حذر نائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع - في كلمته في الدورة الاستثنائية للمكتب التنفيذي بمحافظة حضرموت منتصف الأسبوع - من أن العديد من الشركات الاستثمارية في عدد من المجالات غادرت البلاد جراء الظروف الأمنية، وأن هناك شركات خاطبت وزارة الداخلية بنيتها مغادرة البلاد في حال لم تتوفر لها الأجواء الآمنة خلال الفترة القادمة.. فيما حذر من ذلك.. استعاد الجيش عافيته عقب خسائر اليومين الأولين الذي تعرض فيها لخسائر فادحة في الجنود والمعدات بسبب خطأ عسكري فادح حين تم توجيه رتل عسكري من اللواء الثاني مشاة جبلي إلى منطقة جول الريدة بمحافظة شبوة - عزان لحصار القاعدة - الثلاثاء الماضي - دون أن تتقدمهم فرق استطلاع كما هو الحال في مهمات كهذه، وهو ما مكّن أنصار الشريعة من عمل كمين كبدت فيه الجيش خسائر فادحة في الأرواح، وسيطرت على معدات وأسلحة ثقيلة. إلا أنه، وبعد تجاوز الجيش الصدمة، تمكن من التقدم إلى مناطق كانت تسيطر عليها القاعدة، حيث تكبدت القاعدة خسائر موجعة حين فقدت العشرات من عناصرها، بينهم سعوديين وأجانب، وبالذات بعد أن تدخل الطيران اليمني وطائرات بدون طيار الأمريكية بضرب مواقعهم في الجبال.. وعبر التراجع الإعلامي لأنصار الشريعة على موقع "تويتر" الذي أنشأه لمواكبة المعارك عن مدى الضغط الذي يعاني منه في هذه المواجهات، وفيما يمكن اعتباره اعترافًا بتقدم الجيش، قلل مصدر في القاعدة - في تصريح ل"الوسط" من أهمية التقدم الذي يحرزه الجيش في هذه المناطق؛ باعتبار أنه يمكن لأنصار الشريعة إيجاد مناطق أخرى أكثر منعة أو الانصهار مع الناس، بحسب ما قال المصدر ذاته، لم ينفِ وقوع خسائر بشرية في صفوفه إلا أنه اعتبر أن المقاتلين يمكن تعويضهم.. مهددًا من أن الحرب لم تنتهِ بعد، كما أن ساحتها ليست مناطق الحرب فقط.. مشيرًا إلى أن هناك جبهات جديدة يتم التجهيز لفتحها. وختم ل"الوسط" بقوله: إن الدولة تخسر مئات الملايين من الريالات يوميًّا مقابل إتلاف معداتها، فيما أنصار الشريعة يقاتلون بما يغنموه في الحرب. وعقب دخول الجيش في حرب مواجهات مع القاعدة في أبينوشبوة اشتغلت البيانات الرسمية التي تصدر عن المصدر الأمني على اتجاهين، الأول: في ما له علاقة بتحقيق الجيش الانتصارات على أنصار الشريعة، وتكبيدها خسائر فادحة، والإعلان عن مقتل قيادات فيها، وفي الاتجاه الثاني ركزت الأخبار والتقارير الرسمية على مسألة مساندة القبائل وتوجيه الشكر لها على تعاونها. وكان لافتًا في الاتجاه الأول إغفال ذكر خسائر الجيش بشكل نهائي مع كونه لا يتسق مع حرب مواجهات، وهو ما أثار الشكوك عن حجم الخسائر في هذا الجانب رغم تفهم التكتم الحاصل حرصًا على معنويات الجيش، وكسب مواطني المناطق، وفي الاتجاه الثاني ظلت البيانات تشيد بتعاون القبائل دون أن تذكر هذه القبائل أو تنسب تصريحات مثل هذه لأصحابها إلا فيما ندر.. وعلى ذات السياق، وكعادة الأحزاب في تحيّنها الفرص لنيل كل منها من الآخر، والذي لم تستثن منها هذه الحرب، فقد استغلت الأحزاب هذه المواجهات - أيضًا - لكي تصفي حساباتها فيما بينها، حيث تسابق حزبا المؤتمر والإصلاح في إعلان موقفها المساند للجيش دون أن تخلو هذه البيانات من