تعيش مدينة تعز وضع انسانيا صعبا، في ظل نزوح جماعي للأسر من المدينة، بسبب المواجهات و القصف المستمر للطيران السعودي وتعطل الخدمات. و في الوقت الذي عممت فيه وزارة التربية و التعليم باستئناف الدراسة في المحافظات و العاصمة بدءا من غد الأحد، ستعاود مدارس تعز فتح أبوابها، غير أن المئات من الطلاب غادروا المدينة مع أسرهم نحو قراهم، و هو ما سيخلق صعوبات جديدة أمام المدارس في استئناف الدراسة، و التي كانت بعضها قد قررت اجراء الاختبارات النهائية بدءا من هذا الأسبوع. نزوح الأسر من المدينة، جاء بعد حالة من الذعر و الهلع جراء غارات الطيران السعودي التي استهدفت مواقع في شرق المدينة و غربها و المناطق الريفية المحيطة بالمدينة، و التي خلفت ضحايا مدنيين. كما جاءت عملية النزوح، عقب تعطل كثير من الخدمات في المدينة، بسبب المواجهات بين مسلحي أنصار الله "الحوثيين" و مسلحي الإصلاح غرب المدينة، و في شمالها الغربي، و انعدام الكهرباء و أزمة المشتقات النفطية و ندرة الحصول على المواد التموينية كالدقيق. و فيما قطعت الشوارع المؤدية إلى أحياء الروضة و عصيفرة و المسبح، بالحجارة، و نصبت المتارس في مداخل تلك الأحياء، عقب سيطرة أنصار الله "الحوثيين" على غرب المدينة قبل ثلاث أيام، نزحت عشرات الأسر من غرب المدينة بعد غارات جوية على معسكر المطار القديم، غرب المدينة، عقب سيطرة قوات الأمن الخاصة عليه، بمساعدة مسلحي أنصار الله. أزمة انسانية بدأت تظهر في المدينة، و في محيطها الريفي، تمثل في اغلاق المخابز و المحلات التجارية و ظهور أزمة في مياه الشرب المعقمة. و جاءت هذه الأزمة، نتيجة للأزمة في المشتقات النفطية و التي ندر الحصول عليها حتى من السوق السوداء، حيث وصل سعر دبة البترول أو الديزل سعة "20" لتر إلى "20" ألف ريال، و التي لا يتم الحصول عليها إلا بشق الأنفس. كما وصل سعر كيس الدقيق "50" كجم إلى "10" آلاف ريال، غير أن الحصول عليه يتم بصعوبة بالغة. و أدى انعدام الكهرباء، نتيجة توقف محطة مأرب الغازية، بسبب الاعتداءات إلى توقف ضخ المياه إلى المنازل عبر الشبكة العامة، ما ادى إلى رفع سعر وايت الماء إلى أكثر من "10" ألاف ريال، قياسا بسعره السابق "3" ألف ريال. و نتيجة لانعدام الكهرباء و الأزمة الحادة في المشتقات النفطية، ارتفع سعر صفيحة الماء سعة "10" لتر، إلى "120" ريال، قياسا بسعرها السابق "50" ريال. مدينة تعز .. تحولت من مدينة تحفل بالحركة الدائمة حتى ساعات الليل المتأخرة، إلى مدينة أشباح، حيث تندر وسائل المواصلات، و المحال التجارية المفتوحة، فضلا عن انتشار الروائح الكريهة، نتيجة تكدس القمامة في الشوارع، و التي لم يتم رفعها منذ "3" أسابيع، بسبب عدم توفر المحروقات لسيارات نقل القمامة، ما ينذر بكارثة صحية. الدراسة الجامعية هي الأخرى تعطلت نتيجة قلة وسائل النقل التي تقوم بنقل الطلاب من أجزاء المدينة المختلفة إلى الحرم الجامعي، غرب المدينة، و الذي شهدت المنطقة المحيطة به مواجهات عنيفة بين طرف الصراع. و على الرغم من أن العام الجامعي بدأ يقترب من نهايته إلا أن استئناف الدراسة بات أمرا مستحيلا نتيجة غياب وسائل نقل الطلاب إلى قاعات المحاضرات. و على الرغم من قيام السلطة المحلية، بتشغيل محطة المخا الكهربائية، إلا أن ما تنتجه المحطة من كهرباء لا يفي بالغرض، حيث لا تزال المدينة تعيش في ظلام دامس، باستثناء "5" ساعات متقطعة تتوفر فيها الكهرباء.