بعد قرابة مئة سنة (1928 - 2028) على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين، يبدو أن الجماعة تقترب من نهايتها التاريخية أكثر من أي وقت مضى. سقطت تجربتها السياسية في مصر، وانكمش حضورها في تونس، وانتهى نفوذها في السودان، وخسرت ثقة الناس في المغرب.
ورغم أن دولاً كبرى صنّفتها كجماعة إرهابية، إلا أن المفارقة الأكبر أن اليمن ما زال يمثل الملاذ الأخير للإخوان، حيث يتحكم حزب الإصلاح بجزءٍ مهم من مفاصل الشرعية، بينما تُقصى قوى جنوبية ويمنية أكثر تمثيلًا.
اليوم، لا يموت الإخوان كتنظيم فقط، بل ينتهي معهم نموذج كامل من الخطاب الدعوي والديماغوجي الذي فشل في تقديم مشروع دول في بلدان عدة. لم تعد الشعوب تصدق من يحدثها عن الخلافة، وهو عاجز عن توفير الخبز والعدالة.
ربما لن تموت الجماعة دفعة واحدة، لكن نهايتها كفكرة حاكمة باتت مسألة وقت، لا أكثر. نحن لا نشهد مجرد نهاية تنظيم... بل أفول قرنٍ كامل من الوهم السياسي المغلف بالدين.