تعريض كل حزب بالآخر، والتشكيك بمواقفه كالعادة، كما ساهم الإعلام المحسوب على كل منها بتطويع الوقائع وتصيد الأخطاء في صغائرية لا يحتملها الوضع القائم، وفيما مارس الإعلام الرسمي ما يمكن اعتباره إرهابًا على كل من له رأي في الحرب الدائرة مع القاعدة، ولم يستثنِ منه الصحفيين الذين ينقلون الوقائع من الطرفين بدا السلفيون غير المتحزبين بعد خارج إطار السيطرة، حيث عبر خطباؤهم في أكثر من محافظة عن استهجانهم لتدخل الجيش في حرب أنصار الشريعة، متسائلين عن عدم توجيهه إلى محاربة الحوثيين في الشمال، وهو ذات رأي القيادي في الإصلاح بحضرموت، صلاح باتيس، الذي استغرب إقدام قوات الجيش على خوض حروب في الجنوب، على كيانات قال إنها لا تهدده في الوقت الذي يقف محايداً في الشمال مع كيانات تهدد أمن العاصمة. ونقلت أسبوعية "المنتصف" في عددها الصادر - الاثنين - عن باتيس قوله: إن حرب الجيش في شبوة وغيرها من الأماكن جاءت نتيجة رغبات خارجية، وهي من ستدفع الفاتورة، ونصبح رهناً للخارج. وأشار إلى أن الأطراف الخارجية تقحم الجيش بمحاربة كيانات محددة وتترك أخرى في الشمال. وأضاف: أن على الرئيس هادي والحكومة التوضيح بشأن "لماذا لا يتم محاربة كيانات في الشمال محاصرة للعاصمة ويقومون بمحاربة كيانات لا تهددهم؟". وفيما بدا لافتًا صمت الشيخ عبدالمجيد الزنداني إزاء ما يجري، وهو ما عبّر عن تزايد خوفه من تحريك ملفه في الأممالمتحدة بكونه داعمًا للإرهاب فقد كان مثيرًا للاستغراب غياب موقف رابطة العلماء وهيئة علماء اليمن سواء لمساندة الجيش أم حتى إبداء النصيحة. من جهته اعتبر وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد أن العملية العسكرية الأمنية التي تنفذها قوات الجيش والأمن ومعها اللجان الشعبية في محافظتي أبينوشبوة كسرت شوكة تنظيم "القاعدة" الإرهابي، ودمرت عدداً من معاقله وآلياته ومعداته وأسلحته. وقال وزير الدفاع - في تصريح لصحيفة "السياسة الكويتية": "إن العملية مستمرة ولن تتوقف حتى تكمل أهدافها بالقضاء على عناصر الإرهاب من "القاعدة", مشيراً إلى "أن تنفيذ العملية العسكرية رغم ما يمر به اليمن من ظروف اقتصادية صعبة كان ضرورياً بعد أن استشرى خطر التنظيم، وبات القضاء عليه مطلباً شعبياً ملحاً". وفي ما عُد رسالة إلى دول الجوار من كون اليمن تحارب دفاعًا عنهم - أيضًا - أوضح: أنه "لولا البدء في العملية العسكرية الواسعة لتحول القاعدة إلى سرطان قاتل لن يتوقف ضرره على اليمن وحدة، بل سيمتد إلى دول الجوار, خاصة وأن إرهابيين تم اعتقالهم كشفوا عن نوايا قيادات التنظيم لمد أذرعه وخلاياه إلى دول الجوار بشكل أوسع وأخطر". وبشأن النتائج الأولية للعملية العسكرية ضد عناصر التنظيم في أبينوشبوة, قال وزير الدفاع: إنه تم إحكام السيطرة على مواقع عدة في مديريتي المحفد وأحور في أبين وميفعة وجول ريدة في شبوة ومقتل عدد كبير من قيادات وعناصر التنظيم بينهم أجانب وتدمير مخابئ أسلحة وذخائر تابعة لهم واعتقال عدد منهم, مضيفاً: أنه يجري حالياً ملاحقة الهاربين في جبال وأودية المناطق التي تمركزوا فيها خلال الفترة الماضية. مؤكدًا: أن زمن المعركة مع أولئك متواصلة وستنتهي بالقضاء عليهم ليس في اليمن