عقدت لجنة الأسرى والمعتقلين والموضوعين تحت الإقامة الجبرية، والمشكلة ضمن لجان مشاورات الكويت، جلسة مشتركة بحضور مندوب الأممالمتحدة أمس بقصر بيان بدولة الكويت. وفي الجلسة انتقد الوفد الوطني، المكون من وفدي المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله، بشدة ما يتعرض له الأسرى من تعذيب وممارسات لا إنسانية، خاصة في محافظتي مأرب والضالع،كما احتج الوفد الوطني على المماطلة المتعمدة من قبل وفد الرياض، وعدم التزامهم بأي خطوة تم الاتفاق عليها مسبقاً. وحرصا منه على التقدم في الملف الإنساني، قدم الوفد الوطني مقترحا جديدا، تضمن تشكيل لجنة من الطرفين ومن الأممالمتحدة، لزيارة سجون ومعتقلات الطرفين، والاطمئنان على حالة الأسرى والمعتقلين، إلا أن وفد الرياض تردد في الموافقة على المقترح، وطلب مشاورة الرياض حتى اليوم. وعُقدت مساء أمس جلسة مشاورات رئاسية مشتركة بين الوفد الوطني ووفد الرياض، برئاسة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وذلك في قصر بيان بدولة الكويت. وقال موفدنا إلى الكويت إن الجلسة واصلت مناقشة آليات تشكيل اللجنة العسكرية والأمنية، وأسس وطريقة اختيار أعضائها وآليات عملها، دون التطرق إلى "خارطة طريق" أممية سربت وسائل إعلام العدوان معلومات عنها، تتضمن 3 محاور أساسية تلبي في معظمها مطالب العدوان الرافض تشكيل سلطة تنفيذية توافقية قبل تسليم الحوثيين –حسب توصيفهم- أسلحتهم وانسحابهم من المدن. وأضاف موفدنا أن الوفد الوطني جدد تمسكه بسلسلة نقاط في أي تسوية محتملة، وذلك في ضوء بيان الوفد الوطني الذي طرح مبادئ وأسس قبوله لأي حل، مشيراً إلى أن المشاورات ستستمر، كذلك البحث عن حلول ومخارج، ولكن من دون إملاءات ولا ضغوط. ونفى رئيس وفد أنصار الله وناطقها الرسمي، محمد عبدالسلام صحة التسريبات حول خارطة طريق من قبل الأممالمتحدة ستطرح على طرفي التفاوض لا تلبي مطالب الشعب، حسب ما جاء في التسريبات قائلاً: "ولكن نحن ما لدينا من معطيات حول التسريبات أنها غير صحيحة وقد تكون هناك أشياء أخرى، وتواصلنا مع الأطراف الدولية المختلفة أصبح قويا وعميقا". وعن دور الوسيط الأممي إسماعيل ولد الشيخ، قال عبد السلام: "نحن لا نزال نمنح ولد الشيخ الفرصة أن يقدم الأفضل، ولا نريد نحن أن نتحدث وهو يقوم بدور ميسر في بعض الحالات ونحن نعتقد أنه في موقف صعب، لأنه يستمع لوجهات نظر متباينة، ويتعرض لضغوطات دولية، فإذا كان بان كي مون يتعرض لضغوطات فما بالكم بالمبعوث". وأضاف: "قلنا للأمم المتحدة إذا فرضت علينا ورقة سيكون موقفنا بشكل طبيعي أننا نرفضها وسنعود للحوار حتى لو شاءوا من الألف"، متسائلاً: "لماذا لا نستمر بالنقاشات التي تؤدي إلى أن تكون الورقة أفضل مما يمكن أن تُقدم بناءً على التسريبات الإعلامية". وكانت "اليمن اليوم" حصلت على معلومات من مصادر سياسية مطلعة، ونشرتها في عددها الصادر الأربعاء 8 يونيو 2016م، أوضحت أن الخطة الدولية قدمت إلى الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن الخاصة باليمن، واقترح خلالها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ خارطة طريق للانتقال السياسي، وتشكيل لجنة أمنية وعسكرية للإشراف على الانسحاب من المدن وتسليم السلاح. وتتضمن رؤية الوفد الوطني (المؤتمر الشعبي العام، وأنصار الله) خارطة طريق للانتقال السياسي، تبدأ بتشكيل سلطة تنفيذية توافقية على مستوى الرئاسة والحكومة، وتشرف على بقية الإجراءات، وعلى رأسها الانسحاب من المدن وتسليم السلاح. فيما تتطابق رؤية وفد الرياض مع أهداف ما تسمى (عاصفة الحزم)، رافضين تشكيل سلطة قبل تسليم الحوثيين السلاح والانسحاب من المدن. ووفق ما سربته وسائل إعلام العدوان أمس، تتضمن الخارطة الأممية 3 محاور أساسية على النحو التالي: المرحلة الأولى جملة من الإجراءات التمهيدية، وأبرزها إلغاء الإعلان الدستوري وما يسمى اللجنة الثورية للانقلابيين –حسب توصيفهم- وكل ما ترتب عليها من تغييرات في مؤسسات الدولة، فيما تتضمن المرحلة الثانية تشكيل لجنة عسكرية تحت إشراف أممي من قادة عسكريين لم يتورطوا في أعمال قتالية ولم يشاركوا مع المليشيات، ويتم الانسحاب من المنطقة (أ) التي حدد نطاقها الجغرافي بأمانة العاصمة والحزام الأمني لها، بإشراف أممي لضمان عودة الحكومة إلى العاصمة صنعاء خلال شهرين. المرحلة الثانية، تبدأ بالتزامن مع استكمال عملية الانسحاب وتسليم السلاح، يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإصدار قرارات بالعفو العام والمصالحة الوطنية. أما المرحلة الثانية فتتضمن استئناف العملية السياسية وتحديد سلسلة الإجراءات العملية، خلال فترة انتقالية أقصاها عامان. من جهته، قال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، إن مشاورات السلام اليمنية المنعقدة في الكويت "دخلت مرحلة مختلفة" بعد طرح أفكار وآراء ومبادرات تسهم في دفع الجهود المبذولة للتوصل إلى الحل السياسي المنشود في اليمن.