- الكهرباء والنفط مقطوعة على أبناء مأرب أنفسهم، فهل معنى ذلك أنهم قطعوها على أنفسهم!؟ أبناء مأرب ليس لهم يد في قطع الخدمات عن الناس وإنما السبب في ذلك يعود لبقايا نظام صالح الفاسد المتهالك عديم المروءة والإنسانية. بقايا نظام صالح وعسكره وبلاطجته هم السبب الرئيس والوحيد في قطع الكهرباء وتوقيف النفط عن محافظة مأرب وعن بقية المحافظات بما فيها العاصمة صنعاء. * وماذا عن ناقلات النفط التي يتم احتجازها؟ - صحيح هناك ناقلات احتجزت في مأرب، ولكن السؤال من هو الذي احتجزها وهل هم أبناء مأرب؟ إن المحتجز الرئيس لناقلات النفط ومنعها من الدخول لأمانة العاصمة هم أفراد الحرس الجمهوري، وقد تم الإفراج عن كثير منها بعد توسط أحد كبار مشائخ مأرب المقربين من النظام والذي يقع المعسكر في أرضه بعد إحراجه من قبل أصحاب الناقلات ومجيئهم إلى بيته لغرض الضغط والتوسط عندهم بالإفراج عن ناقلاتهم. - هذا كلام عار عن الصحة، والمتسبب في قطع الخدمات لمحاربة المواطنين وزيادة الضغط والتضييق عليهم هو نظام صالح لتشويه الثورة وشباب الثورة وهم يريدون أن يقولوا للناس: كيف كنتم في عهد صالح وكيف أنتم الآن؟ ليقولوا لهم: إما أن تناصرونا وتقفوا معنا وإما تموتوا جوعاً وضوراً, ناسين أن الناس فهموا ألاعيبهم وتصرفاتهم القبيحة ولا يمكن أن تنطلي حتى على المواطن البسيط. - «وشهد شاهدٌ من أهلها»، قائمة المطلوبين التي أعلنتها وزارة داخلية المؤتمر شهادة قوية ورسمية على تورط بقايا نظام صالح وحزب المؤتمر في معاقبة المواطنين وقطع الخدمات الأساسية وخلق الأزمات الاقتصادية والإخلال بالأمن وإقلاق السكينة وإرعاب المواطنين. وجميع من تم الإعلان عنهم هم قيادات وأعضاء في المؤتمر الشعبي العام. وتعتبر القائمة شهادة قاطعة وبمثابة شهادة الوالد على الولد، على تورطهم في تأزيم الوضع. - ما قاله الفريق عبدربه منصور هادي، هو نقل لما يقوله نظام صالح وبلاطجته، وأدعوه أن لا يتقول بقول أحد وأن يمارس مهامه كرئيس بموجب الدستور بكل إقدام وجرأه وشجاعة، حتى يخرج اليمنيين من الأخطار المحدقة بهم ويسجل له في التاريخ موقفا رجوليا ووطنيا يذكره له الأجيال، وستقف معه محافظة مأرب بكل رجالاتها وهو رجل عاقل يعرف مأرب ومواقفها جيداً. - محافظة مأرب وقفت مع الثورة الشعبية السلمية وداعمة ومناصرة لها ولشرعيتها من أول وهلة، وهي لم تخرج عن الشرعية، ومشائخ ووجهاء المحافظة مع الإخوة المسئولين الوطنيين بالمحافظة بينهم تواصل وتفاهم لحفظ الأمن والاستقرار. * من يحكم المحافظة إذاً؟ - العمل الرسمي مشلول في مأرب ويحكمها العقلاء من المسئولين والمشائخ والأعيان الذين يتعاونون ويتفاهمون لحفظ النظام والأمن والاستقرار بالمحافظة وتسيير أمورها. - علي صالح هو الشر بعينه وهو أساسه ومصدره، فهل تُقبل شهادة الكاذب المجرم السفاح القاتل فاقد الأهلية على المقتول المظلوم! مأرب كانت محور خير لصالح ونظامه وهم محور شر لمأرب وأهلها، وخير مأرب كان يصعد إلى صالح فيما هم ينزلون شرهم إليها، مأرب الحضارة والسياحة، النفط والغاز، الزراعة، وتعتبر من ضمن الأعمدة الرئيسة للاقتصاد الوطني بما تمثله من رافد اقتصادي أساسي للخزينة العامة. وقد عمل صالح طوال فترة حكمه على إضعاف أبناء وقبائل مأرب والتحريش فيما بينهم لإثارة الثارات والنعرات لكي يظلوا ضعفاء ليمتص دماءهم وثرواتهم دون معارضة منهم