في مؤشر على رغبة الإدارة الاميركية في تخفيف حدة الضغط عليها من قبل أعضاء في الكونغرس بصدد سياستها حيال العراق، قال مسؤولون أميركيون إن البيت الأبيض يدرس أفكارا لخفض عديد قواته في العراق الى ما يقرب النصف بحلول العام المقبل. وتنص هذه الأفكار على خفض أعداد الجنود الاميركيين من 146000 الى 100000 بحلول منتصف عام الانتخابات الرئاسية 2008. كما تتضمن الافكار ايضا تقليص المهمة التي حددها الرئيس بوش لقوات الجيش الاميركي في العراق في استراتيجيته الجديدة التي اعلنها في خطابه في يناير (كانون الثاني) الماضي بغرض استعادة السيطرة على بغداد ومحافظة الأنبار. ووفقا لهذه الافكار فان مهمة القوات الأميركية ستنحصر في تدريب القوات العراقية ومواجهة عناصر تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» وإبعاد الجنود الأميركيين عن جهود مكافحة التمرد داخل العاصمة بغداد. ويقول مسؤولون ان قائمة المؤيدين لخفض عدد القوات الأميركية في العراق وتقليص مهامها العام المقبل تضم فيما يبدو وزير الدفاع، روبرت غيتس، ووزيرة الخارجية، كوندوليزا رايس، الى جانب جنرالات بوزارة الدفاع (البنتاغون) ظلوا على مدى فترة طويلة متشككين في استفادة الحكومة العراقية من الفرصة التي توفرها زيادة القوات الأميركية في التوصل الى تسويات سياسية حقيقية. وقال مسؤولون في الادارة الاميركية إن عمليات خفض القوات اذا اصبحت قيد التنفيذ خلال حملة انتخابات الرئاسة ربما تنجح في تغيير الجدل الدائر من مدى جدوى سحب القوات حسب جدول زمني محدد الى مناقشة نوع الوجود الطويل المدى للولايات المتحدة في العراق. وكان مسؤولون في واشنطن قد حذروا من ان أي خفض لحجم القوات الاميركية في العراق، قد يؤدي الى اندلاع أعمال عنف. ومن المحتمل أن يؤكد نائب الرئيس ديك تشيني مجددا على ان البدء في سحب القوات من هناك سيشجع عناصر «القاعدة» والميليشيات الشيعية الشرق الأوسط