جمد اتفاق طرفي تحالف الاحتلال -السعودية والإمارات- معركة المطار في عدن لينتقل الصراع إلى قطاعات أكثر حيوية تمس حياة الأهالي الذين وجدوا أنفسهم على صفيح ساخن جراء انقطاع الكهرباء في ظل (أجواء حارة) وانقطاع مياه الشرب والمشتقات النفطية. احتجاجات وشغب وفي التفاصيل، شهدت مدينة عدن، أمس، احتجاجات وأعمال شغب واسعة في كافة مديريات المحافظة، وكانت البداية من مديرية المنصورة حيث أشعل محتجون الإطارات وأشجار الزينة في الشارع الرئيسي للمديرية وشارعي الكثيري وسالم قطن. وقالت مصادر أمنية وسكان محليون ل"اليمن اليوم" إن المحتجين رددوا هتافات تطالب برحيل عيدروس الزبيدي– المدعوم إماراتيا- . وتخضع المنصورة لسيطرة مليشيات موالية للفار بعضها محسوبة على القاعدة و"داعش" التي سبق وأن اعلنتها "إمارة". وامتدت الاحتجاجات صباحاً إلى عدة مديريات، حيث شوهد قطع للشوارع بواسطة إحراق الإطارات في خور مكسر والمعلا وكريتر والشيخ عثمان والتواهي. وتوقفت الحركة في شوارع المدينة بصورة كلية مع استمرار الاحتجاجات وقطع الشوارع حتى المساء، وفقا لذات المصادر. وإلى جانب انقطاع الكهرباء تعاني عدن أيضاً من انعدام للوقود وانقطاع للمياه وسط تحذيرات من توقف المشافي. صراع أباطرة النفط وكانت مؤسسة الكهرباء قطعت، أمس، التيار عن أحياء المدينة بصورة مفاجئة وذلك عقب ساعات من عودة الفار إلى المدينة. واستمرت عملية الإطفاء حتى مساء أمس، لليوم الثاني على التوالي، بينما وصفه موقع عدن الغد المقرب للحراك بأنه "الأول من نوعه منذ 20 عاماً". وأرجعت مؤسسة الكهرباء – المعين مديرها من قبل سلطة الحراك في المدينة- في بيان لها سبب انقطاع التيار إلى أنه جاء بسبب "عطل في كابل الضغط العالي في دارسعد، غير أن مصافي عدن – المعين طاقم إدارتها من قبل الفار- أرجعت الانقطاع إلى انعدام الوقود. وكشفت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" أسباب الانقطاع، أنه يتعلق ب"الصراع الإمارات –السعودي" على منشآت النفط. وأشارت المصادر إلى أن السعودية تدخلت لإطلاق سراح رجل الأعمال المقرب من الفار، أحمد العيسي بعد احتجاز جواز سفره في مصر بناء على طلب إماراتي. وجاء إطلاق العيسي بعد اتفاق إماراتي–سعودي على تحرير بيع الوقود في عدن. ودفعت السعودية رجل الإعمال العيسي إلى البدء بالبيع المباشر للنفط المستورد منها عن طريق المصافي ومنع بيع الوقود للكهرباء حيث تسعى كل من الإمارات وقطر للاستحواذ على هذا القطاع. وقال مدير الإعلام في مصافي عدن إن عملية البيع المباشر للتجار جاء بناء على الاتفاق. وتحتكر شركة عرب جولف – المملوكة للعيسي وحسين عرب- المشتقات النفطية في المحافظات الجنوبية، كما سبق وأن أغرقت شركة النفط بمليارات الريالات مقابل شحنات وقود لم تحدد أسعارها مسبقاً. وأثارت عملية بيع العيسي لنفط السعودي بصورة مباشرة ردود أفعال غاضبة في أوساط العاملين في هذا القطاع. وأصدرت شركة النفط في عدن بيانا تحذر فيه من أن بيع المصافي للنفط بصورة مباشرة سيكون بأقل من سعر الشركة " كون المصافي لا تتحمل نفقات تشغيلية ورواتب موظفين" وسيؤثر عليها بصورة كبيرة كما سيعمل على تعطيل مهامها. كما اقتحم موظفون غاضبون على هذه الخطوة البيع المباشر – للمصافي مقر شركة النفط. من جانبها أصدرت شركة "مكة للاستيراد والتصدير" – مملوكة لموالين للإمارات – بياناً قالت فيه إن لجنة "رئاسية" عرقلت مناقصة تمنحها حق توريد المشتقات النفطية لشركة النفط في عدن بعد أن قدمت عرضاً ب 520 دولاراً للطن. في ذات السياق، أجبرت نقاط تابعة لمليشيات الفار تطلق على نفسها ألوية الحماية الرئاسية ترابط في منطقة العلم – مدخل عدن الشرقي باتجاه أبين، عشرات القاطرات المحملة بالوقود على العودة إلى أبين والذهاب إلى محافظات أخرى بعد منعها لأيام من دخول عدن. اشتباكات واعتقالات وتحليق الطيران وتجددت الاشتباكات،أمس، في شمال مدينة عدن رافقها تحليق لطيران الإمارات وقنابل ضوئية. