاعتراف بقوة اليمن وكيف أستطاع أن يقلب المعادلة ويتحول بفضل ثقته بالله وتوكله عليه واعتمادا على توجيهات قيادته الثورية الحكيمة ثم بفضل أبنائه من الخبراء والعلماء المتخصصين في صناعة الأسلحة المتطورة إلى دولة قوية لأول مرة في تاريخ اليمن الحديث أصبحت مثار إعجاب العالم رغم شحه ما تمتلكه من إمكانيات مقارنة بالدول المجاورة الثرية والتي تعتمد على حماية نفسها والدفاع عنها على الدول الاستعمارية وفي مقدمتها أمريكا فلا هي استفادت من ثروتها لتبني نفسها ولا تحررت من سيطرت من يسومها سوء العذاب ويستنزف ثرواتها، ولا نريد أن ندخل في تفاصيل ما يحدث لها من ذل وهيمنة على مقدراتها، وعليه فإنها تخشى على شعوبها من أن تتأثر بالتجربة اليمنية فتثور على أنظمتها ومن خلال هذه الخشية وقفت إلى جانب العدوان الأمريكي بهدف إجهاض ما يحدث في اليمن حتى لا يتحول إلى بلد رائد قد يقود المنطقة مستقبلا ويسحب البساط من تحت أقدامها بعد أن فشلت أثناء عقد من الزمن أن تحقق هذا الهدف من خلال عدوانها عليه الذي شارك فيه تحالف دولي مكون من سبعة عشر دولة تحت الإشراف الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي.