قال نائب رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي الدكتور صالح يحيى سعيد ل"اليمن اليوم" إن التصعيد في الشارع الجنوبي لن يتوقف حتى الانفصال. وأضاف إن لديهم برنامجاً متكاملاً ومعداً بإتقان وبما يتوافق مع كل مرحلة من مراحل التصعيد التي من بينها إغلاق الحدود مع الشمال نهائياً، موجهاً إنذاراً لأبناء الشمال في الجيش والأمن سرعة مغادرة الجنوب بسلاحهم الشخصي فقط. وقال الدكتور صالح يحيى سعيد وهو أبرز قيادات تيار البيض في الحراك إن لديهم فكرة للاحتفاظ بكامل آليات الألوية العسكرية الموجودة في الجنوب وعدم السماح بخروجها عدا الأفراد من أبناء الشمال بسلاحهم الشخصي (آلي ومسدس). وعن أبناء المحافظات الشمالية المدنيين والتجار قال إن هناك نوعين، الأول الموجودون من قبل الوحدة وهؤلاء سيتم التعامل معهم كجنوبيين، الثاني ما بعد الوحدة وسيتم التعامل معهم وفقاً للقوانين والأنظمة الجديدة لدولة الجنوبي المستقلة. ميدانياً شهدت عدن ومدن عدة في المحافظات الجنوبية أمس، تظاهرات لأنصار الحراك الجنوبي إحياء للذكرى السابعة والأربعين للاستقلال، وتخللتها أعمال شغب أسفرت عن إصابة 11 من أنصار الحراك قيل أنهم حاولوا اقتحام مبنى المحافظة. وبددت المسيرات، التي انتهت بهتافات متناقضة لأنصار الحراك بين الداعين للانفصال وآخرين مطالبين بدولة فيدرالية من إقليمين شمال وجنوب، مخاوف سابقة من أعمال عنف كان الشارع الجنوبي يترقبها خصوصاً بعد تلويح قادة في الحراك الجنوبي بطرد أبناء المحافظات الشمالية وإعلان الانفصال أو ما يسمونه "فك الارتباط". ففي عدن احتشد الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي في ساحة العروض بخور مكسر حيث يعتصم المئات من أنصارهم منذ منتصف أكتوبر الماضي، ومكونات أخرى بينها فروع حزب الإصلاح في المحافظات الجنوبية للمطالبة بالانفصال. كما شهدت المدينة في الصباح والظهر حالة من الشلل التام في ظل انتشار مسلحين مجهولين يجوبون الشوارع سبق وأن هددوا مالكي محلات تجارية وشركات باقتحامها . كما انتشر المئات من الجنود في شوارع وأحياء المدينة في محاولة لمنع أية اقتحامات للمؤسسات الحكومية، وفي ساعات المساء الأولى انطلقت مسيرة من ساحة العروض إلى أمام مبنى المحافظة ما أدى إلى تصادم مع رجال الأمن أسفر عن إصابة 11 من أنصار الحراك. وبرزت شعارات في الساحة بعضها تؤيد مطالب تيار المجلس الأعلى للحراك السلمي للتحرر واستعادة دولة الجنوب الذي يترأسه حاليا القيادي في الحراك، حسن باعوم، ويضم في تشكيلته مجلس الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، فيما غمرت الساحة شعارات مؤيدة لدعوات حزب الرابطة والحزب الاشتراكي اليمني ومؤتمر شعب الجنوب "محمد علي أحمد" وتيارات أخرى تطالب بدولة فيدرالية من إقليمين. وفي شبوة والمهرة وسقطرى أيضاً جاب العشرات من أنصار الحراك الجنوبي، تيار الانفصال، عددا من شوارع المدن سالفة الذكر وسط دعوات للتصعيد بإغلاق الحدود وطرد "الشماليين" فيما جاب آخرون، تيار الفيدرالية، شوارع حضرموت تأييداً لأطروحات سابقة باستعادة دولة فيدرالية كاملة السيادة. وفي محافظاتلحج والضالع وأبين، ذكرت مصادر محلية أن مسلحين نصبوا نقاط تفتيش جديدة تمهيدا لإغلاق الحدود الشطرية. وأشارت المصادر إلى أن المسلحين نصبوا تلك النقاط بصورة ارتجالية لكنهم لم يقدموا على اعتراض أية شاحنات ولم تؤثر تلك النقاط، وفقا للمصادر، على حركة التنقل بين المحافظات الشمالية والمحافظات الجنوبية. وأبرز النقاط التي استحدثها مسلحون، أمس، في منطقة السناح، محافظة الضالع، ومنطقة كرش لحج. من جهته، أعلن الحزب الاشتراكي مجدداً تأييده لمطلب "فك الارتباط". ونقل موقع "الأمناء" المقرب من الحراك الجنوبي عن أمين عام الحزب الاشتراكي، ياسين نعمان قوله إن الحزب يؤيد كافة المطالب الجنوبية لكنه اشترط ضرورة توحيد الرؤى وقوى الحراك في مشروع واحد دون إقصاء. ويتواجد نعمان حالياً في عدن ضمن قيادات حزبية توافدت على عدن للمشاركة في ذكرى الاستقلال. وكان الاشتراكي قد أعلن الأسبوع الماضي تمسكه بدولة اتحادية من إقليمين شمالي وجنوبي مخالفاً بذلك مخرجات الحوار. من جانبه كشف القيادي في الحراك الجنوبي، تيار الفيدرالية، صالح بن فريد العولقي، عن اشتراط قادة دول خليجية، لم يسمِها، بمعرفة هوية القادة الجدد للحراك الجنوبي مقابل دعم عملية الانفصال. ونقلت قناة الجزيرة القطرية الناطقة بالانجليزية عن العولقي قوله "قد تراجع دول الخليج موقفها بشأن استقلال الجنوب لكنها لن تدعم الحراك بشكل كامل ما لم يكُن لديهم رؤية واضحة منها حول قادة الحراك. والعولقي هو أمين عام حزب الرابطة الذي قلل رئيسه، عبد الرحمن الجفري، قبيل سفره إلى السعودية من أهمية دعوات الانفصال ووصفها ب"الضحك على الشعب الجنوبي". وكان نجل أول رئيس جنوبي نجيب قحطان الشعبي اتهم في تصريح سابق الرئيس عبدربه منصور هادي بالوقوف وراء التصعيد الأخير للحراك.