تشارك مصر ضمن دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن، الذي لازال يواصل عملياته العسكرية ضد الحوثيين منذ مارس/اذار من العام 2015. ويقتصر الدور المصري في الحرب على تأمين البحر الأحمر ، الذي يمثل أهمية استراتيجية لمصر ؛ كونه ممر إلى قناة السويس، كما تشارك مصر بقوات محدودة في السعودية.
أما التواجد العسكري في الأراضي اليمنية فهو للجيش السعودي والجيش الإماراتي الذي تعرض لأكبر خسائر بشرية في الحرب أضافة إلى تواجد للقوات السودانية.
وقد تسببت الحرب باليمن بمقتل 10آلاف مدني، وتشريد ثلاثة ملايين يمني ، إضافة إلى دمار واسع في عدد من المحافظات ، وتفشي مجاعة في الحديدة -غرب اليمن- .
وقال البرلماني اليمني"عبد الرحمن معزب" ،بأن مصر يجب أن تأخذ دورها الإقليمي والاستراتيجي في اليمن ، باعتبارها القلب النابض للأمة العربية والداعمة للشعب اليمني في أهم التحولات التاريخية على رأسها ثورة سبتمبر التي انتفض فيها الشعب ضد الإمامة وثورة أكتوبر للتخلص من الأستعمار.
وأشار معزب، أن مصر تحظى باحترام كبير وسط الأطراف اليمنية ، كما تحظى باحترام إقليمي ودولي يمكنها من الدفع نحو عملية سلام في اليمن ، وصياغة حل عادل ،لافتاً بأن مصر بامكانها الدفع نحو حل سياسي باليمن وإيقاف الحرب ؛ كونها تحتفظ بعلاقات إقليمية ودولية كبيرة مع الإقليم والقوى العالمية.
من جانبه يرى"عادل الشجاع" القيادي في حزب المؤتمر ،بأن مشاركة مصر ضمن التحالف الذي تتزعمة السعودية للحرب في اليمن لا يعني تورطها في جرائم استهدفت المدنيين، ويشير أنه يثق بأن مصر لم تنفذ أي ضربات على أهداف مدنية في اليمن.
وانتقد "الشجاع" وقوف مصر إلى جانب الإخوان المسلمين في اليمن بالحرب ، كما ينظر بأن الدور المصري في التحالف يعزز من قوة الأخوان في اليمن ، الذين هم امتداد لحركة الإخوان الإرهابية بمصر وهذا يشكل خطرا على مصر.
ويوضح الشجاع، أن مصر تتجنب التدخل بالملف اليمني بشكل مباشر لتفادي أي توتر مع الخليج ، الذي تجمعها به علاقات استراتيجية واقتصادية، ومصر بأمس الحاجة إليها في الوقت الحالي، مؤكداً بأن التصويت المصري في مجلس الأمن لصالح القرار الروسي بشأن سوريا شكل توتر بالعلاقات المصرية السعودية ، ولذلك مصر تتجنب التدخل في الملف اليمني ؛ لتحافظ على ما تبقى من علاقات مع الخليج.
ولفت الشجاع، أن مصر لديها ملفات أمنية واقتصادية هامة تنشغل بها ، مؤكداً بأن الشعب اليمني يتمنى لمصر تجاوز الأزمات الحالية باعتبارها صمام آمان الأمة العربية.
ويشير الشجاع، بأن خلخلة مصر ليست لصالح أحد ، ويجب على جميع الدول العربية الوقوف إلى جانب مصر ، التي لم تتردد على مدى التاريخ من الوقوف إلى جانب الشعوب العربية.
من جهتها قالت الناشطة السياسية"حمامة الصنوي" بأن مصر وقفت إلى جانب الشعب اليمني والأشقاء بالخليج لردع تمرد وانقلاب الحوثيين ؛ كون ذلك يمثل تهديداً للشعب اليمني ومحيطه ، ويهدد أيضاً الملاحة بالبحر الأحمر ، باعتباره يعمل وفقاً لتوجيهات أيران.
وأشارت الصنوي، أن تمرد الحوثيين على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة - الذي وقعته الأطراف اليمنية بعد إسقاط الحوثيين للعاصمة صنعاء ، ثم تمردهم على الرئيس والحكومة التي شكلت وفقاً لاتفاق السلم والشراكة - فرض الحرب ، مشيرة ً أنه بعد نفاذ كافة الفرص السياسية لم يكن أمام الداخل والإقليم إلا مواجهة الحوثيين عسكرياً ؛ لصد تحركاتهم العسكرية وتمردهم .
وأكدت الصنوي، بأن القوى السياسية بالداخل اليمني والدول المجاورة لليمن كانوا يدركون أثار وتبعات أي حرب باليمن ، ويتجنبون خيارات الحرب لكن جماعة الحوثي فرضتها على الجميع. *من حسام الخرباش