قوات الجيش والأمن، هي التي تحول دون انزلاق البلاد إلى الهاوية السحيقة التي تراد لها، هي تحمي المواطنين، وهي التي تذود عن الكرامة الوطنية في مواجهة العدوان السعودي، وترسل إليه الصواريخ إلى عقر داره، وهي التي تواجه التنظيمات الإرهابية والحزبية والطائفية التي تقاتل الشعب اليمني على الأرض نيابة عن ضباط وجنود آل سعود الجبناء.. قوات الجيش والأمن- وسندها الشعبي الوطني اللجان الشعبية لحركة أنصار الله- هي التي تقوم بذلك كله في كل مكان من اليمن، وفي وقت واحد، وفي زمن حرب عدوانية خارجية بربرية، أول ما تستهدفه هو قوى الجيش والأمن اليمني، بعد أن ظل طيلة أربع سنوات هدفا للإرهابيين الذين اغتالوا وأصابوا نحو 25 ألف جندي وضابط، وإضافة إلى ذلك نعرض خلال السنوات الأربع الماضية للتفكيك، والمؤامرة الكبيرة المعروفة بالهيكلة. قوى الجيش والأمن اليمني، تقوم بذلك، في بلاد ليس فيه رئيس دولة، ولا حكومة، ولا وزير دفاع، ولا قائد أعلى للجيوش، ولا صالح، ولا عبد ربه، ولا علي محسن، ولا أحمد علي، ولا الصبيحي، ولا، ولا، ولا.. هذا يعني شيئا واحدا، هو أن قوى الجيش والأمن مؤسسة وطنية حقيقية، ولهذا السبب- كما يبدو بالنسبة لنا على الأقل- كان أول ما توصل إليه عبد ربه وبقية عملاء آل سعود في مؤتمر الرياض- منتصف مايو الماضي- هو حل الجيش اليمني، إدراكهم أنه يقوم بمسئولياته الوطنية، في منع الانهيار، ومواجه العدوان الخارجي وركائزه الإرهابية في الداخل، بل ويقوم بمهاجمة العدو الخارجي في عقر داره، ولا غرابة في ذلك، فهو كما قلنا مؤسسة وطنية بنيت على أساس وطني، وضباطه وجنوده هم من أبناء هذا الشعب، ولا يمكن أن يكونوا إلا معه. لقد كان هذا أعداء هذه المؤسسة الوطنية، يهاجمونها ويسردوا الشائعات والأخبار والتقارير الكاذبة عن هذه المؤسسة، فقالوا إن جنودها وضباطها ينتمون إلى مناطق شمالية محدودة العدد، وأن ولاءهم لأشخاص بأعيانهم، وراح المملوك عبد ربه يتحدث من الكويت ثم من الرياض، عن ضرورة هدم الجيش والأمن اليمني وإعادة بنائه على أسس وطنية، ثم قال هو وزمرته في مؤتمر الرياض ينبغي حل الجيش، وتكوين نواة لجيش يمني جديد، فكانت النواة هي الإرهابيين، واليوم يردد إعلام العدو نفس الأكاذيب لأغراض طائفية.. ما يدل على سقوط تلك المزاعم، هو أن عبد ربه لما أراد إظهار شرعيته المزعومة، اتكأ على منطقة عسكرية في حضرموت، وهي تتبع الجيش اليمني، وقائدها شمالي زيدي، ومعظم جنودها وضباطها أيضا.