قال مصدر دبلوماسي رفيع إن احتفال جماعة الحوثي, الخميس الماضي, في العاصمة صنعاء, بذكرى المولد النبوي, أثار انزعاج وغضب المملكة العربية السعودية, كون الاحتفال كان بمثابة استعراض يقيمه الحوثيون لأول مرة في العاصمة, بموافقة رسمية من نظام الرئيس هادي, وبذلك العدد الذي أثبت مدى توسع جماعة الحوثي. ونقلت صحيفة الشارع عن المصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه, أن السلطة في صنعاء شعرت, مساء الخميس, أن احتفال الحوثيين سبب لها إحراجاً مع السعودية, التي تربط دعمها في السنوات الأخيرة لأي سلطة في صنعاء بمحاربة الحوثيين, وتحجيمهم.
وقال المصدر: "أبلغنا, بشكل غير رسمي, بامتعاض سعودي لما حصل من حشد كبير للحوثيين, وعلمنا أن الدبلوماسيين في السفارة السعودية في صنعاء أبدوا اندهاشهم من ذلك الحشد؛ كونه كان بتلك الضخامة واستمر لساعتين في صنعاء, واعتبروا أن معلوماتهم التي تلقوها من حلفائهم التقليديين عن تواجد الحوثيين, كانت خاطئة..
وتزامن ذلك مع تصاعد الموقف السعودي الداعم لبقاء اللواء علي محسن الأحمر في موقعيه العسكريين السابقين, ضد قرارات الرئيس هادي الخاصة بهيكلة الجيش التي قضت, في 19ديسمبر الماضي, بإلغاء الفرقة الأولى مدرع, وتقسيم المنطقة الشمالية الغربية إلى منطقتين عسكريتين.
ونفى الدكتور أبو بكر القربي, وزير الخارجية, ما أعلنه رئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, مطلع الأسبوع الماضي, من أن مجلس الأمن سيعقد جلسة خاصة في صنعاء.
وقال القربي, في بيان أصدره أمس الأول, إنه "لن تكون هناك جلسة خاصة لمجلس الأمن في صنعاء".
وأوضح القربي أن وفدا من مجلس الأمن سيزور صنعاء "في إطار المساعي الأممية لدعم جهود الرئيس هادي في تنفيذ خطوات اتفاقية نقل السلطة, والدفع قدما بالسير نحو عقد مؤتمر الحوار الوطني".
وفيما استغرب مصدر سياسي رفيع هذا التراجع؛ قال: "لا يعقل أن الرئيس هادي لم يكن يعرف أن مجلس الأمن لن يعقد جلسته هنا, وأن الأمر سيكون مجرد وصول وفد. الأرجح أن هادي كان يدرك ما يقول, ويبدو كما لو أن مجلس الأمن تراجع عن قرار عقد جلسة له في صنعاء, بسبب تعرضه لضغوط لا يستبعد أنها خليجية وسعودية".
ورجح المصدر الدبلوماسي وقوف السعودية خلف هذا التراجع.
وأضاف المصدر: "وصول موفدي مجلس الأمن إلى صنعاء سيشكل دعماً كبيراً للرئيس هادي وقراراته, ووحدة البلاد بإجماع أممي, وهذا سيكون ضد التوجهات السعودية الأخيرة في اليمن, وهي توجهات تريد منها الإبقاء على نفوذ مراكز القوى المحسوبة عليها وعلي محسن هو واجهة لأولاد الشيخ عبدالله".
مصدر عسكري رفيع اعتبر, في تصريح ل"الشارع", أن الحشد الذي أقامه الحوثيون, الخميس, "قوى موقف الرئيس هادي أمام علي محسن واولاد الشيخ عبدالله".
وقال المصدر: احتفال الحوثيين أظهر, وأكد, أن الحلفاء التاريخيين للسعودية في اليمن أصبحوا ضعافا, وأن هناك قوى جديدة تصعد في اليمن.
الاحتفال قلب الملف, وأتوقع أنه سيعمل تغيير أوراق السعودية في اليمن, فالواضح أن حلفاءها السابقين فشلوا في إضعاف الحوثيين, واستمرار الرهان عليهم أمر مصيره الفشل".
