تتواصل اليوم أعمال قمة العالم التي افتتحت في مقر الأممالمتحدة في نيويورك أمس حيث سيلقي عدد من القادة كلماتهم من بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون. وقد تبنى مجلس الأمن الدولي في جلسة خاصة نادرة على مستوى القمة وبإجماع أعضائه ال15 مشروع قرار رعته بريطانيا يدين الإرهاب ويحظر التحريض عليه. ودعا القرار 1626 أعضاء الأممالمتحدة ال191 إلى منع التحريض على القيام بالأعمال الإرهابية عن طريق تبني قانون لهذا الغرض, وجاءت لهجة القرار قوية تعويضا عن اللهجة المخففة التي فضل أعضاء المنظمة الدولية اعتمادها كحد أدنى في وثيقة الإصلاح الأممية. ويدعو القرار كل الدول إلى مواجهة ما أسماه الإيديولوجيات المتشددة واتخاذ خطوات ل"منع التحريض في مجالات التعليم والثقافة وفي المؤسسات الدينية على يد الإرهابيين وأنصارهم", وكذا حرمانهم من الملاذ الآمن. وإضافة إلى الوثيقة البريطانية تبنى المجلس مشروع قرار رعته الجزائر وبنين وتنزانيا يدعو إلى منع انتشار النزاعات المسلحة من بلد إلى آخر, وكذا اندلاعها مجددا بعد حلها. وفي هذا السياق قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن المناقشات في قمة الأممالمتحدة لم تتطرق إلى تعريف محدد للإرهاب، موضحا في حديث للجزيرة أن هذا الأمر سيُطرح للبحث عند مناقشة الاتفاقية الشاملة لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أنه يرى توصيف الإرهاب في أنه كل أعمال القتل التي تستهدف مدنيين. وجاءت جلسة مجلس الأمن بعد وقت قصير من افتتاح القمة العالمية, حيث اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن الإرهاب يشكل هجوما مباشرا على القيم التي تمثلها المنظمة الدولية. وركز أنان في كلمته الافتتاحية أمام قمة العالم على إصلاح المنظمة الدولية داعيا إلى اتخاذ خطوات جريئة على طريق الإصلاح لمحاربة الإرهاب والفقر.وأبدى خيبة أمله لعدم تحقيق "الإصلاحات الشاملة والأساسية", بما فيها أحد أهم بنود وثيقة الإصلاح وهو منع سباق التسلح خاصة النووي منه, لكنه أقر بأن هناك تقدما في مجالات أخرى كحماية المدنيين من الإبادة وجرائم الحرب والتطهير العرقي. كما أشاد أنان بجهود القضاء على الفقر في العالم في أفق 2015, وهي جهود أكد الرئيس الأميركي جورج بوش في خطابه التزامها لخفض معدل الفقر بحلول 2015, مع زيادة معونة بلاده للبلدان التي تلتزم الإصلاح الاقتصادي وتحارب الفساد. من جانبه تعهد الرئيس الأميركي جورج بوش في كلمته أمام القمة بمواصلة الحملة على ما أسماه الإرهاب، داعيا إلى استكمال اتفاقية شاملة لمواجهة الإرهاب الدولي بما فيه الإرهاب النووي, وحذر من أسماها الدول الخارجة عن القانون من أن "الدول المتحضرة" لن تسمح لها بنشر أسلحة الدمار الشامل والإرهاب الذي أكد أن المعركة ضده هي أيضا معركة أفكار وتنمية.كما دعا بوش قادة العالم المجتمعين في مقر نيويورك إلى بذل الجهود لجعل الأممالمتحدة منظمة خالية من الفساد. من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إن على المنظمة الدولية أن تنضج, معتبرا أن جذور الإرهاب كامنة في من يقومون به. وفي كلمته أمام قادة العالم دعا أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى إسقاط الديون عن الدول الأكثر فقرا, وقال إن الأقاليم الأشد فقرا هي التي تواجه الصراعات الدامية وتنتهك فيها حقوق الإنسان, داعيا إلى إنشاء صندوق للديمقراطية وربط التنمية بما سماه الحكم الرشيد. وشهدت الأممالمتحدة مفاوضات ماراثونية حول وثيقة إعلان عن التنمية وحقوق الإنسان والأمن العالمي سيصوت عليها غدا في الجمعية العامة. ولم تخض الوثيقة مطولا في المواضيع الشائكة مثل الإرهاب الذي اكتفت بإدانته في كل صوره بعد أن تاهت المفاوضات في دهاليز التعريفات, بين ملح على أنه "استهداف المدنيين لأهداف سياسية" وداع لإسقاط الإشارة إلى حركات التحرر الوطني. كما دعت الوثيقة إلى هيئة سلام دولية تجنب الدول التي خرجت من الحرب الوقوع فيها مجددا, تبدأ أشغالها قبل نهاية العام, مع تحميل كل دولة مسؤولية حماية شعبها من أعمال الإبادة والحرب والجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي, واستخدام القوة حيث تفشل الدبلوماسية.