اعترف القيادي فيما تسمى ب"المقاومة الجنوبية"، حسين الطفي، أمس، بتصفية قيادي آخر في عدن، الجمعة، في وقت تناقل فيه ناشطون جنوبيون وجود تنافس محموم بين قادة الفصائل المسلحة في منح تصاريح دخول إلى مدينة عدن خصوصا لأبناء المحافظات الشمالية، بمبالغ مالية بينما واصلت الجماعات المتطرفة تطهيرها "العرقي" في المدينة"، وتقاسمها للممتلكات العامة. وقال الطفي في منشور على صفحته بالفيسبوك إنه نفذ العملية انتقاما لوالدته، مشيرا إلى أن دوافع القتل هذه تعود إلى أشهر حيث اقتحم شاب منزلهم في يافع لسرقته وأن والدته تصدت للص مما تسبب بمقتلها. وأشار الطفي إلى أن الجاني اعتقل وأودع سجن صبر في لحج لكنه تمكن من الفرار. وكانت مواقع تابعة للحراك في عدن تداولت، أمس، خبر اغتيال القيادي فيما تسمى ب"المقاومة" (محسن صالح الطفي) في شارع السجن بعدن. كما سبق وأن شهدت عدن، خلال الفترة القليلة الماضية، عمليات اغتيالات وتصفية بين فصائل عملاء الاحتلال خصوصا في المنصورة. وفي سياق صراع الفصائل المسلحة، ذات التوجهات السياسية والدينية المتضاربة، تداول ناشطون جنوبيون صورا لسندات تمنح للراغبين في العودة إلى منازلهم خصوصا من أبناء المحافظات الشمالية، مقابل مبالغ مالية تصل إلى أكثر من 20 ألف ريال، لكنها لا تشمل التأمين من القتل ونهب الممتلكات. وأشعلت تلك العمليات مواجهات سابقة كادت تتسبب بمواجهات في أعقاب مقتل أحد أبناء الصبيحة إثر محاولته إدخال مواطنين من تعز بالقوة، أعقبها توافد العشرات من أبناء الصبيحة إلى دار سعد للمطالبة بالقتلة وتم إنهاء القضية بالتحكيم القبلي بين يافع والصبيحة. وعلى مستوى المديريات في المدينة أفاد مواطنون ل"اليمن اليوم" باشتراط قائد كل فصيل على العائدين دفع مبالغ مالية مقابل العودة إلى منازلهم في نطاق سيطرة ذلك الفصيل، وأنه في حال رفض العائد دفع مبالغ مالية مقابل حمايته فإن مصيره القتل كما حصل لصاحب مخبز في كريتر يدعى كامل الشرعبي، الجمعة. صراع الفصائل المسلحة امتد ليشمل أيضا البسط والاستحواذ على المرافق العامة والخاصة أبرزها، وفقا لمصادر إعلامية، ميناء عدن ومطار عدن الدولي إضافة إلى مصنع الطلاء حيث تقاسم أصوله وتجهيزاته فصيلان مسلحان مما تسمى "المقاومة" بعد معارك استمرت ليومين. كما تقاسم آخرون فلل الأوقاف في منطقة العقبة، وتقاسم المؤسسة الاقتصادية إلى شقق سكنية، أصول شركة أحواض السفن، إلى جانب تقاسم تلك الفصائل لمنهوبات من سنترال الاتصالات في المعلا، بضائع وحاويات التجار في ميناء المعلا، المجمع القضائي، شركة جلب ومخازن الشركة، مقبرة المعلا واستحداث مبانٍ فيها وغيرها من أراضي وعقارات الدولة. غير أن تلك العمليات لم تقتصر فقط على دوافع مناطقية أو للفيد بقدر ما باتت تتسبب بأعمال تطهير عرقي في مناطق سيطرة الجماعات المتطرفة ك"داعش" والقاعدة. ففي مديرية كريتر شن مسلحون يعتقد انتماؤهم لتنظيم "داعش" أمس، هجوما على جامع الزاوية في المدينة القديمة وتسببوا بإغلاقه. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين يستقلون دراجتين أطلقوا الرصاص من أسلحة آلية على الجامع التابع للصوفيين، مشيرة إلى إحداث حالة من الرعب في أوساط المصلين. وأجبر الهجوم أتباع الطريقة الصوفية على إغلاق الجامع كثاني جامع في عدن يتبع أبناء الطائفة تغلقه الجماعات المتشددة في عدن إذ سبق هذا الهجوم اقتحام لجامع الزاوية الأحمدية في الشيخ عثمان واعتقال عدد من أتباع الصوفية حيث لا يزال مصيرهم مجهولا. والصوفيون ليسوا الجماعة الوحيدة التي تتعرض للتنكيل في عدن، إذ لا يزال مصير (3) تجار من أبناء الطائفة الإسماعيلية "البهرة" مجهولا منذ اختطافهم من قبل عناصر يعتقد ارتباطها بتنظيمي "داعش" والقاعدة قبل نحو شهر. يضاف إلى ذلك كنائس قديمة ومعابد وحتى فنادق تعرضت خلال الفترة الماضية للاقتحام والنهب ومن ثم إشعال النيران فيها.