دخلت التهدئة في قطاع غزة، أمس الأربعاء، يومها الثاني بينما يستعد وفدان إسرائيلي وفلسطيني لإجراء محادثات مهمة في القاهرة، في محاولة لتمديد التهدئة المعلنة لمدة 72 ساعة، التي دخلت حيز التنفيذ الثلاثاء. وبدأ العمل بالتهدئة في اليوم التاسع والعشرين لبدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي أسفر منذ 8 يوليو عن استشهاد 1875 فلسطينيا على الأقل معظمهم من المدنيين، بينما قتل من الجانب الإسرائيلي 64 جنديا وثلاثة مدنيين بينهم إسرائيليان. وفي اليوم الأول من التهدئة بغزة، خرج عدد من الأطفال إلى الشوارع للعب فيما أعادت بعض المتاجر فتح أبوابها للمرة الأولى منذ أيام. وعقدت الحكومة الأمنية الإسرائيلية اجتماعا لبحث وقف إطلاق نار أطول، لكنها لم تصدر أي بيان مع انتهاء الاجتماع. وأكد مسؤولون من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إرسال فرق صغيرة إلى القاهرة، مشيرين إلى أن المطالب متعارضة وتوحي بمعركة دبلوماسية صعبة في المفاوضات، حسب ما ذكرت وكالة فرانس برس. ويصر الفلسطينيون على أن ترفع إسرائيل حصارها المستمر على القطاع منذ 8 سنوات وأن تفتح المعابر الحدودية، بينما تريد إسرائيل نزع السلاح بالكامل في غزة. ونقل مسؤولون مصريون في القاهرة المطالب الإسرائيلية إلى المفاوضين الفلسطينيين أمس الأربعاء، في إطار المحادثات التي تهدف إلى إحلال هدنة دائمة في غزة، بعد انتهاء التهدئة لمدة 72 ساعة المطبقة منذ الثلاثاء. لكن يبدو أن مطالب الجانبين تتعارض تماماً، إذ إن إسرائيل تطالب بأن تسلم حماس والمجموعات المسلحة الأخرى أسلحتها. وقبل بدء المفاوضات غير المباشرة بين وفدي إسرائيل والفصائل الفلسطينية بوساطة مصرية، أكدت حماس مساء الثلاثاء من القاهرة رفضها مجرد الاستماع لطرح "نزع سلاح المقاومة" الذي تطالب به إسرائيل كشرط لتهدئة دائمة في القطاع. وقال القيادي البارز في حماس عزت الرشق: "نحن كوفد لا نقبل أن نستمع إلى أي طرح فى هذا الخصوص، ومن يظن أنه انتصر في المعركة حتى يطلب هذا الطلب هو مخطئ، فالشعب الفلسطيني ومقاومته وصموده هم المنتصرون". ومن المرتقب أن تشارك الولاياتالمتحدة في المحادثات أيضا، إذ قالت نائبة المتحدث باسم الخارجية جين بساكي: "نحن نحدد مستوى هذه المشاركة وموعدها". وعما إذا كانت واشنطن تؤيد المطلب الفلسطيني برفع الحصار عن غزة، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه على إسرائيل بدورها أن تقدم تنازلات، معتبرا أن الحل يقوم على "دولتين، مع حفظ أمن إسرائيل وضمانات لحياة أفضل ولحريات أكبر للفلسطينيين".