يواصل تنظيم داعش الإرهابي الموالي للعدوان السعودي في محافظتي عدنولحج، عمليات نقل عناصره إلى مدينة تعز –مركز المحافظة- لتعزيز وجوده، وتمدد سيطرته على عدد من الأحياء وسط المدينة، إلى جانب تنظيم القاعدة والفصائل الإرهابية الأخرى، فيما أغلقت معظم أقسام المستشفى الجمهوري بمدينة تعز، أبوابها، أمس، جراء اقتحام مسلحين متشددين موالين للعدوان السعودي، المستشفى والاعتداء على كوادره وطلاب وطالبات كلية الطب بذريعة "الاختلاط".. وعلى الصعيد العسكري، تجددت، أمس، المواجهات بين الجيش واللجان الشعبية وبين مرتزقة العدوان في عدد من الجبهات الواقعة بمحافظة تعز والشريط الحدودي مع محافظة لحج. وأفادت مصادر "اليمن اليوم" بأن 9 أطقم مسلحة 3 منها نوع هايلوكس غمارتين وصلت، ليل أمس الأول، إلى مدينة تعز قادمة من محافظة لحج، عبر طريق طور الباحة-التربة-نجد قسيم، مشيرة إلى أن الأطقم جميعها مطلية بألوان سوداء، ويستقلها مسلحون يرفعون رايات تنظيم داعش الإرهابي. وطبقاً للمصادر فإن مسلحي داعش وصلوا إلى الأحياء القديمة أسفل قلعة القاهرة، حيث سيطرة فصيل منشق عن السلفيين يتبع أبو الصدوق ويسمى كتائب التوحيد. ومطلع يوليو الجاري وصلت إلى مدينة تعز تعزيزات عسكرية عبارة عن 44 طقماً بعضها خاصة بتنظيم القاعدة، قادمة من محافظتي عدنوتعز. وفيما تواصل اللجنة المشتركة الخاصة بنقل جرحى المرتزقة من تعز للعلاج في صنعاء وإب، ترتيباتها، أقدم مسلحون متشددون موالون للعدوان السعودي، أمس، على اقتحام المستشفى الجمهوري، وسط مدينة تعز، والاعتداء على عدد من كوادره ومنع طلاب وطالبات كلية الطب من التطبيق العملي لدروسهم الطبية مع أستاذهم الجامعي داخل المستشفى وطردهم من المستشفى بذريعة "الاختلاط". مصادر طبية أفادت بأن عدداً من أقسام المستشفى أغلقت أبوابها احتجاجاً على اعتداء المسلحين المنتمين لما يسمى ب "المقاومة" الموالية للعدوان، على كوادر المستشفى وطلاب كلية الطب، موضحة أن عددا من الكوادر الطبية غادرت المستشفى بعد حادثة الاقتحام وتعرض الأطباء للتهديد بإقامة الحد عليهم في حال سمحوا ب "الاختلاط". وأشارت المصادر إلى أن المسلحين تركوا عدداً من عناصرهم يتجولون داخل المستشفى لمراقبة منع الاختلاط، مهددين باعتقال أي شخص يعارض توجيهاتهم واقتياده إلى قسم شرطة الجمهوري القريب من المستشفى. وكتب الأستاذ المحاضر في كلية الطب، محمد العصار، في منشور بصفحته على الفيسبوك: اليوم تم منع طلاب الطب والدكاترة من الاستمرار في التدريس في المستشفى الجمهوري بتعز، بداعي الاختلاط. كنت أتوقع أن يحصل هذا، لكن ليس بهذه السرعة، من يتحمل المسؤولية الأولى عن هذا التهريج هو التحالف و "هادي". وتسائل العصار في ذات المنشور عن رأي البرلماني الإصلاحي عبدالله أحمد العديني عما حدث في المستشفى الجمهوري، تحت مبرر منع الاختلاط، كما طالب قائد كتائب أبو العباس السلفية التي يقع المستشفى في نطاقها بتوضيح ما حدث من منع للطلاب والطالبات من تطبيق دروسهم في المستشفى. والعديني هو عضو في الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح وخطيب في جامع النور، وكان قد قام منذ نحو شهرين بتبني حملة لمنع الاختلاط في مدينة تعز، وشهدت المدينة بعد ذلك عددا من الاعتداءات، بينها اقتحام مسلحين لحفل خاص