كشف مدير عام المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بتعز مختار المخلافي أن مرض السرطان انتشر في المدينة وضواحيها بصورة غير مسبوقة ولم تكن متوقعة من قبل حيث وصلت عدد الحالات الجديدة التي تستقبلها المؤسسة إلى 120 حالة في اليوم الواحد . وقال المخلافي في اللقاء الذي نظمته المؤسسة والخاص بالخطباء والمرشدات أمس إن إجمالي المصابين بالسرطان بمدينة تعز وصل إلى 4000 ألف حالة وجميعهم بحاجة للعلاج والعناية , مما شكل أعباء إضافية على المؤسسة ومركز الأورام وخاصة في أقسام العطاء والرقود التي أضحت تكتظ بالمرضى . ونوه المخلافي أنه ومنذ تأسيس المؤسسة فقد كان طموح القائمين عليها إنشاء مستشفى نموذجي للأورام السرطانية لما تمثله تعز من أعلى نسبة إصابة بين المحافظات تصل إلى 45% علاوة على أنها تتوسط 5 محافظات مجاورة . وأوضح مدير عام المؤسسة أن المشروع ما يزال قائماً في بناء ( مستشفى إقليم الجند ) حيث بدأ التجهيز له بتوفير قطعة ارض مكونة من 2000 قصبة غير أن إنشائه وتجهيزه يتجاوز إمكانيات تعز واليمن بشكل عام مما يتطلب تضافر كل الجهود وتعاضد جميع أبناء المجتمع من أجل بناء المشروع وجعل الحلم حقيقة على أرض الواقع . وأشار الأستاذ / مختار أن المرض يزحف بشكل مخيف إلى كل المنازل في تعز ويخيل للزائر للمؤسسة من الوهلة الأولى أن الذي أمامه مصابين بالحمى والملاريا وليس بالسرطان نتيجة الازدحام الشديد في صالات الاستقبال وأقسام المؤسسة ومركز الأورام السرطانية . كما كشف مدير عام المؤسسة عن دراسات تجرى حول إنشاء صندوق ( دعم مرضى السرطان ) من خلال تخصيص نسبة معينة من الاتصالات والسجائر , مشيرا أن الناس بحاجة لمن يوصل إليهم معاناة مرضى السرطان في تعز والمسئولية الملقاة على عاتق المؤسسة في توفير العلاج وخاصة العلاجات الإشعاعية والنووية مما اضطرهم إلى التعاقد مع مستشفيات خاصة نظرا لعدم توفير مثل هذه الأجهزة ذات التكاليف الباهظة . وكشف المخلافي في سياق حديثه عن دراسات يتم الإعداد لها وتتمثل بإيجاد مشروع ( الكشف المبكر ) حيث وضعت خطة إستراتيجية لبناء 5 مراكز للكشف لما يمثله المشروع من أهمية كبرى في شفاء المريض خلاف حالة المريض في الوقت الراهن حيث يصل المصاب بالسرطان وقد تمكن المرض منه وانتشر في جسده . كما تحدث في اللقاء الشيخ عبد الرحمن قحطان والشيخ صالح المهنأ اللذين أهابا بالمشاركين إلى الارتقاء بمستوى الخطاب الديني والتوعوي و تبصير الناس بالمرض ومضاعفاته والجهود التي تبذلها المؤسسة لمواجهة الداء . ولفت المشاركين إلى توعية الناس بالصبر على المكاره وبالذات الابتلاء في المرض وكيفية مواجهته وعدم الاستسلام للقنوط واليأس مع الأخذ في الأسباب . كما جرى في اللقاء عرض ريبورتاج عن بعض الحالات المرضية التي تتردد على المركز ورحلتها مع المعاناة وبخاصة الأطفال.