ليس بغريب على دولة مارقة كالولاياتالمتحدة بدأت تاريخها واستهلته بسلسلة جرائم بشعة وفظيعة من جرائم حرب الإبادات الجماعية لسكان أمريكا الأصليين (الهنود الحمر)، أن تجدها داعمة لجرائم مماثلة ترتكب اليوم بحق الفلسطينيين من قبل الصهاينة بدعم ومباركة ورعاية مباشرة منها، وهذا ما يجعلنا نتفق مع من يرى بل ويجزم "إن الدعم غير المشروط الذي تقدمه أمريكا لإسرائيل يعد أحد أوضح مظاهر انحيازها وازدواجية معاييرها"، وليس بخافٍ على أحد بحسب خالد خليل وغيره من المحللين السياسيين، بأن أمريكا تسلح إسرائيل وتدعمها وتدافع عنها في المحافل الدولية، حتى عندما ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة، ويتعرض الشعب الفلسطيني لأبشع أشكال القمع والقتل والتهجير، وهذا الدعم الأمريكي اللامحدود لدولة الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين، يتضمن تزويد دولته بأسلحة متقدمة تستخدم ضد المدنيين الفلسطينيين نساءً وشيوخًا وأطفالا، ويجعل أمريكا المجرمة بذلك شريكًا مباشراً لإسرائيل في ارتكاب الأخيرة جرائم ضد الإنسانية . وبالنسبة للنقطة المتعلقة بقيام أمريكا بنهب موارد الدول والشعوب فهناك شبه إجماع على أن أمريكا ليست فقط داعمة للأنظمة القمعية حول العالم، لكن هذه المجرمة المارقة (أمريكا) بارعة أيضًا في استغلال موارد الكثير من دول العالم الثالث وسرقتها، ومن أمثلة ذلك قيامها في عام 2003م بغزو العراق واسقاط دولته ونظامه الوطني استناداً إلى أكذوبة امتلاك العراق آنذاك أسلحة الدمار الشامل، فيما كان الهدف الحقيقي للغزو الأمريكي للعراق، هو السيطرة على النفط العراقي وتعزيز نفوذ الولاياتالمتحدة في المنطقة، ومن المفارقات العجيبة الغريبة أن أمريكا التي تدعي وتزعم أنها تحارب انتشار أسلحة الدمار الشامل وتحرص بهذا على حماية السلم الدولي، هي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت هذا النوع المحرم والخطير من الأسلحة ضد المدنيين، عندما قصفت في عام 1945م مدينتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان، وهي جريمة لا تغتفر تسببت في موت مئات الآلاف من المدنيين، وما زالت آثارها الكارثية باقية حتى اللحظة . أما السياسة الخارجية التي تنتهجها الملعونة أمريكا، فنجدها تعتمد بشكل كبير على تأجيج الصراعات وتفكيك الدول ابتداءً من الحرب في فيتنام إلى تدخلها وغزوها العسكري لأفغانستان بحجة محاربة ما تسميه واشنطن "الإرهاب"، ومن غزوها للعراق ودعمها المباشر للحروب الأهلية في دول مثل سوريا وليبيا واليمن، علمًا بأن أمريكا تستغل الحروب لتحقيق مصالحها الإقتصادية والسياسية، حتى لو جاء ذلك على حساب تدمير دول بأكملها وتشريد وقتل شعوبها، أو على حساب المبادئ والقيم التي لا تعني لأمريكا شيئا، وحول ازدواجية المعايير التي عُرفت بها أمريكا على مدى تاريخها الطويل، فأمريكا الخبيثة تزعم كذبًا أنها تدافع عن حقوق الإنسان، في الوقت الذي تقوم فيه بغض الطرف عن الجرائم التي ترتكبها أنظمة قمعية تقوم بخدمة مصالحها، إلى جانب قيامها بشن حروب إقتصادية وإعلامية على الدول التي لا تتماشى وتتماهى مع أجندتها، وما من شك أن أمريكا تستخدم شعارات حقوق الإنسان كذريعة للتدخل في هذا البلد أو ذاك، وغايتها دائمًا خدمة مصالحها وضمان حمايتها في جميع الأحوال ...... يتبع ......