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن الاشتباكات في دارسعد جاءت بعد ساعات على كمين نصبته مليشيات موالية للفار وحزب الإصلاح مسنودة سعودياً لطقم يتبع مليشيات "الحزام الأمني" – الممولة إماراتياً في جولة كالتكس، مشيرة إلى أن الكمين خلف (3) مصابين. وأشارت المصادر إلى قيام مجاميع من مليشيات "الحزام" بمداهمة منازل واعتقال مشتبهين بتورطهم بالكمين غير أن مجاميع أخرى تنتشر في دارسعد تصدت للحملة، واستمرت الاشتباكات زهاء 3 ساعات رافقها تحليق مكثف لطائرات حربية وأخرى أباتشي في سماء المديرية. كما شوهدت عدد من القنابل الضوئية تلقيها طائرات حربية في سماء المديرية التي باتت تصنفها الإمارات "إخوانية"، وفقا لذات المصادر. على ذات الصعيد، قال مدير إذاعة أبين، صالح الحنشي، إن اشتباكات سمع دويها في قصر المعاشيق –القصر الرئاسي- أعقبها اشتعال للنيران داخل القصر، وجاءت الاشتباكات بعد ساعات على إصدار الفار قراراً بضم لواء منشق عن مليشيات "الحزام الأمني" بقيادة المقال نبيل المشوسي إلى صفوف مليشياته التي يطلق عليها "الحماية الرئاسية". ونشرت صحيفة"أخبار الخليج الإماراتية" نص رسالة قالت إن عيدروس الزبيدي – المعين محافظ لعدن- بعث بها للفار يطالبه فيها بمنحه صلاحيات كاملة مكتوبة بخطه أو قبول استقالته، غير أن مواقع أخرى نشرت تصريحا لمصدر مقرب من الزبيدي ينفي فيها تقديم استقالته وتعتبرها محاولة للهرب من تداعيات الأزمة في المدينة. من جانبها، نشرت صفحة خاصة بصحيفة الأيام - الموالية للحراك الجنوبي- أمس، على الفيسبوك منشوراً يتهم السعودية بتمويل "جماعات العنف والفوضى " بعدن بملياري دولار. وحذرت الصحيفة مما وصفته ب" مستقبل غامض في الجنوب" مشيرة إلى أن لقاء سرياً جمع الفار بنجل الملك السعودي أعقبها تصريح للفار بتسلمه ملياري دولار ك"وديعة"، مشيرة إلى أن ذلك المبلغ لم يدخل البنك في عدن، وأنه يعد لتسليح المجموعات التي وصفتها الصحيفة ب"الإرهابية". كما دعا خالد القاسمي -الخبير الإماراتي المقرب من دوائر صنع القرار- أمس الجنوبيين إلى ما وصفه ب"الجهاد ضد حزب الإصلاح" مشيرا إلى أن الحزب يسعى ل"إعادة الجماعات الإرهابية إلى المدينة"حد قوله. في سياق متصل، اعتبر عبد العزيز المفلحي - مستشار الفار هادي – ما يدور في عدن سببه " تمترس كل طرف خلف خلافاته مع الآخر"، معتبرا تعدد المليشيات في المدينة سبب كل الإشكاليات. تسويق الانفصال وبدأت قوات الاحتلال التسويق خارجيا ل"الانفصال"، حيث نظمت الإمارات، أمس، لقاء بين قيادات في الحراك الجنوبي، بينما أطلق وزير خارجية السعودية، عادل الجبير، لقب "الانفصاليين" على القوى الجنوبية خلال مؤتمر دولي في ألمانيا في محاولة لإضفاء شرعية انفصال الجنوب. وقالت مصادر في الحراك إن لقاء في أبوظبي جمع علي ناصر محمد بعلي سالم البيض وذلك في أعقاب وضع الاحتلال رؤيته لانفصال الجنوب المقدمة مؤخرا عبر حيدر العطاس. من جانبها نقلت وكالة (رويترز) عن وزير الداخلية السعودي قوله "إن إيران تدعم الانفصاليين في اليمن" وذلك خلال مؤتمر للأمن في ألمانيا. واعتبر ناشطون إطلاق الجبير لقب الانفصاليين يأتي في إطار مساعي السعودية لتبرير فصل الجنوب والتي سبقته بعدة خطوات أبرزها نقل البنك المركزي إلى عدن وآخرها رؤيته للانفصال التي قدمها العطاس مؤخراً.