خرجت صباح اليوم الثلاثاء بمدينة تعزجنوب اليمن حشود مليونية من مختلف مديريات المحافظة لإحياء للذكرى السنوية الأولى لمحرقة ساحة الحرية. وخرجت مسيرتان حاشدتان من شرق وغرب المدينة، شاركت فيها جموع غفيرة من مختلف مديريات المحافظة والتي توافدت على مداخل مدينة تعز منذ الصباح الباكر. وانطلقت المسيرة الأولى من جولة وادي غرب المدينة عند التاسعة صباحا، وجابت شارع جمال وحوض الأشراف حتى وصلت ساحة الحرية. وانطلقت المسيرة الثانية من مدخل الحوبان شرق المدينة ومرت بشارع بكلابة وحارة زيد الموشكي حتى وصلت الساحة، كما جابت مسيرة ثالثة عددا من شوارع وسط المدينة واتجهت صوب القصر الجمهوري وعادت إلى الساحة. ورفع المتظاهرون في المسيرات لافتات نددت بالمحرقة وطالبت بمحاكمة القتلة والمجرمين الذي خططوا ونفذوا اجتياح الساحة وحرقها. ورددوا المتظاهرون هتافات مناوئة لصالح وقيران وضبعان والحاشدي والعوبلي، كما رددت هتافات تشيد بصمود أبناء تعز وتطالب بمحاكمة القتلة، ومن الشعارات التي رددها المتظاهرون " يا تعز فخري وعزي .. افتخر أني تعزّي" و "لازم إعدام .. لازم إعدام" وكذلك " لازم يعدم لازم يعدم .. من احرق ساحتنا وهدم" وحصلت حالات إغماء لبعض المشاركين في المسيرات وخاصة من صغار السن والعجزة جراء التدافع وحرارة الشمس. وشارك في المسيرات جرحى الثورة والمعاقين وعدد من شباب الثورة من عدد من محافظات الجمهورية، الذين وصلوا تعز مساء أمس للمشاركة في إحياء ذكرى المحرقة. وكانت قوات عسكرية وامنية قد اجتاحت ساحة الحرية بمدينة تعز مساء يوم ال29 من مايو من العام الفائت، مخلفة مئات القتلى والجرحى من شباب الثورة السلميين، بعد أن احرقت خيام الساحة ونهب الجنود مقنتيات المعتصمين والمحلات التجارية والمستشفيات الواقعة في محيط الساحة. وقاد عملية إجتياح وحرق الساحة العميد عبد الله قيران مدير أمن تعز السابق، وكلا من جبران الحاشدي قائد اللواء "33" مدرع، والعميد مراد العوبلي قائد اللواء "22" حرس جمهوري، وقادة النجدة والأمن المركزي والشرطة العسكرية. من جانب أخر قام جنود منضمين للثورة بقطع طريق تعزعدن بالقرب من مدينة دمنة خدير صباح اليوم الثلاثاء على خلفية عدم صرف مستحقاتهم المالية منذ انضمامهم للثورة، كنوع من التصعيد بعد المماطلات والوعود الكاذبة بصرف مستحقاتهم من قبل الجهات المختصة. وأفادت مصادر محلية أن جهود بذلتها الأجهزة الأمنية في محافظة تعز أسفرت عن إقناع الجنود بفتح الطريق على أن ينظر في مطالبهم من قبل السلطة المحلية في المحافظة، التي ستتولى مخاطبة الجهات المختصة بشأنهم. وفي شأن آخر كشف المجلس المحلي لمحافظة تعز يوم أمس في بيان له اليوم عن مخطط لشق نفق من داخل الإصلاحية المركزية إلى خارجها، بهدف تهريب عددا من السجناء المحكومين بقضايا أمنية وجنائية. وأفاد بيان المجلس المحلي أن اللجنة المكلفة بتقصي الحقائق التي شكلها المحافظ للتحقيق في تمرد سجناء في الإصلاحية المركزية عثرت على عددا من الأسلحة الخفيفة والبيضاء وعددا من الذخائر في العنابر المخصصة للسجناء. ويرى مراقبون أن هناك جهات تسعى إلى لخلق بؤر توتر جديدة لتأليب الرأي العام على قيادة المحافظة، وإعادة الأمور في المحافظة على المربع الأول، وعرقلة توجهات قيادة المحافظة لاستتباب الأمن والاستقرار، وإشغالها بأمور ثانوية بعيدا عن قضايا الناس، بهدف إيجاد فجوة بين قيادة المحافظة والمواطنين.