وحده, بل في المنطقة, باعتبار أن اليمن وأشقاءه في المنطقة شركاء مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب واستئصاله من جذوره". وفيما أعلنت وزارة الدفاع مقتل قيادي في تنظيم القاعدة يُدعى «أبو إسلام الشيشاني» في مواجهات بين الجيش ومسلحي القاعدة في منطقة المعجلة بمحافظة أبين، نفت ذلك أنصار الشريعة في تغريدة لها، مشيرة (أنصار الشريعة ينفون ما أعلنه مصدر عسكري في وزارة الدفاع اليمنية عن مقتل أبو إسلام الشيشاني, مؤكدين عدم وجود من يحمل هذه الكنية في صفوفهم). وفي هذا السياق بدت أنصار الشريعة مواكبة للحدث في الميدان أولاً بأول، حيث أنشأت لها حسابًا على "تويتر" للرد على بيانات الجيش وتوضيح الحقائق من وجهة نظرهم أولاً بأول وبالصور.. وهو ما كان رسم علامات استفهام كبيرة حول مدى قدرتها على المتابعة والرد في حال ما هي مطاردة قبل أن يتراجع أداؤها بعد يومين فقط لتنحصر التصريحات بعدها حول الانتصار في اليوم الأول، وفي هذا الخصوص أوردت أنصار الشريعة ردود، كان من أهمها أن أنصار الشريعة ينفون ما قالوا إنها أكاذيب وزارة الدفاع اليمنية عن تدمير سيارتين وقتل من فيها من المجاهدين بميفعة شبوة. كما أكدوا إطلاق الأسرى الثمانية بنفس الوساطة القبلية السابقة بعد إعلان توبتهم من العمل في الجيش اليمني المحارب للشريعة وتعهدهم بعدم العودة للعمل به، وعن تأكيد الجنود الأسرى أنهم لن يعودوا للقتال في الجيش، وأن من عاد مستقبلاً فإن دمه حلال. وكان أنصار الشريعة أطلقوا في وقت سابق سراح اثنين من الأسرى المصابين بعد وساطة قبلية قام بها شيخ مشايخ العوالق صالح بن فريد، ودللوا على مؤازرة قبائل شبوة للمجاهدين بقصيدة: "يا هل علي" للشاعر محمد يسلم باهدى، والتي نظم أبياتها ردًّا على الحملة العسكرية على أبينوشبوة. وأكد قائد ميداني سقوط قتلى من الجيش الذي انسحب إلى مواقعه بعد أن نفذ التفافاً ناجحًا عليه: تمكن المجاهدون الجمعة - بحول الله - من صد هجوم للجيش اليمني بعد محاولته التقدم من جهة منطقة المحفد. موضحين: أن حصار الجيش لمنطقة ميفعة يتسبب في تفجر أزمة نقص المحروقات والغاز. واتهم الجيش الذي وصفه باليمني، وهو وصف في العادة يقوله الحراكيون باستئناف القصف بالدبابات والسلاح الثقيل على منازل الأهالي في المناطق المحيطة بجول الريدة بميفعة. وفيما يبدو أن حرب القاعدة صارت حربا مفتوحة لا مكان محدد لها فقد اعترف أنصار الشريعة بعمليات القتل التي طالت عسكريين في صنعاء، ومنه محالة استهداف الملحق العسكري في السفارة الألمانية، وبحسب تغريداتهم في تويتر، وهو ما يعد محاولة للتقليل من الضغط عليهم في مناطق القتال، وتحت عنوان "أخبار مجاهدي أنصار الشريعة في ولاية صنعاء خلال الأيام العشرة الماضية" أكدوا على أن أنصار الشريعة استهدفت سيارة وفد دبلوماسي ألماني أثناء تحركه في مدينة صنعاء يوم الاثنين 28 جمادى الآخر الموافق 28 إبريل، في الساعة الرابعة عصرًا عند تقاطع شارعي حدة - صفر، وقد أسفرت العملية عن إصابة ملحق بالسفارة الألمانية ومرافقه جراء إطلاق النار علي سيارتهما. وزادوا: اغتال المجاهدون عبدالرزاق الجبلي مدير التدريب في الشرطة العسكرية ومرافقه الجندي أحمد مرعي يوم الثلاثاء 