على إيقاع الأغنية اليمنية الشهيرة التي يقول مطلعها: “القلب في حيرة ما بين حب اثنين أعطي لمن قلبي وأعطي لمن ذي العين” سأدخل اليوم الى ملعب المباراة النهائية لبطولة كاس الخليج العربي في نسختها رقم 21 التي ستجمع الشقيقين الاماراتي والعراقي في موعد مع الاثارة والندية، وانا محتار من اشجع ومن اناصر في يوم النصرة الرياضية التي لا تتكرر كثيرا في عالم المستديرة وقد قسمت جمهور الخليج الى فسطاطين بين ابيض واخضر، لكنني لن اكون محتارا ابدا في ان افرح للفائز، وان اصفق للخاسر لأني اقف على نفس المسافة من منتخبين قويين استحقا الصعود الى منصة التتويج ابطال لا تعترف بمسميات المراكز- الأول او الثاني- لان النهائي يعتبر بحد ذاته بطولة كاملة خصوصا وانه يقام على ارض مملكة البحرين. فلمن تقرع اجراس النصر اليوم هل للأبيض الاماراتي، او كما يسميه جمهور الامارات “منتخب الاحلام” الزاحف برا وبحرا وجو من دار زايد الى مملكة البحرين – فقط – للعودة بالكاس وليس غيره كشعار رفعوه مكتوبا على سياراتهم ونحتوه في قلوبهم عشقا وثقة بمنتخبهم الذي يعتبر حتى الان افضل منتخبات البطولة على مستوى الاداء والامتاع والاقناع، وتقديم الوجوه الشابة التي زاد بريقها تألقا على ملاعب البحرين في بطولة شهدت افول نجوم ومولد غيرها في كل المنتخبات المشاركة. ام للأخضر العراقي، منتخب الكاريزما والثقة، المنتخب الذي قهر كبار البطولة “السعودية” وتجاوز المنتخب البحريني المضيف بالحظ الترجيحي، الذي انطلق قطاره مسرعا ولم يصل الى سرعته القصوى بعد التي ان وصل اليها فانه يتجاوز بها كل حدود المستحيل، معتمدا على محركات محلية الصنع ووقود ليس مثله جالب للحظ هو شعب العراق المثخن بجراح الصراعات الباحث عن بقعة فرح ليس قادرا على صنعها الا المنتخب العراقي لكرة القدم الذي يوحد في العراق ما فرقته المذاهب والخلافات السياسية. نشوة كرة القدم وجماليتها بل وعاطفتها يمنحون الابيض كاس البطولة، لكنها أي كرة القدم لا تعترف الا بالواقعية التي ترجح كفة المنتخب العراقي بخبرته، وثقة لاعبيه، بل وقدرتهم على الصمود وتجاوز الصعوبات، ومن غير اغفال لعامل التوفيق من رب العالمين، سيظل الفوز بالكأس مرهونا بما سيقدمه كل منتخب على ارض الملعب، وبما لايزال مخبأ- حتى الان – في اجندة العقل الفني الوطني الاماراتي مهدي علي والعراقي حكيم شاكر، فمباراة بحجم نهائي كاس الخليج لن تحسم الا بالجزئيات، ولن تنتهي الا بهدف الفرصة الواحدة، مالم تذهب الى ركلات الاعصاب الترجيحية. وقبل صفارة البداية اجدني واقفا مكاني على الحياد متمنيا للمباراة ان تكون الاجمل، وللمنتخب الذي يقدم المستوى الافضل ان يكون البطل.. لكن لو كان الامر بيدي لتركت ما انا عليه من حيرة وحياد ومنحت الجمهور البحريني كأس البطولة لأنه الاجمل ولأنه من يستحق.