وقال المصدر إن هناك مقترحاً دبلوماسياً غربيا سيطلب من السعودية اقتراح أسماء ضباط يمنيين تريد تعيينهم في مواقع عسكرية, تعويض عما تعتقد أنه إضعاف سيلحق بحلفائها في صنعاء, على رأسهم علي محسن الأحمر, وأولاد الشيخ عبدالله, ولم يوضح المصدر طبيعة الوساطة ومن يقوم بها.
واضاف المصدر: "جرى, الخميس الماضي, طرح هذا المقترح بشكل سري, ومحدد جدا, وهو مقترح قدمه سفير إحدى الدول الكبرى, والهدف منه تقديم للسعودية بدائل تغنيها عن علي محسن, وحلفائها التقليديين.
وتقول المعلومات إن السفير صاحب المقترح, ودبلوماسي آخر, توصلا الى هذا المقترح كحل لامتصاص السعوديين, وسيطرحونه عليهم باعتباره مقترحاً طرح منهما".
وأوضح المصدر أن المقترح سيعرض على السعودية باعتباره حلا دبلوماسيا غربيا لا علاقة للرئيس هادي به, دون أن يوضح المصدر ما إذا كان قد تم بالفعل إبلاغ السعوديين بالمقترح, وردهم عليه.
وأضاف المصدر: "هذا كان الخميس, وفي السياسة تحدث تطورات وأحداث تلغي اتفاقات ومقترحات ومبادرات, وحتى الآن ليس لدى معلومات بشأن تطور هذا المقترح".
وفيما كثفت اللجنة العسكرية, ولجنة إعادة هيكلة الجيش, من اجتماعاتها, الأيام الماضية, بحضور الخبراء العسكريين الأمريكيين والأردنيين؛ توقع المصدر العسكري صدور بقية القرارات العسكرية خلال هذا الأسبوع.
وقال المصدر: "نحن في انتظار الساعات القادمة, إذا حضر أعضاء مجلس الأمن, الأحد, إلى صنعاء فموقف الرئيس هادي سيكون قويا, فهذا يعني أن السعودية فشلت في إلغاء هذا اللقاء, وأن المجتمع الدولي يدعم هادي, وعندما سيتم إصدار بقية القرارات العسكرية وسيتم تنفيذها برعاية ودعم من أمريكا والمجتمع الدولي".
وتابع المصدر: "إذا لم يحضر موفدو مجلس الأمن إلى صنعاء فوقف هادي سيكون صعبا جدا, فهذا يعني أن السعودية تمكنت من التأثير على الموقف الأمريكي والدولي".
واستدرك المصدر: "أتوقع أن الرئيس هادي سينجح؛ لأني أعتقد أن المتغيرات تسير في صالحه".
وكانت معلومات متطابقة أكدت ل "الشارع", في وقت سابق, أن قطر, وعددا من رجال الأسرة الحاكمة في السعودية, يؤيدون بقاء علي محسن, ويضغطون على عدم استبعاده.
وفيما كان مصدر عسكري رفيع أوضح للصحيفة أن الملك عبدالله بن عبد العزيز يدعم الرئيس هادي وقراراته, مقابل مساندة سعود الفيصل, ووزير الخارجية, ومحمد بن نايف, ووزير الداخلية, وآخرين, لعلي محسن؛ قال مصدر سياسي آخر للصحيفة, مساء أمس, إن الإمارات وعمان والبحرين تدعم الرئيس هادي, فيما الكويت متحفظة, وقطر والسعودية مع تغيير علي محسن.
واكد المصدر موقف الملك عبدالله المساند للرئيس هادي, غير أنه قال: "الملك عبدالله مريض, وسعود الفيصل, ومحمد بن نايف مع بقاء علي محسن, تلبية لمطالب وجهها لهم أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر, كنوع من احترام للتحالف القديم".
وأضاف المصدر: "السعوديون مهتمون بعلي محسن ليس لشخصه, بل استجابة لمطالب أولاد الشيخ عبدالله, الذين يتمسكون بعلي محسن تمسك الغارق في البحر, فهم يدركون أن تقليص نفوذ علي محسن يعني تقليص نفوذهم".
وهناك تخوفات لدى اللجنة العسكرية من عدم رفع أولاد الشيخ عبدالله مسلحيهم من منطقة "الحصبة" وهو الأمر الذي سيضاعف مخاطر وصول موفدي مجلس الأمن إلى صنعاء.
وقال مصدر عسكري ل "الشارع" إن اللجنة العسكرية طلبت, منتصف الأسبوع الماضي, رفع بقية مسلحيهم من شوارع وأحياء "الحصبة" غير أن أولاد الأحمر لم يستجيبوا لطلب اللجنة.
وأوضح المصدر أن جمال بن عمر سيبلغ, اليوم, مجلس الأمن ما إذا كان قدومهم لصنعاء آمناً أم لا. وأبدى المصدر تخوفه من حدوث تطورات بهدف وصول موفدي مجلس الأمن.
وكان مصدر عسكري رفيع آخر أكد ل "الشارع", الأسبوع الماضي, أن علي محسن يصر على عدد من الشروط العسكرية طرحها على الرئيس هادي وطلب الموافقة عليها مقابل موافقته على القرارات العسكرية الخاصة بإعادة هيكلة الجيش التي قضت بالفاء الحرس الجمهوري, والفرقة الأولى مدرع, وتقسيم المنطقة الشمالية الغربية إلى منطقتين عسكريتين.
وأوضح المصدر, الذي طلب عد ذكر اسمه, أن علي محسن يصر على تعيين هاشم الأحمر في قيادة اللواء 314مدرع, حماية رئاسية؛ "تقديراً لدوره خلال الثورة" غير أن وزير الدفاع يرفض ذلك بشدة.
كما يصر اللواء الأحمر, طبقاً للمصدر, على شرط تعيينه قائداً للمنطقة الغربية والمركزية.
وأكد المصدر أن محسن يرفض تعيين أحمد علي عبدالله صالح في قيادة المنطقة العسكرية المركزية, واقترح تعيينه في قيادة المنطقة العسكرية المختصة بحضرموت الوادي.
وكان مصدر عسكري سابق قال للصحيفة, الأسبوع قبل الماضي, إن علي محسن اشترط أن يتم نقل الفرقة الأولى مدرع إلى معسكر ضلاع, مقر اللواء الأول جبلي حرس جمهوري, على أن تسمى باسم جديد, وتتبع المنطقة الشمالية التي سيتعين هو قائداً لها.
وأضاف: "علي محسن يشترط أن يتم نقل الفرقة دون أن يشعر الرأي العام أن اللواء الجديد في ضلاع هو ذاته قوات الفرقة الأولى مدرع, على أن يسلم المقر الحالي للفرقة بحفل رسمي يعلن فيه هو أنه يقدمه للشعب اليمني لبناء فيه حديقة عامة تسمى حديقة شهداء ثورة التغيير".
على صعيد متصل, قال ل"الشارع" الشيخ سلطان البركاني, الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والعلاقات الخارجية في المؤتمر الشعبي العام, إن جمال بن عمر, المبعوث الأممي إلى اليمن.
أكد أن "المجتمع الدولي يدين تمرد اللواء علي محسن على قرارات رئيس الجمهورية الخاصة بهيكلة الجيش", والتي مازال الأحمر يرفض تنفيذها منذ صدورها في 19ديسمبر الماضي.
وأوضح البركاني, في اتصال تلفوني أجرته معه "الشارع" مساء أمس, أن بن عمر قال, ي اللقاء الذي عقده معه, ظهر أمس, بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الشباب في المؤتمر, عارف الزوكا, وأحمد الكحلاني عضو اللجنة العامة رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمؤتمر, أن "المجتمع الدولي أخذ بجدية إعلان علي محسن تأييده لقرارات الرئيس هادي في يوم صدورها, وأنه لا مجال اليوم للتراجع عن ذلك".
وأفاد البركاني بأن بن عمر قال أنه سيلتقي, اليوم السبت, اللواء علي محسن الأحمر في "جلسة خاصة مطولة", مشيراً إلى أنه لم يلتقه منذ وصوله اليمن.
وأفاد المبعوث الأممي, طبقاً للبركاني, والدكتور ياسين سعيد نعمان, أمين عام الحزب الاشتراكي, إضافة غالى حميد الأحمر.
ولم يوضح البركاني طبيعة تلك اللقاءات, أو ما دار فيها؛ غير أنها تمت ضمن الجهود الدولية الساعية إلى تنفيذ قرارات الرئيس هادي الخاصة بهيكلة الجيش.
