من حق الرئيس عبد ربه منصور هادي أن يفخر بمواطنيه الذين انتقلوا إلى صناديق التصويت له عبر متارس المتحاربين، عندما رأى الشعب فيه المرشح الوحيد، والحل الأكيد. . هذا يعني أن الرئيس هادي يثق بأن الشعب اليمني شب عن الطوق وصار عند مستوى القدرة على الاختيار الصائب، وتحقيق انتقال سلمي ديمقراطي في الإطار الزمني الذي حددته المبادرة الخليجية. . والمؤكد أن شلة النفاق تتفانى في إقناع الرئيس هادي بضرورة تمديد الفترة الانتقالية ..ليس من خلال الإبقاء على المؤسسات العاجزة والمعطلة كما هو حال مجلس النواب، وإنما بتحويل مجاميع 565 إلى جمعية تأسيسية بديلة عن مجلس النواب ..مع أنهم لا يمثلون الشعب وإنما يمثلون مراكز النفوذ الحزبي والجهوي ..وهو تمثيل أبسط من أن يعبر عن إرادة الجماهير التي ضاقت ذرعاً بفترة انتقالية سيئة السمعة.. . وبعيداً عن الأسماء التي يفترض أن تصل إلى سدة القيادة والريادة والتشريع والرقابة.. بعيداً عن الترشيحات الاستباقية- الصادقة منها والمنافقة- فإن الشرعية المطلوبة لمجلس النواب ورئيس الجمهورية للفترة القادمة يجب أن يمنحها الشعب بانتخابات ديمقراطية وليس بكولسة موفنبيك وما وراء جماعاته من تليفونات ومقايل وثنائيات التلويح بسيف المعز وذهبه ومناصبه. . وما يجب أن يكون معلوماً عند الرئيس هادي هو أن هؤلاء الذين يزينون فكرة التمديد لمؤسسات عجزت عن حماية أنبوب نفط أو برج كهرباء أو تأمين حياة عضو في البرلمان من الاغتيال.. فضلاً عن حالة الانهيار الشامل في كل تفاصيل الحياة، إنما يريدون التمديد لأنفسهم ..تمديد لمراكز نفوذ أخطأتها فكرة التغيير، وأحزاب هشة فقدت قدرتها على التأثير فانفصلت عن قواعدها ولم تجد سوى إعادة قراءة دفاترها القديمة ..وكأنها التاجر الهندي المفلس.. . لقد كانت الفترة الانتقالية كابوساً ألقى بثقله وكآبته في شتى مناحي حياة الناس، فما الذي يغري على التمديد للعجز والفشل والفساد، بعد أن استيقظ الجميع من حلم الثورة مذعورين؟ . وأما وهؤلاء الذين تجمعهم رغبة المتعوس وخايب الرجاء في التمديد للفشل فليس أقل من سؤالهم: ما الذي يخيف من إتاحة الفرصة لتنافس المتنافسين على شرعية محترمة يمنحها الشعب لمن يريد؟ . وإذا كانت بعض القوى السياسية تهرب من الانتخابات بحجة أن النظام السابق ينتهج التزوير في الكشوفات وعلى الصناديق، فأرونا- وقد وصلتم إلى مفاصل السلطة- قدرتكم على الالتزام بالإطار الزمني للحوار والفترة الانتقالية.. وقدموا للشعب انتخابات نزيهة.. . أنتم السلطة، فلماذا كل هذا الخوف من الانتخابات؟!!