مقابل ما يدفعه لهم من فتات مما يأخذه من خيرات محافظتهم. - لقد تجاهل أنصار صالح دعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب والتي أصابت سيدهم في عقر داره ومأمنه فيما أسموه جمعة «الأمان» التي أطلقها على جمعة النهدين ليقول للجميع إنه مصدر الأمان والاطمئنان لمن تبعه وسار في نهجه متجاهلاً أن شعب الإيمان والحكمة بعلمائه وشبابه ومشائخه وأوليائه والأتقياء والأصفياء والمظلومين يجتمعون في «جمعة الوفاء» بميدان الستين فما كان من أوفى الوفاء لهذا الوطن الغالي من قبل أولئك المظلومين الضعفاء في نظر صالح وزبانيته إلا أن وجهوا له سهام القدر من منصة جمعة الوفاء بالستين إلى منصة جمعة الأمان بالنهدين، فصدق رب جمعة الوفاء مع أنصاره الصادقين وكذب رب جمعة الأمان مع أنصاره المتخاذلين الكاذبين ولم يؤمن حتى نفسه وخرج حافياً محمولاً على نقالة غير مأسوف عليه. - العلماء هم المرجع لنا الذي نستقي توجيهاتنا وإرشاداتنا منه، ولا شك أن القبائل ستنفذ هذا الطلب وتعتبر تنفيذه عبادة، فالعلماء ورثة الأنبياء. وقد سبق أن أسسنا بداية الثورة منتدى قبائل اليمن ضم الكثير من القبائل المتواجدة في الساحة وميادين التغيير ولدينا العزم على استقطاب الرموز القبيلة المؤثرة إلى الهيئة الاستشارية للمنتدى لكي يكون لسان القبيلة الناطق وقلبها النابض. - يتمثل دور القبيلة في المشاركة في الثورة السلمية في ثلاثة محاور: المحور الأول: حضور أبناء القبيلة إلى ميادين التغيير وساحات الحرية في جميع المحافظات وعلى رأسها ساحة التغيير بصنعاء بصدور عارية واضعين أسلحتهم في بيوتهم وقراهم تلبيه لطلب شباب الثورة. أما المحور الثاني فيتمثل في مشاركة أبناء القبيلة في أنشطة الثورة المختلفة واستشهاد الكثير منهم في الأنشطة المتعددة وعلى رأسها جمعة الكرامة ومسيرة جولة عصر ومسيرة الإستاد الرياضي (مدينة الثورة) والمسيرات السلمية في مختلف محافظات الجمهورية وغيرها من الأنشطة الأخرى. المحور الثالث: دفاع القبيلة عن الثورة وحماية المعتصمات كما حدث في تعز ومنع قوات الجيش والحرس الجمهوري من دخول العاصمة صنعاء لضرب المعتصمين. - من الصفات الحسنة والحميدة للقبيلة مقارعة الظلم والوقوف مع المظلوم وإنصافه، وعندما خرج الحاكم عن إرادة شعبه وفسخ العقد الذي بينه وبينهم وأراد أن يذلهم ويستعبدهم ويجعلهم رقيق خرجت عليه القبيلة سلمياً، لكنه أوغل في قتل الشعب بعد تحويل الدولة إلى مملكة عائلية، فكان حمل القبائل للسلاح دفاعاً عن نفسها وعن الشعب المظلوم واسترداد دولته، دولة النظام والقانون. - ما حدث في الحصبة أراده صالح تأديباً لأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر -طيب الله ثراه- على مواقفهم الرائعة مع الثورة السلمية وأراد أن يذلهم ويقضي عليهم ومن ثم يقضي على الثورة بقوته وطغيانه وأعطى قواته مهلة ثلاث ساعات حتى يتمكنوا من دخول منزل الشيخ الأحمر والقبض على الشيخ صادق وإخوانه والمقاتلين التابعين له، كانت المواجهات بين أسرة كريمة ودولة لئيمة، تلك الحرب كانت دفاعاً شخصياً عن البيوت والأعراض والنساء والأطفال لأسباب مقدسة. أما ما حدث في نهم والحيمة ومأرب ويحدث في أرحب، فيعتبر دفاعاً عن الثورة لمنع قوات الحرس الجمهوري من دخول العاصمة لقتل المعتصمين. - ممارسة السلمية وقناعة القبيلة بهذا السلوك واندماجها مع ثورة الشباب وحضورها إلى