ودّعت اليمن اليوم الثلاثاء، الصحفيين من منتسبي 26 سبتمبر واليمن الذين ارتقوا شهداء في عدوان إجرامي، يعد الأكبر بحق الصحافة والصحفيين في اليمن. وتقدم التشييع المهيب القائم باعمال رئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح ومفتي الجيار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين وعدد كبير من القيادات العسكرية والمدنية وجمع غفير من المواطنين . و أقيمت صلاة الجنازة على أرواحهم في جامع الشعب بالعاصمة صنعاء، بحضور جماهيري غفير، قبل أن يتم تشييعهم إلى مثواهم الأخير. وارتقى أكثر من 32 صحفيًا في هذا العدوان الذي استهدف دائرة التوجيه المعنوي يوم الأربعاء الماضي، حيث اعتبر هذا العدوان بأنه الأبشع والمروع، استهدف أحياءً وأعيانًا مدنية وشخصيات لا مبرر لاستهدافها على الإطلاق، وقد رأى العالم بأسره كيف أن هذا العدو لا يراعي أي خطوط حمراء ولا توقفه أي حدود في عدوانه. وأكد المشيعون من جانبهم أن هذه المجزرة بحق الصحفيين، لو كانت قد وقعت في بلد آخر، لربما كانت ردود الفعل مختلفة تمامًا. ونددوا ب "المعايير المزدوجة" التي يتبعها المجتمع الدولي، حيث تنظر بعيون مزدوجة وتضيق وتتسع حسب مصلحة الكبار المجرمين في هذا العالم، وعلى رأسهم الشيطان الأكبر والذراع الصهيوني، لافتين إلى أن هذا الصمت الدولي، يكشف عن تواطؤ ضمني مع هذا العدوان الإجرامي الدموي. الشهداء الذين ارتقوا، من صحيفتي "السادس والعشرين من سبتمبر" و"اليمن"، "ثلة متألقة بتاج الشهادة، من رجال القلم، من رجال خندق الكلمة المضيئة". حيث ارتقوا وهم مرابطين في "جبهة الكلمة" المفتوحة مع العدو ومشروعه "التدميري العدواني الكوني" الذي تقوده أمريكا. هذا التشييع الرسمي والشعبي يؤكد على أهمية الدور الذي يلعبه الصحفيون في مواجهة العدوان، ويعكس إدراكًا عميقًا لخطورة "الحرب الإعلامية" التي لا تقل شراسة عن الحرب الميدانية.