شهدت لجنة الحوار الأسبوع الماضي انقساما عقب قرار رئيس الجمهورية إضافة ستة أشخاص يتبعون الإصلاح. وعلمت "الوسط" من مصادر وثيقة أن لقاء غير معلن تم السبت الماضي لأعضائها في منزل رئيس اللجنة الدكتور عبد الكريم الإرياني بغرض التوصل إلى حلول وسطية إلا أن الاجتماع خرج بانقسام بين الشباب والمستقلين والأحزاب. وقالت المصادر إن لقاء تم عصر نفس اليوم في منزل الشيخ محمد أبو لحوم وحضره أغلب أعضاء اللجنة ماعدا ممثلو المؤتمر والمشترك وكان من بين الحاضرين الناطق الرسمي باسم اللجنة أمل الباشا ونصر طه مصطفى وماجد المذحجي ورضية المتوكل وآخرون وبعد توافق الحاضرين على مسألة أن اللجنة قد اختل توازنها تم الاتفاق على أن يعرض على الرئيس مقترحاً بإضافة ممثل عن الحوثيين وآخر عن المؤتمر ومن شباب الثورة المستقلين واحد، بالإضافة إلى شابة مستقلة من ساحة الجنوب وبحيث يتم تخصيص خمسة مقاعد للحراك. الا أن معلومات مؤكدة -حصلت عليها "الوسط"- أفادت عدم طرح مثل هذا المقترح على الرئيس أثناء لقائه بهم مساء ذات يوم السبت والذي استمر مايقارب الساعتين بعد أن رفض هادي طلباً لمحمد أبو لحوم بالاستماع إلى مقترح يريد الشباب طرحه عليه. وكان اللقاء شهد توترا بين الرئيس وأعضاء اللجنة بعد أن توافق معظمهم على أن إضافة الأعضاء الستة يمثل إخلالا بالتوازن كونهم يمثلون لونا واحدا وهو ما أثار غضبه، متسائلا هل تريدون أن استأذنكم عندما أقوم بتعيين أي شخص في اللجنة، مردفا "والذي مايعجبه يخرج وسأعين بدلا عنه". وفيما لم يشارك أمين عام الإصلاح أو يعلق طوال الجلسة تحدث عدد من أعضاء اللجنة عن أن إضافة الأعضاء قد أثار استياء الشارع فرد عليهم هادي لقد استاء الناس وصاحوا أول ماتم إعلان قرار تعيينكم. وكان أول من تحدث ممثل الحوثيين الذي خاطب الرئيس أنت تعلم أننا لا نعترف بالمبادرة الخليجية ولا نتعامل معها وكنا استجبنا للحوار باعتباره محطة وطنية وانتظرنا حتى تم تشكيل اللجنة بوضعها الحالي وكان قرار مشاركتنا نتاجاً للتوازن الموجود في قوام اللجنة إلا أن الإضافات فيها قد أخل بتوازنها. وفيما لم تُجدِ التهدئة الذي حاول أن يفرضها أحمد شرف الدين حين قال للرئيس إن هؤلاء أولادك حتى وإن تجاوزوا، وفي الأخير أنت تتحمل المسؤولية. قال مصدر ل"الوسط" إن مداخلة رضية المتوكل قد أدت إلى انسحاب هادي من الاجتماع غاضبا وبحسب المصدر فإن رضية بدأت حديثها عن تعيينات المحافظين، التي قالت إنهم من لون واحد مخاطبة الرئيس: لقد عينت محافظا في الجوف رغم علمك أن الإصلاح والحوثيين يتقاتلون هناك وعينت محافظا اصلاحيا في عمران، متسائلة هل تعلم أن هناك قتالا يجري في عمران؟، وهو مادفع الرئيس لسؤال رضية عمن تمثل، والتي أجابت أنها تمثل نفسها وحينها وقف وخاطبها: أنتِ تشكلي لوناً واحداً وغادر الاجتماع غاضبا. يشار إلى ان الاجتماع ناقش أيضا تنفيذ ال20 نقطة المقترحة والتي رفعتها اللجنة في تقرير لها الى رئيس الجمهورية منذ اكثر من شهر, وفي مقدمة هذه النقاط التسريع بتمثيل الحراك الجنوبي في تمثيل قوام اللجنة، حيث أكد الرئيس بأن التواصل مع قيادات الحراك مستمرة عبره شخصياً، وبأن قادة الحراك قد ابلغوه بأنهم سيسمون مرشحيهم لعضوية اللجنة بعد الانتهاء من انعقاد مؤتمرهم في منتصف اكتوبر القادم. هذا وقد أكد رئيس الجمهورية بأن تمثيل الحراك الجنوبي قضية تعنيه في المقام الاول, وبان حصة الحراك محفوظة خاصة ان تمثيلهم قد أكدت عليه الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية ولا يمكن لأحد ان يتجاوز هذه المسألة. وفي ظل غياب احتجاجي على التعيينات الأخيرة من قبل ممثلي الشباب ماجد المذحجي ورضية المتوكل بينما غابت راقية حميدان بسبب ما قالت إنها لن تشارك في ظل عدم وجود أي تمثيل للحراك