وذكر البركاني أنه, والزوكا والكحلاني, ناقشوا مع بن عمر"التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر الحوار الوطني والتداعيات على ساحة الوطنية, وفي مقدمتها عدم تنفيذ قرارات رئيس الجمهورية فيما يخص إعادة هيكلة القوات المسلحة وتمرد علي محسن على تلك القرارات, وكذا قرارات اللجنة العسكرية فيما يتعلق بإزالة المظاهر المسلحة وأسباب التوترات الأمنية".
وأضاف: "بحثنا في اللقاء أداء حكومة الوفاق وعدم اعتمادها لبرنامج الإنعاش الاقتصادي كما نصت عليه الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وعدم تطبيقها للقوانين النافذة ومبدأ الشفافية والحكم الرشيد وما تمارسه من أعمال خارج القانون وفي مقدمتها التعيينات التي لا تتفق مع معايير الوظيفة العامة وقانون الخدمة المدنية, وما يمارسه بعض وزراء المشترك في حكومة الوفاق الوطني من إقصاءات لكوادر المؤتمر الشعبي العام لاعتبارات سياسية وبشكل مخالف لقانون الوظيفة".
وذكر أن اللقاء "تطرق إلى تزايد عمليات تهريب الأسلحة من الخارج إلى اليمن, والتداعيات السلبية لها على مسار العملية السلمية والترتيبات لمؤتمر الحوار الوطني, إضافة إلى مناقشة ترتيبات زيادة أعضاء مجلس الأمن إلى اليمن خلال اليومين القادمين, وتقييم مدى تنفيذ مختلف الأطراف لبنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية".
والخميس؛ أكدت صحيفة "26سبتمبر", الناطقة باسم الجيش, أن "وفد من الأممالمتحدة, يضم رئيس وأعضاء في مجلس الأمن الدولي, سيصل العاصمة صنعاء الأحد المقبل في زيارة لليمن تستغرق يوما واحدا", أعلن, أمس, الجمعة, وزير الخارجية, أبو بكر القربي, أن العاصمة صنعاء "ستشهد خلال ال 48ساعة القادمة حراكا ونشاطا دبلوماسيا دوليا لدعم تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية".
ونقلت صحيفة وزارة الدفاع عن مصادر مطلعة قولها إن "الوفد سيرأسه السفير المندوب الدائم لبريطانيا مارك ليال, الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي, بالاشتراك مع السفير المندوب الدائم للمملكة المغربية محمد لوليشكي, ممثلا عن المجموعة العربية".
وأوضحت الصحيفة أن "الوفد الأممي سيجرى محادثات مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي, إضافة إلى عقده لقاءات مع رئيس وأعضاء حكومة الوفاق الوطني وأعضاء اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني واللجنة العسكرية والأمنية العليا في اليمن وسفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية".
وذكرت المعلومات أن "زيارة وفد مجلس الأمن الدولي إلى صنعاء تأتي في إطار المساعي الاممية لدعم جهود الرئيس هادي في تنفيذ خطوات اتفاقية نقل السلطة, والدفع قدما بالسير نحو عقد مؤتمر الحوار الوطني".
من جانبه, دعا القربي, في بيان أصدره أمس الأول "كافة الأطراف والأطياف اليمنية لدفع العملية السياسية في اليمن, التي مازالت تفتقد الاستقرار للدخول في الحوار الوطني الشامل وتطبيق ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية, حيث يعقد اجتماع لوفد مجلس الأمن الدولي في صنعاء الأحد المقبل مع قيادات يمنية".
وقال إن "اجتماعات وفد مجلس الأمن الدولي في صنعاء مع قيادات يمنية سيشارك فيها الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي عبداللطيف الزياني, ستعطي دفعة للعملية السياسية في البلاد, التي مازالت تفتقد الاستقرار, حيث قتل 7من مسلحي القاعدة في غارة شنتها طائرة أمريكية بلا طيار شرقي العاصمة صنعاء".
واعتبر القربي أن زيارة الوفد ستسهم "في إعطاء دفعة معنوية وسياسية لمسار العملية السياسية في البلاد, وستعزز الدعم الدولي القوى للمضي في تطبيق استحقاقات الفترة الثانية من المرحلة الانتقالية, وتطبيق ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية".
وأكد أن "ثمة اهتمام وحرص من قبل المجتمع الدولي ومجلس الأمن على متابع العملية السياسة القائمة في اليمن ودعم مساعي الرئيس هادي الهادفة إلى استكمال تطبيق بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية".