استضاف المركز المصري للبحوث و الدراسات، اليوم الأحد، فريق "عدن تتحدث"، اليمنى، الذي يتواجد بالقاهرة، للكشف عن الأوضاع الصعبة التي عاشتها مدينة "عدن" تحت وطأة العدوان الحوثي الذي دمّر الأخضر واليابس بالمدينة وقتل وشرد الآلاف من المواطنين. واستعرض الفريق، خلال اللقاء، ما أحدثته الحرب في اليمن من دمار وقتل وتشريد عشرات الآلاف من المدنيين وإهدار الحقوق الإنسانية، كما طالبوا برفع الظلم عن كاهل اليمنيين ومحاسبة الجناة، وإيضاح حقيقة الأحداث الدائرة فى اليمن وحجم الدمار، والجرائم المرتكبة على المدنيين من قبل المليشيات الانقلابية، ومحاسبتهم وفقا للقوانين والمعاهدات الدولية، وتعويض الضحايا تعويضًا عادلًا. جاء ذلك بحضور اللواء عبد الحميد خيرت، رئيس المركز المصري للبحوث والدراسات ونائب رئيس جهاز أمن الدولة السابق، ومحمد جمعة، الخبير بالمركز، وعبد الجليل الشرنوبى، الخبير بالمركز، والكاتب الصحفى محمد هجرس، والكاتب الصحفي أحمد أبو صالح مدير تحرير المرصد المصري، والمهندس يحيى شكرى، مدير إدارة الموارد البشرية بالمركز، والمخرج عادل عوض، فيما تضمن فريق “عدن تتحدث” نشطاءً وصحفيين يمنيين هم مراد محمد سعيد، ومحمد فضل مسيرى، وأحمد جميل الدمانى، وشريفة نصيب فرج، وأقدار مختار. نقل المأساة وبدأت أقدار مختار، الناشطة الحقوقية اليمنية، والمتحدثة باسم فريق"عدن تتحدث"، الكلام، مؤكدة أن الهدف الرئيسي والأول للفريق هو نقل المأساة التي تعيشها مدينة عدن، خاصة في ظل التعتيم الإعلامي للانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون باليمن.
وأضافت: "ندرك جيدًا أن أصول العرب واحدة، لذا توجهنا إلى مصر باعتبارها دولة شقيقة، لننقل للرأي العام بمختلف دول العالم المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني، ونجسّد الواقع، ونظهر مدي إجرام الحوثيين تجاه الشعب، مؤكدة انهم يتفننون في ارتكاب المجازر”. وأشارت مختار إلى أن المشهد الحقوقي اليمني مأساوي، لافتة إلى أنه لا يوجد تعليم؛ بسبب القصف المتكرر علي المدارس، مستطردة: "افتقدنا الحياة الكريمة ونواجه أبشع الحروب، وهناك اختراق واضح وصريح للمواد القانونية كافة". الحوثيون اخترقوا كل القوانين والتقط أطراف الحديث الصحفي اليمني، أحمد الدماني، المسئول الإعلامي، لفريق "عدن تتحدث"، قائلا إن المشهد السياسي اليمني حاليًا ضبابى، والحوثيون اخترقوا كل القوانين والأعراف. وأضاف الدمانى: "مجازر عصابات الحوثي طالت الكثير من النساء والشيوخ والأطفال، ويقومون بأعمال تخريبية متعددة"، مشيرًا إلى أن الاعتقال التعسفي يتم للمواطنين وتعذيبهم بشكل علنى، والقصف العشوائي للأماكن المأهولة بالمدنيين وممارسات أخرى لا تمت إلي الإنسانية بصلة. وعن الشارع اليمني، لفت الدماني إلى أنه في شمال اليمن أكثر من النصف ضد الحوثيين، أما الآخرون فأعلنوا ولاءهم للحوثيين، إلا أن جنوباليمن كله ضد الحوثيين ويعتبرونها جماعة إرهابية، متابعًا: "الحوثيون لم يجدوا في جنوباليمن البيئة الخصبة لاستكمال مشروع الصرخة". الحقيقة كاملة من مصر فيما قال محمد المسيري، الناشط الحقوقى اليمنى، إن فريق"عدن تتحدث"، حدد وجهته إلي مصر، لأنه يعلم جيدا أنها أم الدنيا، ويستطيعون من خلالها إيصال رسالتهم للعالم أجمع، متابعًا: "أردنا توصيل رسالتنا ونقل الحقيقة كاملة إلي دول العالم من خلال مصر". وأضاف المسيري،: "أعضاء الفريق، هم شهود عيان لكافة الأحداث التي تحدث داخل عدن"، مشيرًا إلي أن هدفهم الأسمي هو نقل الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون تجاه الشعب اليمني بالحرف الواحد، ليعلم الجميع حقيقة تلك الجماعة الإرهابية. رواية المأساة بدورها، قالت شريفة تسنيم، عضو فريق “عدن تتحدث"، إن حرب الحوثيين علي عدن، أهلكت جميع المواطنين، موضحة أن الحرب امتدت إلي 90% من المديريات باليمن، متابعة: "الحوثيون كانوا كل ما يوصلوا إلي مديرية أهلها بيغادروا لمكان آمن خوفًا من بطشهم". وأضافت تسنيم،: "الحوثيون تمكنوا من حصار