22 جمادى الموافق 22 إبريل. وفي محاولة لإصباغ نوع من الشرعية على قتل الجنود فقد اتهموا الجبلي بأنه اشتهر عنه سب الله جل في علاه بحسب التغريدة، تمت عملية الاغتيال رميًا بالرصاص في الساعة السادسة والنصف صباحا بشارع المطار الجديد بصنعاء. اغتال مجاهدوا أنصار الشريعة العقيد أحمد النجدي الضابط في جهاز الأمن السياسي رميا بالرصاص بتاريخ 21 جمادى الموافق 21 إبريل. كما اغتال المجاهدون العقيد محمد عريج رئيس العمليات في جهاز الأمن السياسي رميًا بالرصاص بتاريخ 21 جمادى الآخر الموافق 21 إبريل. وفي هذا الاتجاه نشط التنظيم من عملياته في محاولة لتشتيت الجيش والإيحاء من أن قوتهم لم يتم النيل منها، حيث فجر انتحاري نفسه على بوابة الأمن القومي في المكلا، حيث قتل جنديان في البوابة وطفلة في منزل مجاور، كما تم تنفيذ كمين مسلح نصبه مسلحو التنظيم لموكب محافظ البيضاء في منطقة الحيكل، القريبة من مركز مديرية ذي ناعم، وقتلوا فيه الشيخ عبدالله سالم العبدلي، وناصر المزيد، قائد حراسة مدير شرطة المحافظة، وجنديين من ضمن حراسة الموكب، وكان من بين الجرحى مدير وكالة سبأ ومدير مكتب الإعلام بالمحافظة. وكشف مصدر عسكري عن مصرع القيادي في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب/ أديب النخعي الشهير ب (ماريو) متأثرًا بجراحه التي تعرض لها أثناء الهجوم الإرهابي الغادر، ومحاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها محافظ البيضاء، كما لقي ستة من عناصر التنظيم مصرعهم في الاشتباكات مع قوات الجيش الذي سيطر بشكل كامل على موقع ذي ناعم الذي كانت تسيطر عليه القاعدة بحسب مصدر أمني لوكالة "سبأ". وظهر القيادي في تنظيم القاعدة في اليمن جلال بلعيد، في تسجيل فيديو حديث بثته قناة "الملاحم" التابعة للقاعدة في يوتيوب, السبت, متحدثاً عن العمليات العسكرية التي تشنها قوات الجيش اليمني ضد معاقل القاعدة في محافظتي أبينوشبوةجنوب البلاد.. مشيرة إلى أن التسجيل "من أرض المعركة".. وقال بلعيدي: إن ما وصفها "الحملة الصليبية التي يتعرض لها التنظيم ابتدأت بزيارة وزير الدفاع للولايات المتحدةالأمريكية ودول الخليج وأخذ الفاتورة، ومباشرة بدأ بتنفيذ أولى الخطوات بقصف طيران أمريكي مكثف على بعض المناطق التي يتواجد فيها التنظيم مثل المحفد والبيضاء وغيرهما، وقتل فيها الكثير من العوام إلى جانب عدد من المجاهدين". وأضاف القيادي في تنظيم القاعدة جلال بالعيدي في مقابلة مسجلة "فيديو": أن تنظيم القاعدة حقق انتصارات على قوات الجيش اليمني في الحرب الأخيرة التي تدور في أبينوشبوة. وتابع: أنها المرة الأولى التي يشارك فيها رجال القبائل الحرب إلى جانبهم في هذه الحرب بسبب طائرات بدون طيار، وكذلك بسبب غياب المشاريع التنموية في مناطقهم.. كما أكد أن تنظيم القاعدة أصبح أكثر قوة، واستطاع أن يمتص ضربات الطائرات بدون طيار، وقال: إن خسائرهم بسبب هذه الطائرات قليلة جداً. وأبدى القيادي القاعدي "استغرابه" لعدم خوض الجيش مواجهات ضد جماعة الحوثي في الشمال "بحجة أن الدولة لا تريد زج الجيش في صراعات طائفية أو صراعات مع جماعات مسلحة، بينما على النقيض توجه سلاحها وقواتها على المجاهدين من أنصار السنة".