ما هو معلوم ومتداول عبرالتاريخ قديماً وحديثاً بأن الإنسان يقاتل بكل قوته دفاعاً عن ملكياته الخاصة من أي إعتداء خارجي,لكن من المفجع والمخزي أن نكتشف في حياتنا أناس يحولون مؤسسات حكومية لها ميزانيتها العامة إلى أملاك شخصية خاصة ويبذلون كل قواهم من أجل الإستمرار في نهبها.! ينتشر هذا المرض المستعصي والخبيث في أكثر من مؤسسة ينخر مفاصلها ويهمش كوادرها ويحولها إلى مزرعة شخصية ميتة. جامعة صنعاء أول جامعة تأسست في شمال الوطن قبل الوحدة وذلك في عام 1970 تعاني اليوم من نكسات قوية وضربات موجعة لانها مثلت مركز المقاومة الحضارية لنظام المخلوع علي صالح وقدمت العشرات من طلابها بين شهيد وجريح. كما أضحت المؤسسة الأولى بالبلد تغرق بالفساد الذي تمارسه عصابة تابعة للمخلوع ونظامه بقيادة رئيس الجامعة "خالد طميم" الذي كان سبباً رئيسياً في تدهورها وتحويلها لثكنة أمنية بوليسة تمارس القمع بأوامر من قادة الأجهزة العائلية. خرجنا اليوم في ثورة طلابية عارمة لتطهير الجامعة من الفساد وإلغاء نظام الموازي في القطاع الحكومي لأن التعليم المجاني حق لكل مواطن بما أن أموال الموازي خلال الأعوام الماضية لم تستخدم لتطوير الجامعه وإنما لشراء فلل وسيارات شخصية. تعالت الأصوات الطلابية كما بدأت في يناير لتطهير اليمن من نظام صالح الذي يتشابه إلى حد كبير مع طميم في أساليب المراوغة والتحايل والتزوير. إذن.لاتراجع عن الثورة الطلابية حتى تحقيق كافة أهدافها وتوفير الإحتياجات الأساسية للتعليم من مواصلات داخلية وسكن يليق "بالطالب" اليمني ويحفظ حقوقه الأساسية. ما لا يعلمه طميم وأمثاله المفسدين بأن الوطن ومؤسساته ليس ملكاً لفئة أو عائلة. ما لا يتعلمونه بأن الحق سيتنتصر عاجلاً أم آجل وأن الباطل يبقى باطل وهش الأساس وسهل الهدم مهما كان سراب قوته طويل المدى. على الحقوقيين والأكاديميين كشف ملفات الجرائم الأكاديمية والإدارية التي مورست تحت قيادة الرجل وبإشرافه وتقديمها إلى المحكمة حتى يكون عبرة لكل من يفكر تلويث المؤسسات المقدسة وتجييرها لأملاكه الخاصة.