بالإضافة إلى غياب آخرين. واصلت اللجنة الفنية لمؤتمر الحوار جلساتها الاعتيادية برئاسة سلطان حزام نائب رئيس اللجنة وذلك لسفر الدكتور عبدالكريم الارياني رئيس اللجنة في مهمة رسمية قصيرة لأثيوبيا الأحد. وناقشت اللجنة محوري الحكم الرشيد وأسس بناء ودور الجيش وقوات الأمن لبناء جيش وطني ينهي حالة الانقسام. وشارك في الاجتماع (4) من الاعضاء الجدد المضافين الى قوام اللجنة عبدالقوي رشاد والدكتور عبدالرشيد عبدالحافظ وياسر الرعيني ومحمد العامري، الذي كان لافتا رفضه مصافحة ممثلات اللجنة الفنية. وعلمت "الوسط" ان اللجنة واصلت انعقادها في اليوم التالي الذي صادف الاثنين برئاسة رئيس اللجنة الإرياني وتم مناقشة الهيئات التي يتوجب أن تكون مستقلة عن الحكومة والتأثير السياسي في الدولة القادمة وتم تحديد الجهات بالأوقاف والقضاء والإعلام والخدمة المدنية وحقوق الإنسان، وأضاف العامري وهو من التيار السلفي دار الإفتاء مشيرا إلى وجوب أن لا يكون الإفتاء في ماله علاقة بالأمور الشرعية بعيدا عن هيمنة القرار السياسي. من جهته اعترض ممثل الحوثيين البخيتي على مسألة حصر الإفتاء في دار واحدة، محتجاً بتعددها في لبنان، وهو ما رفضته اللجنة مع الأخذ ان تكون الدار غير ممثلة لمذهب واحد. إلى ذلك عبر المكتب التنفيذي للملتقى التشاوري لأبناء الجنوب بصنعاء عن استيائه من قرار رئيس الجمهورية رقم (46) لسنة 2012م بشأن إضافة 6 أعضاء إلى اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني الشامل . وقال في بيان صحفي إن المكتب التنفيذي يرى أن القرار الجمهوري قد أعاد تشكيل اللجنة الفنية بصورة تتعارض مع توصيات اللجنة الفنية المتضمنة إشراك الحراك الجنوبي بمكوناته الحقيقية ذات النفوذ الجماهيري الفعلي على الساحة الجنوبية في الإعداد والتحضير للحوار الوطني، وذلك التزاماً بالمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية والتي تعتبر الحراك هو الممثل للقضية الجنوبية. وأكد أن هذا القرار يمثل تراجعاً عن الالتزامات التي وقعتها أطراف المبادرة بالتحضير لمؤتمر حوار وطني حقيقي وجاد، يتم فيه إشراك الأطراف المعنية بالقضايا الوطنية التي أوردتها الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، وفي مقدمتها القضية الجنوبية. وأشار إلى أن هذا القرار أظهر النوايا والرغبات لدى النخبة السياسية في صنعاء في استبعاد ممثلي الحراك الجنوبي وعدم التعاطي بصورة مسئولة مع القضية الجنوبية، التي تمثل الأساس الحقيقي للازمة الوطنية في البلاد. وكان الرئيس الأسبق علي ناصر محمد قد جدد بأن معارضة الخارج ستشارك وفق الرؤية الواضحة التي تقدمت بها القيادة الجنوبية المؤقتة والتي بلورت نقاطاً بديهية لإنجاح الحوار وليس لإفشاله، مذكرا بكلمته التي ألقاها أمام لجنة الاتصال التي تعبر عن الرؤية المقدمة للجنة باعتبار أن القضية الجنوبية قضية سياسية بامتياز ومن أن الجنوب أصل وليس فرعاً واستعادة المؤسسات العامة والخاصة، وإزالة كل المظالم التي لحقت بالجنوبيين -عسكريين ومدنيين- جراء تلك الحرب، وإعادة المفصولين إلى أعمالهم، إلى جانب سحب كل مظاهر التواجد العسكري والأمني من المدن الجنوبية إلا ما تقتضيه المصلحة العامة ووقف الملاحقات الأمنية لعناصر الحراك الجنوبي الشعبي السلمي والإفراج عن المعتقلين السياسيين. إلى جانب التعجيل في عودة القيادات والكوادر الجنوبية الى الداخل وترتيب أوضاعهم في الداخل والخارج على أن يشمل ذلك ضحايا كل الصراعات السياسية ما قبل وبعد عام 1967م. مشيرا إلى أن المخاوف لفشل الحوار مرتبطة بالفشل في التهيئة الصحيحة له وهذا ما لا نرجوه.. هذا وسيلتقي رئيس الجمهورية اللجنة الفنية عقب عودته من زيارته الرسمية إلى الخارج بغرض مناقشة القضايا التي تم إثارتها.