أطلق الأزهر الشريف نداء استغاثة لإنقاذ آثار تدمر من خطر داعش، وأكد أن الدفاع عن آثار تدمر هي معركة الإنسانية، لكنه نسي أو تناسى ما يتعرض له أطفال ونساء اليمن وشيوخها من قتل على يد دولة عربية إسلامية جارة تنفذ أبشع الجرائم في حق اليمنيين، وتحاصرهم وتستخدم مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً في عدوانها الهمجي على اليمن. ورغم أني لست مع داعش ولا مع ما تقوم به من تدمير لآثار العرب والمسلمين، وكتبت أكثر من مرة عن خطر هذا التنظيم الإرهابي الذي وللأسف نشأ بدعم وتمويل دول عربية إسلامية ومازالت بعض هذه الدول تدعمه لتنفيذ أجنداتها في عدد من الدول كسوريا والعراقواليمن وليبيا، لكنني كنت أتمنى أن يطلق الأزهر- كإحدى أهم المؤسسات الإسلامية ومشايخه وعلمائه- صرخة استغاثة ونداء إلى السعودي ونظامها بوقف العدوان على الشعب اليمني وإلزامه بوقف المجازر والمذابح التي يرتكبها يومياً بحق اليمنيين، وكذا فك الحصار الغاشم الذي يفرضه العدوان السعودي والذي بموجبه تم منع الشعب اليمني من الحصول على الغذاء والدواء وكل مستلزمات الحياة والعيش الكريم. هل يعرف الأزهر وعلماؤه أن اليمن يتعرض لأبشع الجرائم من قبل النظام السعودي، وأن هذا العدوان يدمر البشر والحجر، وأن من واجب الأزهر الذي نقدره ونحترمه أن يقول كلمة الحق ويدعو السعودية لوقف عدوانها على الشعب اليمني هذا العدوان الذي تحرمه كل الشرائع السماوية، فما بالك بالدين الإسلامي الحنيف، وبالطبع هذا الكلام ليس معناه ألَّا يدعو الأزهر إلى إدانة ما يقوم به تنظيم داعش من تدمير لآثار الشعوب كما حصل في العراق وسوريا واليمن وكل الدول التي يتواجد فيها، لكن هناك أولويات تتمثل في منع القتل للإنسان الذي يحصل من داعش وأخواتها، ومن دولة العدوان السعودي على اليمن. لا نريد أن نقول إن مؤسسة الأزهر الشريف أصبحت تابعة لأنظمة الاستبداد ولم يعد لعلماء الأزهر أي دور في قول كلمة الحق في وجه أي سلطان جائر، وما أكثرهم في هذه الأيام، بل الذي نطلبه جميعاً أن يكون الأزهر كما عهدناه صوتاً صادحاً في وجوه الظلمة، إضافة إلى دوره في توضيح رسالة الإسلام الصحيحة للعالم وبيان أن الدين الإسلامي هو دين الرحمة والسماحة والسلام، وليس كما يصوره داعش وكل المتطرفين والذين شوهوا صورة الإسلام أمام العالم. أخيراً، كلمة للأزهر ولكل المؤسسات المماثلة وكل العلماء والمشايخ: أنتم مسئولون عمَّا يحدث في بلدان العالم الإسلامي بصمتكم ودعمكم للأنظمة الظالمة التي تقتل الناس وتبيح الدماء، وهذه رسالة من أبناء اليمن لكم جميعاً، اتقوا الله في دماء اليمنيين التي تزهق من قبل العدوان السعودي، ولتكن لكم كلمة في إيقاف هذا العدوان الظالم، ما لم فإنكم ستتحملون وزر هذه الأنفس التي تزهق دون وجه حق بهذا الصمت المريع منكم.