أن الوعي الثوري وثقافة الهوية الوطنية الجنوبية هو البعد الأهم في قياس تقدم المقاومة وقابليتها للتطور والنماء ،ومادون ذلك تكون المقاومة أقرب إلى العدمية والفراغ الذي ينشد الامتلاء . لقد تبينت الأيام أن غياب الوعي الوطني جعل من المقاومة سوقا لكل من يتاجر بالوطن وتضحيات الشهداء .وجعل من بعض قياداتها أداة للكراهية والفتنة ومفرخة لإنتاج اللإرهاب والطائفية .
وقد اثبتت احداث مطار عدن في واقعنا ان نظام الإحتلال اليمني وهيمنته مازال يتدفق بقوة السيل في صميم التجربة الجديدة لحكومة الشرعية اليمنية وقيادات المقاومة التابعة لها التي يفترض أن تؤسس لواقع أجد لا يشبه الماضي ولا يمتد منه ويتغاير عنه ،
أنه لمن الضرورة تجديد وتحديث وظائف قيادات المقاومة ضرورة تمليها الظروف الخطيرة والتطورات الجديدة ،كما وانه قد اصبح لزاما عليها أن تفكر في إعداد استراتيجية وطنية تحدث ثورة حقيقية ،
تخرجها من حال الإغتراب إلى حال الإحساس بالقيمة والوجود ، ومن حال تسول إيرادات الدخل الجنوبي على ابواب شرعية الاحتلال إلى حال التحكم ، ومن حال التلقي الصامت والتلقين إلى حال المبادرة والابتكار ،ومن حال الإقصاء والتهميش إلى حال صنع القرار .
لأن هناك ركام من الافكار الفاسدة التي يعتمد عليها بعض قيادات المقاومة ،وتخضع لها كل الافراد التي رضيت بسلطة هذا القائد ، فالمقاومة لا يمكن ان تنتصر مع وجود الركام الذي يحجب بين القائد وبين رؤية واقعه . لقد أصبح الجسد الجنوبي ملقح بفيروسات سرطانية كثيرة ،اهمها فيروسات الطائفية والإرهابية والمناطقية جميعها تهنش بالجسد الجنوبي ،ومازال التواطؤ الجنوبي من قبل القيادات مع قوى الإحتلال المتعاقبة على الحكم مستمر من مرحلة الى اخرى .
فالخطر القادم الذي سترث حمولته الاجيال الناشئة الجديدة بسبب غباء وتوطئ القيادات الحالية ، سينتج كوارث إنسانية واخلاقية واجتماعية ستجرف جميع من على خارطة الجنوب الجغرافية والسياسية الى خارج الزمن .