أعلن التحالف العربي الذي تقوده الرياض السبت وبشكل مفاجئ عن هدنة ليومين قابلة للتمديد، في أول تأكيد للتصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الخميس، كشف من خلالها عن الاتفاق الذي ابرم بين الحوثيين في اقصى الشمال اليمني والجانب السعودي. وهو اتفاق اتى بعد مباحثات معلنة أستمرت لأشهر بين الجانب السعودي والمتمردين الحوثيين. فالسعوديون اتجهوا نحو ايجاد تسوية سياسية، يحصلوا بموجبه على التزامات من الحوثيين بعدم تهديد أراضيها، وهو ما يعني ان الرياض قد أدركت جيدا بعدم وجود اي حلفاء حقيقيين لها في الشمال اليمني القبلي الذي تحكمه الزيدية القبلية والسياسية. فقدان ثقة اتجاه السعودية نحو بحث حلول سياسية مع الحوثيين يفسر بان الرياض فقدت ثقتها من الحكومة الشرعية، التي لم تقدم اي شيء، بحسب تصريحات خبراء سياسيين. فالسعوديون قالوها وبصريح العبارة " إن الشرعية خذلتنا"، فالتسليح العسكري والرواتب التي تصرفها الرياض لقوات اللواء محمد علي المقدشي لم تحقق اي تقدم على الأرض. وهو ما يؤكد الخبير العسكري والسياسي السعودية زايد العمري. وأكد زايد العمري في حديث لقناة سكاي نيو عربية الخميس ان المقدشي يملك أكثر من 100 الف جندي في حين يملك الإصلاح أكثر من 6 مليون منتسب للحزب لكنه قال انهم لايحركوهم لخوض الحرب . وقال العمري ان هناك مؤشرات على تواطئ الشرعية مع المخلوع صالح والحوثيين متسائلا عن عدم قدرة قوات الحكومة الشرعية على وقف التجاوزات الحدودية التي تقوم بها قوات صالح والحوثيين للحدود السعودية . وامتدح العمري المقاومة الجنوبية التي قال أنها تمكنت من تحرير كافة مناطق الجنوب بدعم طيران التحالف لكنه قال ان المقاومة في الشمال لاتزال معاركها متنقلة من تبة إلى تبة . فالأحمر الذي تم تعييه في مطلع ابريل نسيان الماضي، على امل ان يتمكن من فكفكة حزام صنعاء القبلي، الا انه ومنذ ذلك الحين تتماسك القبائل مع الانقلابيين يوما عن أخر الأحمر الذي حيد أكبر قوات الجيش اليمني (الفرقة الأولى مدرع) من مواجهة الحوثيين، الذين اجتاحوا العاصمة اليمنية صنعاء في ال21 من سبتمبر 2014م، وهو اليوم الذي غادر فيه الجنرال علي محسن الأحمر صنعاء ناحية الرياض التي استضافته فيها منذ ذلك الحين إلى اليوم. واطاح هادي بخالد بحاح واتى بديلا عنه الجنرال الأحمر، الذي ارتكب جرائم وحشية خلال الحرب التي شنها النظام الشمالي على عدن في منتصف تسعينات القرن الماضي. انتهازية الإصلاح يقول الصحافي ياسر اليافعي " إن حزب الاصلاح اليمني كان يظن ان صنعاء ستسقط بمجرد تعيين علي محسن الاحمر نائب للرئيس، وان القبائل في محيط صنعاء ستدفع بهذا الاتجاه وبالتالي تحقيق نصر وبكل سهولة هناك .. مضيفا " لذلك لجأ الى استراتيجية اخرى ضمن انتهازيته الى المساهمة في تعطيل عملية تطبيع الحياة في المناطق الجنوبية، ضمن مشروع صالح والحوثي وقوى الفساد، بحجة عدم خسران الجنوب، لأن استقرار عدن والمناطق المحررة سيعني فرض امر واقع وبالتالي خسرانهم الجنوب ".
وقال " الان بسبب انتهازيتهم لا تمكنوا من الوصول الى صنعاء ولا قادرين على استخدام ورقة المناطق المحررة .. في وقت خسروا حتى الداعمين لهم وهي دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ..بإختصار الانتهازية لا تصنع انتصارات ومن حفر حفره لأخيه وقع فيها ". تواطؤ مع الانقلاب ولعل الاتهامات السعودية لجماعة حزب الإصلاح ليس بالمفاجئة فالإخوان لم يقدموا اي شيء على الارض غير سيطرتهم على الأسلحة والمواد الغذائية بدعوى انها تذهب الى المشردين من الحرب. وعلى الرغم من وصف الانقلابيين بانهم متمردون، لكن السعودية تسعى للتصالح مع الحوثيين بما يضمن لها الحفاظ على حدودها الجنوبية من اي تهديد. فالحزام القبلي الذي كلف الأحمر بانه سوف يقوم بتفكيكه، بات اليوم أكثر قوة، وباتت العناصر الموالية للانقلابين في تزايد وفقا لتصريحات خبراء سعوديين. الحكومة تلحق الرياض في إعلان الهدنة وعلى مضض لحقت الحكومة الشرعية السعودية في الموافقة على الهدنة المعلن عنها، حيث اعلنت الحكومة اليمنية السبت قبولها بالهدنة تمهيدا للذهاب الى جولة مفاوضات جديدة مع الانقلابيين لمناقشة خارطة ولد الشيخ . وأعلنت قيادة قوات التحالف أنه تقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة (1200) ظهرا من يوم السبت في هدنة لمدة ( 48 ) ساعة. والتقى الرئيس هادي ومسئولي الحكومة دبلومماسيين غربيين والذين بدورهم شددوا على ضرورة الذهاب الى جولة مفاوضات جديدة , واعتبروا ان خارطة المبعوث الاممي ليست نهائية وانها قابلة للنقاش. الامريكان يعاودون نشاطهم من صنعاء وعلى ضوء الحراك السياسي الحاصل، عاودت السفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين لمزاولة اعمالها , بطاقم محلي وعدد محدود من الموظفين الامريكيين . ودعت السفارة الامريكية في صنعاء عدد من الصحفيين منذ يومين للحضور الى مقر السفارة , لترتيب مؤتمر صحفي للسفير الامريكي ماثيو تيلور والمقيم في الرياض , عبر شاشة .. وكان المؤتمر الصحفي مخصص لتوضيح الاتفاق المبرم بين الحوثيين ووزير الخارجية الامريكي جون كيري .. غير ان السفارة عادت واعتذرت . ويعد هذا اول نشاط اعلامي للسفارة الامريكية منذ مغادرتة طاقمها للعاصمة صنعاء عقب اقتحام الحوثيين لصنعاء . ونقلت وسائل اعلام يمنية عن صحافيين قولهم" ان السفارة ابلغتهم عبر التلفون باعتذارها , والغاء المؤتمر الصحفي. ويكشف عودة السفارة الامريكية في صنعاء للعمل عن حجم التنسيق والتعاون بين الحوثيين وامريكا, وبشكل يسقط الشعار الزائف للحوثيين. *من صالح أبوعوذل