العديد من المناطق، ووصلت بينا المرحلة أننا كنا بنجلس في بيتنا، ومش قادرين نخرج علشان منتقتلشى ومن غير ما يوصلنا أكل أو شرب، كنا بنختار يا نموت بطلق ناري أو نموت من الجوع أو من الأمراض وانتشار الأوبئة". وروت تسنيم قصت خروجها من عدن قائلة : "إحساسي لما خرجت كنت أشجع من ناس كتير، مسحت دمعتي بإيدي، وشوفت عدد كبير من الناس الشيوخ والأطفال مكنوش بنفس قوتي، شوفت ناس بيناموا ويصحوا علي صوت إطلاق النار، الحظ حالفني وخرجت في وجود صوت القذائف قبل مجزرة الرصيف بيوم واحد، ربنا أراد إني أخرج، وسمعت صوت ناس كتير بتبكي وتتألم، واتمنيت إني كنت أموت قبل ما أخرج وأشاهد معاناة الناس". السعودية وإيران وتدخل الحضور بالندوة في النقاش، حيث رأى الكاتب الصحفى محمد هجرس، أن الحوثيين لا يملكون قرارهم، وبالتالى حل الأزمة اليمنية لابد أن يكون من الخارج، والمتمثل فى ضرورة التوافق بين السعودية وإيران، فى الخارج، حتى تهدأ الأمور والأوضاع فى الداخل، وهذا الأمر لن يتحقق خلال الفترة القليلة المقبلة، فيما عقّب على حديثه أحمد الدماني، المسئول الإعلامي، لفريق "عدن تتحدث"، بأن أى تسوية أو حل للأزمة لابد أن يكون وفق معادلة مشروطة برقابة دولية ورؤية عسكرية تكون ملزمة من قبل مجلس الأمن. اليمن وملامح الأزمة السورية واتفق مع الدمانى، محمد جمعة، الخبير بالمركز المصرى، قائلا إن الوضع اليمنى به ملامح الأزمة السورية، مثل “صعوبة” التسوية، والحل العسكرى، وأيضا وضعية حزب الله فى لبنان، فى إطار سعى الحوثيين، أن يكون لهم نفوذ قوى، ومعطل، خاصة أنهم لن يسعوا لحكم اليمن، مشيرا إلى أن الحل الأمثل فى أن يكون هناك معادلة مشتركة مفروضة من الخارج وتوافق الداخل، من شأنه فرض التوافق وأن يكون العقاب لمن يخالف أى اتفاق تم وضعه فى حال التسوية. قضية اليمن وليست عدن واختلف معهم عبد الجليل الشرنوبى، الخبير بالمركز، قائلا:"أختلف مع فريق عدن.. ولابد أن تكون قضية اليمن بأجمعها وليست محافظة بعينها .. وهى قضية إنسانية فى منتهى الخطورة"، مؤكدًا أن الحال فى مصر أفضل نسبيًا من اليمن وسوريا، ولبنان، ولكن يبقى المشروع الهدام واحد، واليمن له خصوصية؛ لأنها إحدى دول الاستهداف العالمى، لعراقة حداثتها. ولفت الشرنوبى إلى أن الوضع فى اليمن مختلف وماكينة التفتيت “شغاله على أبوه”، ومعطيات الحالة السورية موجودة، لكن إنتاج الفيلم مختلف، والحل سيكون على المدى الطويل، مرهون بوجود تيار وطنى، لديه رغبة فى الإنقاذ، ولكن الأمر فى على المدى القصير غير متاح حاليا، وهو ما عقّب عليه هجرس بقوله: "لن يحدث الحل إلا بوجود توافق بين إيران والسعودية". وعلّق الدمانى على حديث الشرنوبي مؤكدًا على ضرورة وجود تيار وطنى، لإنقاذ اليمن، إلا أنه أوضح أن هذا الأمر سيأخذ وقتًا كثيرًا،وحول اختيارهم ل"عدن تتحدث”، قال إنهم اختاروها باعتبارها قضية إنسانية ولنشر الحقائق الواقعة فيها خاصة فى ظل التضليل الذى يمارس ضده هذه المدينة. قوات التحالف فيما تساءل الكاتب الصحفى أحمد أبو صالح، مدير تحرير “المرصد” عن تأثير قوات التحالف فى اليمن، ومدى قبولها لدى الشارع اليمني؟"، ليعقّب الدمانى بقوله: "مُنقذ لنا من أوضاع مأساوية لولا قدّر الله تمكن الحوثيون من السيطرة على كامل البلاد". وأضاف الدماني: “التحالف أنقذنا من جماعة إرهابية تكفّّرنا وتريد قتلنا، وما أحدثته في البلاد خير شاهد، قوات التحالف جاءت والحوثيون يسيطرون على كامل صنعاء وغالبية عدن، إلا أنه الآن تمكنت المقاومة والجيش اليمني الوطني من استعادة السيطرة على العديد من المناطق”.
من جانبه، قال المهندس يحيى شكرى إن الحرب أصبحت بالوكالة فى المنطقة العربية، والكل يواجه هذا الأمر، وبالتالى نحن فى أمس الحاجة لمواجهة حروب الشعوب بالوكالة للقضاء على الأوضاع السيئة فى المنطقة العربية"، ليلتقط المخرج عادل عوض طرف الحديث قائلا: "اليمن قضية من قضايا مصر، وتعتبر قضية وطن لنا بحضاراتها وفنها كما يجب ان يتخلص غالبية الشعب اليمنى من مخدر“القات” وكذلك حمل السلاح".