بالطفولة في مدرسة الثورة للبنات، وكذلك إغلاق قسم عوائل في مطعم البركة بحجة منع الاختلاط، والاعتداء على مشاركين في مهرجان عيدي ثالث أيام عيد الفطر المبارك بشارع جمال. إلى ذلك أكد ل "اليمن اليوم" عضو لجنة علاج جرحى المرتزقة في تعز الشيخ عبدالسلام الدهبلي أن اللجنة تستكمل الترتيبات على قدم وساق، متوقعاً بدء نقل جرحى من أسماهم "المقاومة" للعلاج في صنعاء وإب خلال أسبوع. وكان قد تم تشكيل اللجنة برئاسة المحافظ عبده الجندي، الأسبوع الماضي.. استجابة لدعوة وجهها عضو الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح شوقي القاضي، إلى الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام.. والسيد عبدالملك الحوثي زعيم أنصار الله، لعلاج جرحى ما أسماها "المقاومة" في تعز بعد أن خذلهم "التحالف" حسب توصيفه. وأمس شن حزب الإصلاح هجوما على عضو كتلته البرلمانية شوقي القاضي، وقال في بيان صادر عن الأمانة العامة للحزب، ونشره موقع (الصحوة نت) إن هذا الموقف لا يمثل الإصلاح وإنما يمثل صاحبه. التطورات الميدانية على الصعيد الميداني، قال ل "اليمن اليوم" مصدر عسكري ميداني بمديرية الوازعية، إن القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية استهدفت فجر أمس، تجمعات لآليات ومرتزقة العدوان السعودي شرق المديرية، بالتزامن مع صد محاولة تسلل عناصر من المرتزقة في الجهة الجنوبية للمديرية. وأوضح المصدر أن القصف أصاب أهدافه بدقة، وشوهدت الأدخنة وهي تتصاعد بكثافة من مكان القصف، فيما هرعت سيارات الإسعاف، ما يؤكد سقوط قتلى وجرحى من المرتزقة. وأكد المصدر إفشال محاولة تسلل عناصر أمن المرتزقة من موقع المنصورة في الطريق المؤدي إلى جبل الشبكة المعروف ب "الصيبارة" جنوب المديرية، وإجبار المرتزقة على العودة من حيث أتوا في مديرية المضاربة لحج. وفي مديرية القبيطة محافظة لحج، صد الجيش واللجان أمس زحفاً للمرتزقة باتجاه منطقة الحويمي، شمال مدينة كرش، بالتزامن مع مواصلة المرتزقة القصف على مواقع الجيش واللجان بالمدفعية والدبابة، وقصف مماثل على منطقة الحريقية بمديرية ذوباب، وتنفيذ طيران العدوان السعودي غارة على معسكر العمري بذوباب. جبهات مدينة تعز –مركز المحافظة- هي الأخرى شهدت معارك متقطعة، إثر محاولة عناصر من المرتزقة التقدم في ثعبات وكلابة، شرقاً، والتمدد في محيط اللواء 35 مدرع بالمطار القديم ووادي الضباب، غرب المدينة. وطبقاً لمصدر عسكري، دمرت قوات الجيش واللجان طقماً عسكرياً للمرتزقة في منطقة ثعبات بقذيفة مضادة للدروع، ما أدى إلى احتراقه مع الطاقم الذي على متنه. وفي ذات السياق واصل مرتزقة العدوان أمس زحوفاتهم على قرى الصراري بمديرية صبر الموادم، حيث أكد سكان محليون أن أهالي المنطقة تصدوا أمس لثلاثة زحوفات نفذها المرتزقة خلال ساعات الصباح الأولى وحتى الرابعة عصراً، تخللها قصف مكثف بالمدفعية والكاتيوشا ورشاشات عيار 23. وأشارت المصادر إلى أن المرتزقة استحدثوا أمس مواقع تمترس في قرى حصان والهويبة والقطع وضهيره، واستخدموها في شن الهجوم على قرية الحيارى التابعة لقرى منطقة الصراري، موضحة أن المرتزقة استهدفوا في قصفهم المدفعي مسجداً ومنازل ثلاثة مواطنين في قرى الصراري التي يحاصرها عملاء العدوان منذ نحو عام و3 أشهر على التوالي.