تلقى محرر "شبوة برس" تقريرا سياسيا كتبته الأستاذة د. فيروز الوالي على فيسبوك، حيث نشرت تحليلًا عميقًا حول واقع الوحدة اليمنية والفشل الذي أصاب المشروع السياسي منذ بدايته. وصفت الوالي الوحدة بأنها لم تكن مشروع دولة، بل حكاية زواج سياسي لم ينجح، بدأ بحفلة أنشودة وطنية وانتهى بمحكمة التاريخ بعد عقود من النهب المشترك والخيانة السياسية. وأشارت إلى أن قصر معاشيق، الذي كان يفترض أن يكون مطبخ القرار، تحوّل إلى صالون لتجميل بيانات الشرعية واستديو تصوير دولي، وفندق للمفاوضات السرية، ما ساهم في شعور الجنوب بأن الانفصال أصبح أمرًا واقعًا بعد سنوات من الفشل المتتابع: أول نهب أمني، أول قتل سياسي، أول محطة كهرباء متوقفة، وأول شاب عاد من الحرب بجسد وروح محطمة.
وأوضحت الوالي أن المستفيدين من استمرار الوضع ليسوا المواطن الجنوبي أو الشمالي، بل نخب سياسية ثرية ولوبيات مالية وحيتان نفطية، مستغلة الوحدة لإطالة مصالحها. كما أشارت إلى أن المجتمع اليمني يعاني صدمة نفسية، حيث يرى كل طرف نفسه الضحية، ويستمر الجيل الجديد في الانقسام الثقافي والاجتماعي، من إعلام وشعر ونكتة، وحتى اللغة نفسها التي اختلف معناها بين الشمال والجنوب.
وتابع محرر "شبوة برس" تأكيد الأستاذة "الوالي" أن الانفصال، رغم فشل الوحدة، لا يمكن أن ينجح إذا أُدير بعقول نفس القيادات القديمة، وأن أي خطوة نحو دولة جديدة بلا رؤية اقتصادية واضحة، جيش موحد، استقرار سياسي، وحماية حقوق المواطنين ستؤدي إلى دولتين ضعيفتين وحدود متوترة واقتصاد هش. كما شددت على أن المجتمع الدولي لا يقبل بالدول الضعيفة أو المشاريع الانفصالية غير المتفق عليها داخليًا، ما يجعل قضية اليمن ملف تفاوضي طويل مع استمرار معاناة الشعب.
وختمت الوالي برؤية للخروج بأقل الخسائر، تشمل وقف لغة التخوين بين الشمال والجنوب، استفتاء شعبي بإشراف دولي وعربي ودستوري، اتفاق اقتصادي قبل السياسي لتقاسم الموارد، جيش موحد لفترة انتقالية، مدن مشتركة مثل عدن وصنعاء، مصالحة تاريخية لملفات الماضي، وتغيير القيادات القديمة بعقل جديد قادر على حماية المشروع الوطني. وقالت إن نجاح هذه الرؤية قد يتيح لليمنيين الانفصال السياسي مع الحفاظ على إنسانيتهم، وإلا سيظل اليمن بلدًا مات من كثرة من أرادوا إنقاذه.