العدو الرئيسي لنا نحن اليمنيون هو الجهل أما السعودية وأمريكا والإمارات فهم أعداء فرعيون.. والمطلوب منا الآن وقبل كل شيء التخلص من الجهل عدونا الأساسي وبعد ذلك سيكون من السهل علينا التخلص من الأعداء الفرعيين وسنقول لهم:اخرسوا ولا تتدخلوا بشؤوننا الداخلية يا"أوباش".. فمتى يا ترى نتخلص من الجهل؟؟؟ هذا السؤال يظل مطروحاً إلى أجل غير مُسمى وإن شاء الله تتم الإجابة عليه قريباً. في النصف الأول من عام 1986م تمت التعبئة العامة للأولوية الهيكلية في جنوب الوطن وتم ذلك العمل بسرعة ودقة شاهدت ذلك في أكثر من معسكر وأكثر من لواء. ملاحظة: في أحد الأسابيع نزلت مع لجنة التعبئة العامة إلى مُكيراس بتكليف من قيادة صحيفة "الراية" الناطقة بلسان وزارة الدفاع وشاهدت تدفق القوة البشرية والسيارات ضمن التعبئة العامة وكانت أكثر من المتوقع حتى التلاميذ دون سن ال15 كانوا يأتون بأعداد كبيرة شاهدت ما يقارب المائتين من التلاميذ دون سن ال15 تمموا لضابط التعبئة في لواء 14مشاة وقالوا جاهزين يا رفيق الرائد قال لهم: شكراً يا أبنائي على حماسكم لكنكم بسن صغير وغير مؤهلين لدخول المعارك" حاولوا أن يعترضوا لكنه أسكتهم بقوله: "أنتم ما تزالون صغار السن" في الأسبوع التالي تم تكليفي من قبل صحيفة الراية للتغطية الخبرية للقاء العقيد هيثم قاسم طاهر رئيس هيئة الأركان العامة والعماد مصطفى الخروبي المفتش العام للقوات المسلحة الليبية، تممت للرفيق هيثم قاسم وقال: تفضل لكن اللقاء مغلق ولا تكتب عنه شيء قلت: حاضر كان في مكتب هيثم نائب مدير دائرة العمليات الحربية الرفيق الرائد علي عُبيد الذي بدأ يدون محضر اللقاء وكنت انا مستمع فقط وفكرة اللقاء بدأه الرفيق هيثم بالعتاب على دعم "الزمرة" بالسلاح والعتاد الحربي.. قال مصطفى الخروبي نحن قدمنا لهم مساعدات إنسانية، قاطعه هيثم بقوله: والدبابات هل هي مساعدات إنسانية؟؟ هيثم أفحم الخروبي.. واستمر النقاش في ذلك اللقاء السري بين الاثنين حوالي أربعين دقيقة وفي نهاية اللقاء استأذنت من الرفيق هيثم بالانصراف فقال لي: إذنك معك لكن لا تكتب موضوع اللقاء أنتبه قلت له :حاضر سأكتب خبر ملخصه التشاور في تعزيز العلاقة بين الجيشين اليمني والليبي. ملاحظة: مثل هذا السر وغيره مرّ عليه 39عاماً.. وأسرار أخرى قد انتهى عمرها الافتراضي وأضحت جزءاً من التاريخ تدون فقط للدلالة أو التدليل لأحداث مختلفة وأخذ العبرة من بعضها.. تعودنا الحفاظ على الأسرار حتى ينتهي تاريخها الافتراضي وهذا يدل على أننا ضباط الثمانيات والتسعينات من القرن الماضي ومازلنا إلى اليوم نمارس عملنا العسكري والصحفي ومازلنا نحتفظ بالأسرار المختلفة ولا نكتبها إلا بعد أن ينتهي وقتها الافتراضي.. أما ضباط هذه الأيام "TC.V.C" تي سي في سي و"كلك نظر".. عودة إلى الموضوع في نفس العام 1986م حصلت الكثير من الأحداث الخفية وكان الهدف من بعضها إعادة علي ناصر وزمرته إلى السلطة لكنهم فشلوا وعندما حاولت بعض الدول العربية التدخل فشلت أيضاً وأيقنوا أن الحزب الاشتراكي اليمني بمرافق العمل والإنتاج بشكل عام وبمؤسستي الجيش والأمن بشكل خاص حزب قوي لا يمكن لي ذراعه. ومن أسرار أواخر عام 1986م أن سلطة صنعاء وزمرة علي ناصر اتفقوا مع العراق وسوريا والأردن على تشكيل قوة عسكرية كبيرة والهجوم على الشطر الجنوبي وإسقاط الجنوب وقالوا لهم كلاً على حده إذا حاولتم تنفيذ ما خططتم له سنبيد قواتكم بغاز "زارين" وغاز "زمان" فاهتابوا وألغوا خطتهم.. أما زارين وزمان فإنه كان غير موجود وكان مجرد تهديد أرعبوا به الطرف الآخر. يتبع العدد القادم