ساحات الحرية والتغيير بدون سلاح دليل قطعي على رغبتها وعزمها على السلوك السلمي وستكون محكومة بالنظام والقانون في جميع تصرفاتها وتعاملاتها. - لا توجد أية مخاوف من سيطرة مشائخ القبائل على الثورة، لأن المشائخ الذين حضروا إلى ميادين التغيير وساحات الحرية جاءوا معلنين التزامهم بتوجيهات الشباب ومنقادين لهم وفق أهداف الثورة السلمية ويعتبرون أنفسهم جنوداً للثورة وشبابها لا قادة لها معتبرين أنفسهم جزءا لا يتجزأ من الثورة تحت توجيهات وأوامر شباب الثورة الذين يعتبرون قادتها الحقيقيون، ويكفينا ما أعلنه الشيخ الرمز والثوري الصادق الشيخ صادق الأحمر بأنه وإخوانه لا يريدون السلطة أو أية مناصب قيادية. - وضع القبيلة بعد الثورة سيكون أفضل بكثير من ما هي عليه الآن ولاشك أن القبيلة اليوم تبحث عن النظام والقانون الذي يحمي لها دماءها وأعراضها ويحفظ كرامتها وحريتها وإرادتها وهذا ما نأمله بعد الثورة وما سعينا لأجله. وهناك تحديات كثيرة ستواجهها القبيلة بعد الثورة، أهمها: معالجة قضايا الثأر والاقتتال بين القبائل والعصبيات البغيضة والجاهلة والمناطقية المقيتة وتحدي الانخراط في المجتمع المدني والحكومة المدنية المرتقبة التي قامت الثورة من أجلها. - ضياع النظام والقانون وفساد الحاكم ونظامه أنتج عادات وتصرفات سلبية وخلق فجوة بين أفراد القبيلة وأفراد الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، لأن الفساد لا ينتج إلا موروثا سلبيا له تبعاته وتراكماته الخطيرة في تفكيك المجتمع. - لا يوجد تعارض بين العادات الحقيقية الحميدة للقبيلة والمبادئ المدنية الإيجابية، وإنما التعارض هو بين العادات المكتسبة والمصدرة من النظام الفاسد، ونحن نعرف أن القبيلة منظمة كلاسيكية من منظمات المجتمع المدني البناءة رغم محاولة النظام إبعادها عن هذا التعريف وإيجاد فجوة بينها وبين منظمات المجتمع المدني البناءة ومحاولاته تجهيلها وإفقارها وعسكرتها لحماية الظلم والدفاع عنه. ويعرف الجميع أن نظام القبيلة كعائلة كبرى يضم مجموعات بشرية تشترك في مصلحة واحدة أولها المعاش العام والنظام والتعاون والمصلحة العامة والحماية للجميع على شروط وواجبات أهمها: الالتزام بأمر الجماعة واحترام الرأي، وهنا تظهر الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، لكن النظام الفاسد حاول أن يبعد القبيلة عن هذا المسار ويحرفها عن كافة منظمات المجتمع المدني الحديثة. - دعك من كل ما ذكرته فهي ألقاب لا تساوي معنى من معاني الحرية والإرادة، فالإنسان والفرد المجرد من الحرية والإرادة ليس له وزن ولا ثقل مهما حمل من ألقاب ومسميات وأنا اليوم أعيش أحلى وأزهى أيام حياتي كلها داخل خيمة الحرية وسأظل جندياً وفياً للذود والحماية عن حرية وإرادة الشعب اليمني الحر الذي سرقها النظام وقام بإلغاء وجودنا الإنساني ولم يبق لنا إلا وجودنا الحيواني على هذه البسيطة مستخدماً قوته وحيلته ومكره وخديعته في الإمعان والإذلال والاستهانة بهذا الشعب. وقد انضممنا لثورة الشباب بأهدافها العادلة والمشروعة تاركين المسميات والألقاب التي لم تعوضنا إرادتنا وحريتنا المسلوبة وتاركين البيوت والأرائك والأسرة التي لا تساوي شيئا مع الإرادة والحرية وسكنا الخيام في المعتصمات بحثا عن مستقبل أفضل ويمن جديد ينعم في ظله كل أبناء الشعب بحرياته وحقوقه. -------- المصدر: الأهالي نت