واصل تحلف العدوان السعودي أمس غاراته الجوية على محافظة تعز مستهدفاً منازل مواطنين بالتزامن مع مواجهات بين عملائه، وفي الوقت الذي ارتفع عدد ضحايا المجزرة السعودية الثانية في مديرية الراهدة إلى 30 شهيداً وجريحاً. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر أمني بأن طيران العدو نفذ صباح أمس غارتين على منطقة الجحملية العليا غرب مدرسة عقبة بن نافع استهدف من خلالهما منزل السيد عبدالباري الجنيد ومنزل المحامي عبدالكريم الروضي، ما أدى إلى تدمير المنزلين بشكل شبه كامل دون سقوط ضحايا لكونهما خاليين من السكان تحسباً للقصف، وتضرر عدد من المنازل المجاورة وإصابة 7 من أهالي الحي بإصابات مختلفة. يأتي هذا فيما ارتفعت حصيلة المجزرة التي ارتكبها الطيران السعودي في منقطة الضلعة بمديرية الراهدة إلى 30 شهيداً وجريحاً جميعهم مدنيون. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر طبي إن 22 مواطناً استشهدوا وأصيب 8 آخرون جراء قصف طيران العدو لمنزل الشيخ محمد حزام، عضو المجلس المحلي عن المؤتمر الشعبي العام بمديرية الراهدة في وقت متأخر من مساء أمس الأول "الأربعاء"، مرجحاً ارتفاع عدد الشهداء نظرا لوجود حالات بليغة بين المصابين الثمانية. وفي ذات السياق، قال ل"اليمن اليوم" الشيخ محمد منصور الشوافي، وكيل محافظة تعز، إن طيران العدو السعودي استهدف بصاروخين منزل الشيخ محمد حزام في منطقة الضلعة وتجمعاً أمام المنزل لنازحين من مناطق أخرى كان يتم توزيع مساعدات غذائية عليهم. وأوضح وكيل تعز أن القصف نتج عنه تدمير منزل الشيخ حزام واستشهاد 19 بينهم 2 من أبناء الشيخ محمد حزام وآخرين من أهالي المنطقة والنازحين وإصابة 9 آخرين، مشيراً إلى أن الشهداء ال19 تم دفنهم صباح أمس في مقبرة المنطقة فيما أُسعف المصابون إلى المستشفى لتلقي العلاج. وشهدت منطقة الراهدة بتاريخ 26 مايو الماضي مجزرة بشعة ارتكبها الطيران المعادي من خلال غارات جوية على منازل مواطنين وسوق شعبي ومسجد ومحطة بنزين، متسبباً باستشهاد نحو 26 مواطناً وإصابة 130 آخرين. وكثف حلف العدوان منذ مطلع الأسبوع قبل الماضي غاراته الجوية على محافظة تعز في محاولة منه لإنقاذ عملائه على الأرض جراء الخسائر المستمرة التي يلاقونها على أيدي قوات الجيش واللجان الشعبية، رغم اعتراف المحللين السعوديين عبر قنوات فضائية تابعة للعدوان والتي كان آخرها قناة "اليمن" المزيفة والتي تبث من الرياض، حيث ظهر عليها أحد المحللين وقال بأن تعز أخذت نصيب الأسد من الغارات الجوية مقارنة بمحافظات أخرى، وتم منحها حتى منتصف الأسبوع الجاري 916 طلعة جوية، مشيراً إلى أنه نظراً لعدد سكان المحافظة الذي يصل إلى نحو 4 ملايين نسمة كان من المفترض أن لا يقل عدد من يطلقون على أنفسهم مصطلح "المقاومة" عن 50 ألف شخص، لكن العدد لم يصل لما كان مرجواً. التطورات الميدانية وعلى صعيد المواجهات الدائرة بين قوات الجيش واللجان وبين مسلحي الإصلاح والقاعدة الموالين للعدوان السعودي تواصلت أمس المواجهات في عدد من المواقع بمدينة تعز وبذات الوتيرة التي تشهدها المنطقة منذ أيام، وخصوصاً في محيط جبل جرة وثعبات والمجلية والزنقل، فيما لقي أحد القيادات الميدانية لحزب الإصلاح ويدعى هائل سعيد اليوسفي مصرعه على أيدي قوات الجيش واللجان خلال مواجهات أمس. وكان اليوسفي قد قاد الهجوم على مقر الأمن السياسي بتعز منتصف أغسطس الماضي وأشرف على عملية ذبح وسحل عدداً من الجنود في الشارع العام. مواجهات بين العملاء إلى ذلك تجددت الاشتباكات المسلحة بين فصائل عملاء العدوان في حي الجمهوري، فيما ساد التوتر محيط مبنى المحافظة. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر أمني إن عناصر من تنظيم القاعدة رفضوا السماح لأي من فصائل العملاء الأخرى بالدخول إلى مبنى المحافظة الذي يتمركز فيه عناصر التنظيم منذ الأسبوع المنصرم، مشيراً إلى أن الخلاف تطور إلى إطلاق النار قبل أن تتدخل بعض الشخصيات لإيقاف إطلاق النار وإلزام أتباع المخلافي بالانسحاب إلى خارج محيط المبنى. وطبقاً للمصدر فقد تزامنت مواجهات مبنى المحافظة مع مواجهات أخرى شهدها حي الجمهوري بين عملاء العدوان بسبب الانشقاقات والاتهامات المتبادلة بخصوص نهب الدعم المالي والسلاح المقدم من التحالف. ومطلع الأسبوع الجاري قتل مسلح من حزب الإصلاح وأصيب آخر فيما أصيب مسلح من جماعة السلفين إثر خلاف بين الجماعتين على إدارة قسم شرطة الجمهوري الذي يعد مقر قيادة السلفيين بمدينة تعز. اقتحام شركة "سابكو" من جهة أخرى، وفيما يتعلق بعمليات السلب والنهب والاقتحامات المسلحة للمنازل والمنشآت الحكومية والخاصة التي تتعرض لها الأحياء الواقعة تحت سيطرة عملاء العدوان من مسلحي حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة بمدينة تعز، أفاد "اليمن اليوم" مصدر أمني بأن مسلحين من عناصر تنظيم داعش الإرهابي – من فصائل عملاء العدوان- اقتحموا مقر إحدى شركات الأدوية ونهبوا كامل محتوياتها. وأوضح المصدر أن مسلحين يجاهرون بانتمائهم لداعش ويلبسون الزي الرسمي للتنظيم الإرهابي في تعز، اقتحموا شركة "سابكو" للأدوية والمستلزمات الطبية في حي الاجينات شارع الأدوية وقاموا بتفجر بوابة المبنى ونهب مخازن الأدوية وكافة محتويات الشركة ثم غادروا على متن سيارات دون أن يعترض أحد طريقهم. وأرجع المصدر عملية النهب لشركة سابكو إلى أنها وكالة لشركة إيرانية، لافتاً إلى أن تنظيم داعش الإرهابي كان قد وزع تعميماً موقعاً من قائد التنظيم بتعز المدعو "أبو العباس" يحظر على شركات الأدوية البيع في المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش واللجان والسماح ببيعها فقط في المناطق التي يسيطر عليها عملاء العدوان.