وجهت قوات تحالف الاحتلال في عدن، أمس، مليشيات مرتزقتها بتطبيق حدود عام 1990 في إطار إجراءاتها لتثبيت الانفصال، بينما عثر في المدينة على جثة قائد فصيل مسلح في ممر للمجاري بالقرب من معسكر للاحتلال وذلك في إطار التصفيات بين مرتزقة العدوان السعودي – الإماراتي. وقالت مصادر في الحراك الجنوبي ل"اليمن اليوم" إن قيادة مليشيات "الحزام الأمني" – المدعومة إماراتيا- وجهت نقاطها في مداخل عدن بمنع دخول أبناء مديريتي القبيطة والمقاطرة محافظة لحج والتعامل معهما وفقا للإجراءات المتبعة بحق أبناء المحافظات الشمالية، مشيرة إلى أن عددا من أبناء تلك المديريات احتجزوا في نقاط في لحج والرباط- مدخل عدن الشمالي. وأكد الشيخ، علي منتصر القباطي في منشور على صفحته في الفيسبوك منع "الحزام الأمني" لأبناء القبيطة من دخول عدن. ومديريتا القبيطة والمقاطرة تتبعان إداريا محافظة لحج بناء على التقسيم الإداري للمحافظات اليمنية في العام 1998، ويسعى الاحتلال لإعادة تطبيق الحدود الشطرية (1990) وإعادة تلك المديريات إلى تعز. وأثارت الإجراءات الأخيرة موجة استياء واسع في صفوف ناشطين من أبناء المحافظات الجنوبية. يذكر أن مليشيات "الحزام الأمني" بدأت مؤخرا إجراءات بمنع دخول وخروج المواطنين والبضائع من أبناء المحافظات الشمالية إلى عدن واحتجزت قاطرات وقود كانت في طريقها إلى تعز قبل يومين. فصل محور شبوة عن مأرب وكانت محافظة شبوة شهدت، أمس الأول، مواجهات في محيط "محور عتق العسكري" إثر احتجاجات لموالين للإمارات يطالبون بفصله عن مأرب. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن الاشتباكات اندلعت بين فصيلين داخل المحور أحدهما قدم مؤخرا من حضرموت بعد تلقيه تدريبات على يد قوات إماراتية في حضرموت، وآخر بقيادة قائد المحور المحسوب على قيادات ما تسمى ب"الشرعية" في مأرب. كما أشارت إلى أن مواجهات عنيفة ومطاردات استمرت لساعات في منطقة وادي عتق القريب من المعسكر إضافة إلى اعتقال العشرات من المجندين. ولا يزال التوتر في محيط المعسكر مستمرا وسط إصرار "فصيل الإمارات على تغيير قيادة المحور وفصله عن مأرب". الفار يبيع قادة فصائله وتأتي تلك التطورات مع إعادة قوات الاحتلال للفار هادي إلى عدن بعد التزامه بعدم التدخل في شئون المحافظات الجنوبية واعتذاره للإماراتيين. وقالت مصادر في الحراك الجنوبي ل"اليمن اليوم" إن الفار وعد بتفكيك مليشياته المتمركزة في دار سعد وأصدر بالفعل توجيهات لقادتها بمغادرة عدن مستشهدة بفرار عدد من القيادات إلى الرياض قبل يومين. كما تضمن الاتفاق إسناد كافة المهام لشلال شائع- قائد مليشيات الإمارات الجديد والمعين مديرا للأمن- مقابل وضع بند في مشروع الانفصال يتضمن الاعتراف ب(هادي)كرئيس "فخري". إلى ذلك، كشف موقع الكتروني مقرب من الحراك الجنوبي، أمس، عن وضع، أحمد العيسي- كبار التجار الموالين للفار – تحت الإقامة الجبرية في مصر بناء على طلب إماراتي، ولم تتمكن "اليمن اليوم" التأكد من صحة الخبر. وأفاد موقع "عدن حرة" بأن شرطة الجوازات المصرية في مطار القاهرة الدولي احتجزت جواز سفر العيسي المتواجد حاليا هناك، وأنها أبلغته بأن احتجازه تم بناء على طلب "الحكومة بداعي دعم وتبني الجماعات الإرهابية في عدن". وأمس نشر موقع المشهد اليمني التابع لجلال هادي، نفياً للخبر منسوباً لمصدر مجهول.. وقال إن العيسي موجود في الرياض. وفي الأثناء لا يزال مصير وزير داخلية الفار، حسين عرب، مجهولا منذ استدعائه للإمارات قبل أسبوعين وسط أنباء عن اعتقاله على خلفية هجمات سابقة على مطار عدن الدولي. وكان محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، هاجم، أمس