مالكم كيف تحكمون..؟ ألم تعلّموننا بأننا ما نزال في الربيع وأنه إذا خرج الشارع أو بعضه على الحكومة فإن عليها أن تستدعي عصاة المسافر؟ ما هذا التناقض؟! حكومة بهذا السوء وما يزال في اليمن من يمدها بالمزيد من صمغ الأمير لزوم الالتصاق بكراسي مجلس الوزراء.. شيء محير أن تجتمع على فشلها الأحزاب والمكونات والبرلمان ودواوين القات ..ومع ذلك لا هي أقيلت بتهمة الترهل والفساد والفشل العام ولا هي استقالت رحمة بالعباد وفزعة مع قائد البلاد.. أجزم بالاعتقاد بأن التاريخ سيسجل في صفحاته أن أسوأ حكومة في تاريخ اليمن قد جرى الإبقاء عليها حتى صارت فاتورة بقائها باهضة فادحة . كم يود الناس الذين انتخبوا الرئيس هادي والذين لم ينتخبوه لو أنهم يعبرون عن انزعاجهم من أداء هذه الحكومة وفشلها فتلتقط الإشارة وتستقيل أو يستخدم صلاحياته ويصدر من القرارات ما ينتزع التصفيق . غير بعيد عن الذهن أن ثمة صراعا سياسيا ملفوفاً بالمكايدة والعناد، ولكن.. من قال بأن على الحكومة أن تبقى على القلوب ما لم يكن ذلك ضمن صفقة سياسية بين المتصارعين. كم يتمنى المراقب لو أن الرئيس هادي استبق الجميع وسحب البساط والأعذار من تحت أقدام من يقال بأنهم فقط يركبون الموجة فيقوم بأمرين: تغيير حكومة المحاصصة الفاشلة البائسة بحكومة كفاءات من المستقلين وإلغاء الجرعة القاتلة، فإذا كان بقاء الجرعة ضروريا يتم تعويض الشعب بمحاكمة الذين أوصلوا الأمور إلى هذا الشاهق الداهق . في الدنيا كلها يقال الوزير أو يستقيل بسبب انقلاب قطار أو غرق عبّارة بمواطنين فيما لا نزال نرفع شعار "يعاني الشعب وتبقى الحكومة" مع أن أي سلطة في العالم ليست غير مجاميع من الموظفين يخدمون الشعب مقابل ما يستلمونه من ضرائبه وعائداته القومية . الناس يسألون أيضاً: لماذا تأتي مواقف الدولة متأخرة وبعد إراقة الدماء؟ أليس في ألف باء الحكمة مواجهة أي خطر قبل وقوعه؟ ثم ألم يكن الأحرى استبدال مواجهات الشارع بقرارات ترفع المعاناة والأوجاع وتحاسب الفاشل والفاسد والمترهل..؟ فعلا ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار.