المخططات التي تستهدف اليمن كثيرة, تعددت مسمياتها وبقيت الأهداف ثابتة, حتى تجسدت أخيراً في مشروع لإشعال الفتنة المذهبية من خلال محاولة لإثارة الخلافات المذهبية والطائفية بين أبناء المجتمع اليمني المتعايش بمذاهبه المختلفة لألف عام من الزمن. حيث كشف مصدر أمني رفيع المستوى بأن مجموعة من تنظيم القاعدة وحزب التجمع اليمني للإصلاح يسعيان الى استهداف جامع المفضل بالقرب من السفارة الأمريكية . ونقلت "اليمن اليوم" عن المصدر الأمني قوله "إن وزارة الداخلية اليمنية تلقت بلاغاً عاجلاً الثلاثاء يفيد بأن شخصين من تنظيم القاعدة وهما حفظ الله العزب, وعبد الحكيم ماهر, ومجموعة من حزب التجمع اليمني للإصلاح تريد استهداف جامع المفضل في حي (شيراتون) بالقرب من السفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء. وأوضح المصدر الأمني بأن الوزارة شددت الحالة الأمنية في منطقة شيراتون, مضيفاً بأن الوزارة أهابت بالنقاط العسكرية المنتشرة في مداخل الحي أخذ الحيطة والحذر من أي شخص يشتبه به. يأتي هذا بعد أقل من أسبوع لتعرض جامع التيسير الذي يقع بالقرب من ساحة التغيير لاعتداء من ذات الأطراف نفسها والذي شهد أحداثاً دامية. ففي بداية شهر رمضان المبارك حدث خلاف حول صلاة التراويح وتم الاتفاق الذي وقع يوم الأربعاء بين ممثل شباب الإصلاح من جهة وبين أمام الجامع وعاقل الحارة ومدير الأوقاف وممثل عن حلقة درس القرآن والذي نصى على أن يؤدي شباب الإصلاح التراويح وتفتح لهم الميكروفونات الداخلية, وتقام حلقة درس القرآن في صرح المسجد. وبعد أن مرت الأمور بطريقة عادية حيث تقام صلاة التراويح داخل المسجد ويقام درس في القرآن الكريم في صرح المسجد تفاجأ المواطنون بحضور أشخاص من غير أبناء الحي- عرف منهم 3 أحدهم من منطقة مسيك واثنين من منطقة الحصبة- على متن باص 13 راكبا قاموا بتهديد من يتدارسون القرآن وشرعوا بإطلاق الأعيرة النارية أدت الى إصابة خمسة ممن يتدارسون القرآن وقاموا بقذف قنبلة يدوية الى داخل فناء المسجد. أدت هذه الاشتباكات الى "مقتل شخص وأحد وهو عصام محمد صالح " الذي توفي يوم أمس وإصابة أكثر من خمسة وهم: نبيل المؤيد, محمد عبد الله المتوكل, عبدالله شرف المتوكل, إبراهيم الجماعي, عقيل الشهاري, محمد السنباني. وبحسب شهود عيان فقد كان الاعتداء تحت إشراف الدكتور صالح السنباني مسؤول التجمع اليمني للإصلاح بأمانة العاصمة وطه الويس عضو المجلس المحلي بحي الزراعة ونجيب الآنسي قيادي إصلاحي ومسئول الأمن بساحة التغيير التابع للإصلاح بداية الثورة ومحمد المطري مدير عام تحفيظ القرآن. هذا وقد اتهم المكتب الإعلامي للسيد عبد الملك الحوثي, وسائل الإعلام المحسوبة على الإصلاح بالتضليل والكذب معتبراً أن هذه الوسائل تنطلق من ايدلوجية سياسية ومذهبية بحتة ليست المصداقية بالنسبة لهم شيئاً يذكر, وكذب الناطق الإعلامي لأنصار الله الأخبار التي تروجها تلك الوسائل والتي تقول بأن الحوثيين يمنعون صلاة التراويح بصعدة, وقال: إن أي زائر لمحافظة صعدة يستطيع أن يستمع من خلال مكبرات الصوت الى صلاة التراويح في أكثر من مسجد وأبناء صعدة يعرفون ذلك. من جهته اعتذر محمد بن موسى العامري رئيس حزب الرشاد عن المشاركة في الاجتماع الذي تم يوم الأثنين في منزل الشيخ صادق الأحمر مع الإصلاح ويمثلهم الدكتور صالح السنباني, أنصار الله يمثلهم علي العماد, للمناقشة حول الأحداث الأخيرة. وقال: العامري في تصريح هاتفي ل"الشارع" : لم نشارك في الاجتماع الذي عقد لأننا لسنا معنيين بما حدق". وأضاف: "أؤكد لكم أننا لسنا طرفاً في الموضوع, وما حدث في مسجد التيسير, في خلاف على صلاة التراويح, ليس لنا علاقة به قطعاً". وأشار الى أن حزبه تلقى دعوة لحضور اللقاء" فردينا عليهم ليس لنا صلة بالقضية". ونفى رئيس حزب الرشاد أن يكون عصام محمد صالح الذي توفي امس جراء إصابته في احداث جامع التيسير عضوا في الحزب.