الأول، العيسي خلال مقابلة مع قناة الغد المشرق، متهما إياه بالوقوف وراء أزمة المشتقات النفطية في المدينة. وقال الزبيدي إنه تلقى توجيهات عليا بعدم التدخل في شئون المصافي، مشيرا إلى أن الشركة باتت مؤخرا مخزنا لوقود العيسي بدلا عن شركة إنتاج. على ذات الصعيد، هاجم عبدالقوي باعش سكرتير وزير داخلية الفار، حسين عرب، أمس، إسناد المهام في عدن ل"الحزام الأمني"، معتبرا في تعليق لقناة عدن التابعة للعدوان "الحزام الأمني مليشيات". تقليم أظافر وعثر أهالي في عدن، أمس، على جثة قائد فصيل في البريقة مرمية في ممر للمجاري بمنطقة الحسوة بالقرب من معسكر للاحتلال. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن الجثة كانت مصابة بعدة طلقات نارية في الرأس وعليها آثار صعق بالكهرباء وتعذيب. يذكر أن فصائل محسوبة على حزب الإصلاح -الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين- كانت احتشدت خلال اليومين الماضيين في البريقة وهددت باستهداف أية تعزيزات تخرج من معسكر القوات الإماراتية، وذلك خلال شن مليشيات "الحزام الأمني" هجوما لاقتحام معسكرات خاضعة لفصائل موالية للفار ومدعومة سعوديا في دارسعد. في سياق متصل، انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة بجولة القاهرة – مديرية المنصورة- أمس، لحظة مرور موكب عسكري. وقالت مصادر أمنية إن أضرارا لحقت بإحدى عربات الموكب لكنه واصل سيره. الحشد المتواصل وتترقب مدينة عدن جولة جديدة من الصراع في ظل حشد مستمر للفصائل المسلحة المسنودة من قوى الاحتلال. وأمس نقلت قناة الغد المشرق- الممولة إماراتيا- عن مسئول في عدن قوله "إن إخوان اليمن أسسوا مليشيات مسلحة ومعسكرات في الضواحي الشمالية لمدينة عدن ويقودها أحد قادة الجماعة". ويأتي الإعلان عن معسكرات الإخوان بعد يومين فقط على اتهام عيدروس الزبيدي – المعين من الاحتلال محافظا لعدن- من على ذات القناة حزب الإصلاح بالوقوف وراء الأزمات في المدينة متوعدا بقيادة أعضائه إلى المحاكم قريبا. يذكر أن الإعلان عن تأسيس معسكرات جديدة للإخوان يأتي بعد عمليات نهب لمعسكرات في دارسعد- المدخل الشمالي لعدن- بعد تهديد الإمارات باقتحام معسكر لمليشيات الفار يعرف ب"معسكر النقل". في المقابل، شهدت مليشيات "الحزام الأمني" أمس، بوادر انقسام كبير عقب إقالة الإمارات للقائد السابق، نبيل المشوسي. وأصدر ما يعرف ب"لواء الدعم والإسناد" في الحزام الأمني، بيانا أكد تمسكه بالمشوسي كقائد له. كما أعلن نبيل المشوسي عدم تخليه عن مهامه، مشيرا في منشور على صفحته إلى أنه لا يزال في منصبه، والتطورات الجديدة تأتي بعد إيفاد نجل الفار لقائد فصيل آخر، عادي الحالمي، ومستشار وزير داخليته للقاء المشوسي، أمس الأول. وانتهى اللقاء ببيان أثنى على موقف المشوسي من المواجهات في مطار عدن والتي كانت السبب بإقالته. وبثت هذه التطورات مخاوف في أوساط ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي حذروا من تكرار سيناريو مماثل في أبين انتهى بتقسيم المدينة بين تنظيمي "داعش" والقاعدة الشهر الماضي. تظاهرات واقتحام مؤسسات وتظاهر المئات من موظفي الدولة في عدن، أمس، أمام قصر المعاشيق، بينما اقتحم آخرون مبنى هيئة الأراضي في المعلا. وقالت مصادر أمنية وسكان محليون ل"اليمن اليوم" إن ضباط وأفراد ما يعرف ب"الجيش الجنوبي السابق" رفعوا لافتات تطالب برحيل حكومة الفار واتهموها بالفساد. وطالب المحتجون الفار بصرف رواتبهم للشهر الخامس متوعدين ب"التصعيد حتى رحيل حكومته". وهدد المحتجون باقتحام قصر المعاشيق، مقر إقامة الفار وحكومته.